العونيون: إختبار الشارع والشعار

تحت شعار "وحدا الإنتخابات بتنضف" يستعد شارع "التيار الوطني الحر" للتظاهر في ساحة الشهداء غداً الجمعة، في إمتحان لقدرته على الحشد، خصوصاً أن التظاهرات المطلبية الأخيرة نجحت في هذا التحدي، وهو ما يدفع مصادر "التيار" للتأكيد عبر "المدن" أن المظاهرة هذه المرّة لا تركّز على نوعية التحرك بل على كميّة الحشد.

إستنهض "التيار "كل أدواته للحشد، إذ يتمّ التركيز على رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ورمزيته مسيحياً وفي أروقة "التيار" من أجل الحشد، حيث وصلت رسائل للناشطين كتب فيها: "بوقت يلي الكل واقف ضدك رح ننزل نوقف حدّك".

لم تقتصر التحضيرات على الدعوات عبر التلفزيون ووسائل التواصل الإجتماعي والهيئات المحلية كما في السابق، بل إنسحب ذلك الى دور فاعل لقيادات "التيار"، اذ علم أن عدداً منهم اتصل شخصياً بالناشطين، بعد أن تحولت مكاتب ميرنا الشالوحي في الأمس، حيث المركز الرئيسي لـ"التيار"، إلى مركز إتصالات، أجرى فيه إتصالاته كل من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، والوزير السابق نقولا صحناوي، والنائب ناجي غاريوس، والنائب السابق سليم عون، وغيرهم.

من جهة أخرى، تداخلت عوامل الأزمة الداخلية الأخيرة، مع التظاهرة المقبلة، اذ خرج النائب سيمون ابي رميا برسالة صوتية موجهة إلى كل الناشطين لحثهم على المشاركة، في محاولة لمحو أي آثار جانبية قد تكون تركتها الإنتخابات الداخلية، خصوصاً أنه كان من الداعمين للفريق المناهض لباسيل. وبعد أن ذكّر ابي رميا بأهداف التحرك، تطرق إلى الشق الداخلي، قائلاً: "بعد الصورة التي تمّ تظهيرها في الإعلام وأمام الرأي العام أثر الإنتخابات الداخلية، تقع علينا جميعاً مسؤولية إظهار وحدتنا أكثر من اي يوم مضى، وسنظهر من خلال التحرك وحدتنا من جهة، وعدد الملتزمين والمنتسبين في التيار من جهة اخرى. لذا فلنشارك جميعاً، ولنجعل من هذا التحرك تحدياً شخصياً  كي نمنع إنكسار صورة التيار الجارف على مستوى الوطن، وليلبي هذا التحرك طموحاتنا وآمال العماد عون".

وكان قرار التظاهر في الشارع قد إتُخذ في إجتماع يوم السبت الفائت في إجتماع ضم النواب إلى عون، حيث أكدّت مصادر "التيار" لـ"المدن" أن "المجتمعين لمسوا تململاً من قبل بعض الناشطين في التيار لجهة الشعارات التي يرفعها المجتمع المدني في مظاهراته لإعتبارهم بأن هذه هي الشعارات لطالما كانت شعارات التيار، ما دفع العديد منهم إلى المشاركة بالتحرك عفوياً، والتأكيد أن التيار لن يكون ضد الحراك، كما أنه لا يمكنه أن يتفرج على مظاهرات من صلب قناعته".

وتؤكد المصادر أنه "لا شك أن الهدف الأساسي للحراك رد حركة التيار النضالية والتذكير بشعاره السياسي الأول أي الأحتكام إلى الشعب في ظل الجمود، عبر إجراء إنتخابات نيابية مبكرة على اساس قانون إنتخابي نسبي أو إجراء إنتخاب الرئيس مباشرة من الشعب"، إلا أن أهداف هذه المظاهرة أيضاً هي محو الصورة التي حاولت مظاهرات المجتمع المدني رسمها عن "التيار"، خصوصاً تعميم الفساد على كافة القوى السياسية، وهي بمثابة ردّ أيضاً على رفض مشاركة بعض الحزبيين، حيث من المتوقع أن تشهد المظاهرة غداً حمل لافتات كُتب عليها: "المظاهرة مفتوحة للكل ما تعودنا نرفض حدا".

أمّا في ما خص الإستعدادات اللوجستية، فقد علم أنه ستنصب منصة في ساحة الشهداء بعد ظهر اليوم، حيث من المتوقع ألا تكون هذه المظاهرة كسابقتها، فلن تقتصر الخطابات فيها على المنسق العام بيار رفول، وسط إشارات إلى إمكانية أن "ينزل" عون شخصياً مع التيار على الأرض.