الإثنين 2014/06/16

آخر تحديث: 17:45 (بيروت)

سلام لا يعير أهمية لقباني

الإثنين 2014/06/16
سلام لا يعير أهمية لقباني
ربح سلام بهدوئه وخسر قباني مزيداً من رصيده (الصورة: المدن)
increase حجم الخط decrease

"لا يخيفنا السراي ولا من هو في السراي ولا من هو على رأس السراي ولا من يحمي السراي". بهذه العبارات خرج المفتي محمد رشيد قباني من عباءته الدينية. من الموقع الديني، شن هجوماً عنيفاً الأسبوع الماضي على رئيس الحكومة تمام سلام والرؤساء السابقين الذين كانوا مجتمعين في السراي الحكومي للتدارس في الخطوات الممكنة بعد أن شارفت ولاية المفتي على النهاية في أيلول المقبل.

 

الخطاب غير الموفق لقباني وموقعه الديني، استقبله تمام سلام بإبتسامة فقط. الرجل الهادئ لم تثر فيه الكلمات التي تفوه بها قباني الغرائز. لا يزال يدرس الملف بتأنٍّ لينضم الى الملفات المتراكمة على مكتبه في زمن الشغور الرئاسي، بعد أن طلب المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى منه الدعوة إلى إنتخاب مفت جديد. ملف جديد اضيف الى الأمن والحكومة المعطلة والإقتصاد وغيرها من الهموم، التي يتعاطى معها سلام من مبدأ التوافق.

 

مُقل رئيس الحكومة في التعبير عن أزمة دار الفتوى. يريد الحفاظ على الصورة التي رسمها لنفسه، كما أنه لا يريد "الدخول في قيل وقال" مع دار الفتوى. لا يخفي إستياءه من تصريح المفتي الأخير وهجومه. مصادره تصفه بأنه "تصريح متشنج ومن غير المقبول صدوره عن مرجعية دينية تمثل الطائفة السنية ضد رؤساء الحكومة والسراي الحكومي". تأسف المصادر: "المفتي رفع السقف كثيراً".

 

تأني سلام ليس للتواصل مع المفتي وتأمين مخرج. تجزم المصادر بإستحالة ذلك. ترفض أن يصبغ "التأني" بصفات وتوقعات وأحلام وردية. طريق عائشة بكار – المصيطبة مقطوعة كلياً وفي الإتجاهين. لا إتصالات ولا نية لترطيب الأجواء، على الأقل من قبل سلام الذي لم يصدر من قبله أي موقف يسيء الى موقعه كرئيس للحكومة أو الى موقع دار الفتوى رغم الخلاف.

 

بعد معركة الأسبوع الماضي، التي اتخذ فيها المفتي ومجلسه الشرعي غير المعترف به قانونياً، تعديلات قانوينة استهدفت سحب صلاحيات الدعوة الى انتخاب مفت جديد من رئاسة الحكومة ومنحها لرئيس الأوقاف، وتوسيع الهيئة الناخبة، توجه المجلس الإسلامي الشرعي برئاسة نائب الرئيس عمر مسقاوي لتسليمه الدعوة ولإستكمال التباحث والتشاور.

 

عملياُ لم يرمِ المجلس الكرة في ملعب سلام. التنسيق بين المجلس الشرعي وسلام ورؤساء الحكومة قائم على قدم وساق. الخطوات السابقة والإجتماعات تستكمل بعيداً عن الأضواء كما تقول مصادر مطلعة من أجل خطوات قانونية – ادارية تفضي الى انتخاب مفتٍ جديد، وفي الوقت عينه، هناك محاولات لعدم تفاقم الشرخ وذلك عبر درس الإحتمالات التي تؤمن الخروج من الوضع بأقل ضرر ممكن ولملمة المشكلة والحفاظ على وحدة الطائفة السنية. وتلفت المصادر الى أن سلام لديه قناعة بالسير في المسار القانوني الصحيح والسليم في الدعوة لإنتخاب مفت بالسرعة الممكنة لأنه متلمس مدى خطوة المرحلة والمخاطر الناجمة عن مواقف وخطوات المفتي على مستوى الطائفة والمؤسسات.

 

تختصر مصادر سلام مواقفه بالإشارة الى البيانات التي تصدر بعد كل إجتماع لرؤساء الحكومات وآخرها بيان الذي صدر الأسبوع الماضي وهي واضحة في هذا الإطار ولا تحتاج الى تفسير. لا ترى ان الخلاف محصور بين "تيار المستقبل" وبين المفتي. تعترف أنه في بادئ الأمر كان كذلك، لكنه تحول في ما بعد الى خلاف مع رؤساء الحكومة مجتمعين خصصواً أنهم إجتمعوا أكثر من مرة لإيجاد حل ومخرج لأزمة دار الفتوى التي تعني وتهم كل أبناء الطائفة السنية وليس تيار المستقبل فقط، وفي النهاية تحولت الى خلاف يخص الطائفة السنية برمتها.

 

دخل ملف دار الفتوى بعد معركة الأسبوع الماضي، مرحلة السبات بإنتظار أي جديد. استبق المفتي قباني "الأشهر الحرم"، بغض النظر عن كل الخلافات السابقة والحالية الآتية. ربح سلام المعركة بهدوئه وثباته فأكد أنه رجل دولة، وخسر قباني في معركته الأخيرة مزيداً من رصيده الذي يتآكل منذ سنوات.

increase حجم الخط decrease