الحكومة:ما بعد احداث الشمال وما قبل تصعيد أهالي الاسرى

كعادتها في تسيير شؤون البلاد بعيداً عن المناكفات والخلافات، عقدت الحكومة اللبنانية جلسة جديدة في السراي الحكومي برئاسة تمام سلام، باحثة في المواضيع الشائكة من الوضع الإجتماعي والإقتصادي في طرابلس بعد المعركة الأخيرة، إلى ملف المخطوفين العسكريين الذي عاد إلى بوابة التصعيد بعدما هدد الأهالي مجدداً، ومتجاوزة بعض الملفات الخلافية السابقة كملف النفايات والرواتب، ومرحلة بعضاً آخر مثل ملف الخلوي.

ولفتت مصادر وزارية لـ"المدن" إلى أن ملف طرابلس استحوذ على جانب مهم من الجلسة. وتحدث سلام عن احداث طرابلس التي حقق فيها الجيش انجازا أمنيا كبيراً، وتطرق الى حجم الاضرار التي لحقت بالمواطنين وبالأبنية والمنازل والمساجد، مشيراً إلى أنه تم احصاء الأضرار بشكل أولي. وأجمع الوزراء على أن بعض الأحياء في طرابلس وعكار تعاني من الفقر الشديد والحرمان وأنه لا بد من معالجة هذا الوضع، وبناء عليه خصص المجلس 30 مليار ليرة للتعويض الفوري على المواطنين واعادة تأهيل المناطق المنكوبة.

وكشف وزير العدل أشرف ريفي لـ"المدن" أن "الجلسة كانت ممتازة جداً ومنتجة خصوصاً خلال بحث موضوع طرابلس الذي تمت مناقشته بكل هدوء وروية ووطنية وتفهم من قبل جميع الوزراء".

وعلى وقع إنعقاد الجلسة، كان أهالي العسكريين المختطفين لدى "داعش" و"النصرة" يهددون ويمهلون الحكومة حتى الساعة السادسة من مساء اليوم الخميس لوضعهم في اجواء ملف ابنائهم، وإلا سيتخذون خطوات تصعيدية، وذلك بعد أن حاولت والدة العسكري المخطوف خالد مقبل إضرام النار بنفسها لكن الأهالي تدخلوا ومنعوها قبل أن تصاب بحالة إغماء، ما استدعى نقلها إلى المستشفى.

وفيما سارع سلام إلى عقد لقاء مع وفد الأهالي فور إنتهاء الجلسة، أكدت مصادر وزارية مطلعة أن سلام لم يدخل في تفاصيل الملف بل تطرق اليه واضعاً الوزراء في صورة إجتماع خلية الأزمة التي عقدت أمس الأربعاء، مؤكداً أنه يولي هذه القضية أقصى أولوياته.

وعلى وقع تصعيد الأهالي والجلسة الحكومية، لا يزال مصير المفاوضات غامضاً ومعلقاً، خصوصاً أن الموفد القطري (السوري الجنسية) الذي وصل إلى عرسال برفقة أمنيين لبنانيين بعد ظهر اليوم الخميس وإنتقل الى جرودها وحيداً لاستكمال المفاوضات، تردد في أوساط الأهالي أنه لم يصل بعد، مما ترك الكثير من الشكوك حول تفاصيل الملف.

وبالعودة الى الجلسة، فقد نجح مجلس الوزراء في معالجة موضوع رواتب الموظفين في القطاع العام حتى نهاية العام باعتماد بلغت قيمته نحو مليار و540 مليون ليرة، كما نجح في الإتفاق على ملف النفايات فقرر تكليف مجلس الانماء والاعمار باعداد دفتر شروط لتنظيم مناقصة مفتوحة لتنظيم كنس النفايات وعرضه على مجلس الوزراء خلال 15 يوما، وتكليف وزارة المالية ووزارة الداخلية صرف المستحقات للبلديات المختصة بمطمر الناعمة، وتكليف وزارة البيئة متابعة تنفيذ قرارات مجلس الوزراء.

وفيما ارجأ بحث ملف الخلوي، وافق على تكليف وزير الشباب والرياضة بتسيير مصلحة المدينة الرياضية، وعلى قبول بعض الهبات المقدمة لصالح بعض الوزرات والادارات العامة، وعلى طلب بعض الوزرات والادارات العامة المشاركة في مؤتمرات. وكان ملف اللاجئين السوريين طرح في الجلسة من قبل الرئيس سلام من بوابة مشاركته في "المؤتمر الدولي للاجئين السوريين" الذي عقد في برلين.