الأربعاء 2014/03/05

آخر تحديث: 06:13 (بيروت)

سوسان... 'مفتي' التناقضات الصيداوية

الأربعاء 2014/03/05
سوسان... 'مفتي' التناقضات الصيداوية
سعد وسيط بين حزب الله وسوسان (المدن)
increase حجم الخط decrease
في صيدا مرجعيتان، داران، ومفتيان. على الأرض، يحتكر المفتي سليم سوسان الحركة. قنوات مفتوحة مع الجميع، ممتازة مع "المستقبل"، كثيفة عند الضرورة مع "حزب الله"، وأكثر من جيدة مع "التنظيم الناصري"، وسيئة حديثاً مع "الجماعة الإسلامية". في الآونة الأخيرة بدا سوسان أنه حلقة الوصل الوحيدة. تقرّبه من الجميع قبل وبعد أحداث عبرا، سمح له بلعب هذا الدور، مستنداً إلى الثقة "الناصرية" به، فتحرك في أكثر من محطة، وإن بقيت أدواره بعيدة عن الأضواء.
 
سوسان يتجنب خلال حديثه مع "المدن" الغوص عميقاً في التفاصيل. يقول إن "كل القوى حريصة على استقرار المدينة ومحيطها"، لا يرى في "تعدد وجهات النظر" مشكلة. "هذا أمر طبيعي" يقول، بما أن "الجميع متفق على أن تكون صيدا مدينة للعيش المشترك وان لا تكون حاضنة لأي فتنة، والخطاب الصيداوي في هذا الإطار موحد".  يفتخر سوسان بأنه على تواصل مع الجميع. لكنه يشدد على أن ذلك لا  يعني "اننا نسير في ركب أحد". سوسان لا يرى ضرورة في جلوس الأفرقاء مباشرة فـ"نحن نلعب دور القاسم المشترك ونحاول تقريب المسافات".
 
مصادر صيداوية لا تخفي أن حركة سوسان تمر "بمطبات وإنكفاءات" من فترة إلى أخرى. وبغض النظر عن فعاليتها إلا أنها مساحة جيدة للبناء عليها، خصوصاً أنه نجح في أكثر من محطة أمنية - سياسية. سوسان يعوّل على "المساحة المشتركة والتي تتمثل في تلاقي الجميع على مصلحة المدينة، والتمسك بالسلم الأهلي والعيش المشترك والوحدة الوطنية وحق الإختلاف وقبول الآخر، وأضيف مؤخرا نبذ التطرف والإعتدال، واعتماد معالجة الأمور عبر المؤسسات الرسمية".
 
العلاقة مع "حزب الله" وإن لم تؤطر وتخضع للمد والجز، بحسب المصادر، إلا أنها تؤدي غرضها. مؤخراً جال سوسان على المرجعيات غداة طرحه مبادرة لتحصين صيدا. إستثنى الحزب الذي اعتبر ذلك تجاهلاً له فقام بزيارة للمفتي الثاني المعين من قبل مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني، أحمد نصار، فاعتبر سوسان أنها رسالة لشخصه، فكان اخذ ورد خلف الكواليس، الى أن تدخل وسيط وجمعهما فتبادلا العتب واقفل الملف.
 
العلاقة مع "حزب الله" تلخصها المصادر بأنها محكومة بالوسيط أسامة سعد، بما أنه على علاقة قوية بسوسان قبل أن يتولى منصب المفتي. وتشير إلى أنه "حتى عند تعيين نصار مفتياً، كان سعد من اشد المعارضين وان ليس جهاراً، نظراً الى حيثيته الناصرية، وعند تعيين نصار مؤخراً في مجلس ادارة الأوقاف، إنسحب المحسوبون على "المستقبل"، لكن الجديد هي في إنسحاب المحسوبين على سعد.
 
وإن كانت علاقة سوسان بـ"المستقبل" أكثر من ممتازة، وفق المصادر، إلا أنها تشهد تراجعاً مع "الجماعة" التي فتحت معركة على "المستقبل" بسبب الموقف من مصر، عبر بوابة دار الفتوى وبالتالي ساءت مع سوسان بعد تقرب الجماعة من قباني ونصار.
 
نجح سوسان في تكريس نفسه رجلاً توافقياً في المدينة، وفي فتح الخطوط مع الجميع من أجل أمن واستقرار المدينة، نجاح يبدو أنه لا يزال في إطار التواصل فقط وترطيب الأجواء والإطفاء عند الضرورة.
increase حجم الخط decrease