الأربعاء 2015/06/24

آخر تحديث: 19:51 (بيروت)

ميقاتي – المستقبل: حرب الغاء سنية

الأربعاء 2015/06/24
ميقاتي – المستقبل: حرب الغاء سنية
علاقة ميقاتي والمستقبل لن تعود إلى وضعها الطبيعي (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

لم تمر أفلام رومية مرور الكرام على الساحة الشمالية، بل كانت بمثابة "الرمانة" التي عمقت الخلافات بين تيار "المستقبل" والرئيس السابق نجيب ميقاتي الذي شن هجوماً على "المستقبل" معتبراً انه "خير من جسّد الاستغلال السياسي"، وأنه "ما توقف عن فبركة الاتهامات والاضاليل والافتراءات"، وأنه "إنقلب على كل الشعارات التي رفعها فور دخوله الحكم".

 

معلوم أن العلاقة المستقبلية - الميقاتية قديمة الجفاء. ظهرت إلى العلن في العام 2011 عندما انقلب ميقاتي على تحالفه الانتخابي مع الحريري وشكل حكومة مع فريق "8 آذار" الذي أسقط حكومة الحريري بفعل الإستقالة. منذ ذلك الحين كان تيار "العزم والسعادة" الذي يتزعمه ميقاتي يحاول إضعاف الحريري شمالاً.

 

تدحرجت كرة الثلج الخلافية، التي بدأت تتجلى بحسب مصادر "المدن" خلال محاولة ميقاتي إظهار ان الموقوف سعد المصري يتلقى تمويله من الحريري، وليس من ميقاتي، كما هو معروف في طرابلس. لم تقف الامور عند هذا الحد، لا بل أتت فضيحة رومية لتشكل الفرصة المؤاتية لميقاتي من أجل استهداف خصمه اللدود على الساحة السنية. بيد أن "المستقبل" لم يستهجن هذا الأمر، على اعتبار ان ميقاتي بحسب قيادي مستقبلي "هو جزء لا يتجزأ من الحقبة السورية".

 

مستشار ميقاني، خلدون الشريف، يرى عبر "المدن" أن "كل خلاف سياسي هو مشروع، إلا أن ما قيل أن تركة الاسلاميين ناتجة عن حكومة ميقاتي فهذا كلام غير صحيح"، مشددا على أن "هذا الملف تكون عام 2007 بعد أحداث نهر البارد في ظل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة".

 

وليس بعيدا عن هذا الانتقاد الموجه ضد تيار "المستقبل"، بما أن الوزير المعني بالاشراف على سجن رومية أي وزير الداخلية، ينتمي إلى فريق الحريري، يقول الشريف إن "تعريض الموقوفين لدى دولة ما، لما تعرض له الموقوفون الاسلاميون بعد أحداث رومية، هو أمر لا يحتمل إلا النقد والاستهجان وتحميل كامل المسؤولية للجهات المختصة"، وتصريحا لا تلميحا واستكمالا للحملة الميقاتية على "المستقبل"، لم يقتنع تيار "العزم والسعادة" بتحمل المعنيين في تيار "المستقبل"  كامل المسؤولية السياسية عما حدث، فيقول الشريف: "في أحداث من هذا النوع عادة ما تتخذ تدابير صارمة وما جرى ليس على المستوى المطلوب".

 

وفي هذا الاطار، فان تيار "المستقبل" يقول وفق قيادي بارز فيه لـ"المدن" أنه "لم يتوان منذ اللحظة الاولى عن تحمل كامل المسؤولية عن الفعل المشجوب والمدان في رومية"، ويرى أن فريق 8 آذار في الشمال والذي يقوده تيار ميقاتي، يمارس حملة منظمة على فريق الرئيس الحريري تحت شعار لا لتيار المستقبل، قائمة على استغلال أحداث رومية بغية الانتقام".

 

على الرغم من ذلك، تجمع أوساط المستقبل أن ما حدث في رومية هو مدان وأن تداعياته خطيرة، ولا يمكن المرور عليه مرور الكرام، معربة عن خوفها من بقاء التوتر في الشارع، في حال لم يتم السير في التحقيقات حتى النهاية لمعرفة الجهة المسربة، والمستفيدة من التأجيج الشعبي في وجه المستقبل على الساحة الطرابلسية. ولا تستغرب قيادات المستقبل الهجوم المنظم الذي يقوده ميقاتي، إذ يقول مصدر قيادي لـ"المدن" أن "ميقاتي وجد الفرصة المؤاتية لتوظيفها في السياسة من أجل النيل من المستقبل، بيد ان هذا الموضوع لن يجعلنا نتهرب من مسؤولياتنا".

 

وتجمع مصادر "المدن" على أن العلاقة بين ميقاتي والمستقبل، والتي فجرتها مجدداً أحداث رومية، لن تعود إلى وضعها الطبيعي "خاصة أن الذي فرض ميقاتي على قوائم المستقبل هو التوافق السعودي - السوري، أما الان فان السعوديين أصبحوا على يقين أن ميقاتي لا يزال جزءا من المنظومة السورية"، وعليه تبقى المعركة مفتوحة عند كل مفصل بما يشبه حرب الإلغاء المسيحية بين "القوات اللبنانية" ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في نهاية الحرب الأهلية اللبنانية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها