الجمعة 2017/09/01

آخر تحديث: 06:10 (بيروت)

ما رأيكم بنصر اقتصادي يتيم؟

الجمعة 2017/09/01
increase حجم الخط decrease

”عدد الانتصارات كبير ولا نلحق أن نعد“. هكذا استهل الأمين العام لـ”حزب الله“ حسن نصر الله حديثه يوم أمس عمّا تحقق في جرود عرسال ورأس بعلبك من طرد لجماعتي ”فتح الشام“ و”داعش“ إلى ادلب ودير الزور السوريتين. هذا النصر الأخير بات ضمن سلسلة طويلة تبدأ عام 1985 وتمر في حروب 1993 و1996 و2000 و2006. 

لم يأت نصر الله في هذا الخطاب على ذكر حرب 7 أيار عام 2008، أو أي قضية خلافية كبرى، بل اتسم كلامه بنبرة تصالحية غير معهودة في الغالب، لكنها تنتظر تطبيقاً عملياً.

أولاً، في الموقف من دور الجيش اللبناني كحامي للبلاد، اعتبره جديراً بالثقة في أداء العمليات الخطيرة، ودعا إلى تعزيز قدراته. لكنه لم يأت على ذكر آثار عملية عرسال وصفقة ”داعش“ في رأس بعلبك على الدعم الدولي للجيش اللبناني، وهو بات مُهدداً بالكامل. والعملية خلّفت استياءً شعبياً كبيراً نتيجة عودة الجنود المخطوفين جثثاً، وقتلة داعش أحياءً إلى مناطق سيطرتها.

ثانياً، اتسم الخطاب بنبرة تصالحية حيال السلم الأهلي، إذ طالب بوضع ”برنامج تطبيع للعلاقات لبلسمة الجراح وتهدئة النفوس خصوصاً مع أهلنا الكرام في عرسال وبقية البلدات“. وللمرة الأولى أيضاً كان حازماً في ملف شائك يعني شريحة واسعة من السُنّة في لبنان، وهو الموقوفون الإسلاميون دون محاكمة منذ سنوات طويلة. دعا إلى ”الاسراع في محاكمة الموقوفين في السجون لأن هناك شريحة كبيرة من اخواننا السنة يحتاجون لاقفال هذا الملف“. في التنمية أيضاً، تحدث نصر الله عن ضرورة انصاف عكّار كما بعلبك الهرمل.

وأخيراً، عرج في كلمتين على الاقتصاد اللبناني من بوابة ”التحرير الثاني“، قائلاً إن الاستقرار الأمني يستقطب ”السياحة والتجارة“. 

يبقى كل ما سبق، رهن العلاقات الخارجية الهشة للبنان بالأقطاب الاقتصادية في المنطقة كدول الخليج، والعالم الغربي ممثلاً بالولايات المتحدة وأوروبا. وهذه باتت مُهددة غالباً، إذ صارت هذه الدول تجد حرجاً في دعم الجيش اللبناني. ليس لأن واشنطن أوجدت ”داعش“ كما يُلمّح دائماً، بل لأن الصفقة معها مُحرجة، وكذا التنسيق مع حزب مُدرج على قائمة الإرهاب. وهذا الأمر ينسحب أيضاً على العقوبات الأميركية ضد حزب الله وحلفائه، والتي تزداد شدة وتنعكس على الاقتصاد اللبناني والمالية العامة. هل هناك من خطة لمصالحة لبنان مع محيطه الاقليمي من أجل مواجهة التردي الاقتصادي؟ أي سياحة ممكنة في ظل منع السفر القائم الى لبنان من دول عربية عديدة كانت تمدنا بالزوار لسنوات طويلة؟ وكيف سنُعزز التجارة وهناك من يخشى أن تحول العقوبات الأميركية على شخصيات لبنانية، دون تواصل القطاعات المالية مع الاقتصاد العالمي؟

الرؤية الاقتصادية الحقيقية أُخفيت في موضع آخر.

بيد أن الخطاب كان مُثقلاً بالعداء للولايات المتحدة والاتهامات الكثيرة بحقها، بما يشي بتصعيد مقبل. هل لدينا قدرة مالية واقتصادية على مواجهة أبرز القوى المالية والسياسية في العالم؟ قطعاً لا. بحسب نصر الله، فإن البديل بناء علاقة متينة مع سوريا والإعتماد عليها اقتصادياً وأمنياً وربما سياسياً أيضاً بما أن الأبواب الأخرى تُوصد الواحدة تلو الأخرى وبإتقان.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها