الإثنين 2017/03/06

آخر تحديث: 00:12 (بيروت)

سوريا الملعب وحقل التجارب

الإثنين 2017/03/06
سوريا الملعب وحقل التجارب
increase حجم الخط decrease

لم يخل رفع مجلس منبج العسكري العلم الروسي في مناطق سيطرته من دلالات. فبعد مضي 5 سنوات على المشاركة الايرانية وثم الروسية في الحرب إلى جانب النظام السوري، دفاعاً عن ”سيادة“ الدولة، انحدرت سوريا في خطاب الدولتين، بعد الواقع، إلى مرتبة حقل تجارب.

كان لافتاً في زيارة الرئيس الشيشاني رمضان قديروف مصنعاً محلياً للآليات يوم السبت الماضي، أن أول تعليق خطر على باله عند تجربة مُصفحة عسكرية صغيرة الحجم، هو أن الجيش السوري سيشتريها للقتال في مناطق جبلية وعرة. 

لا يحتاج قديروف، وهو أحد أزلام بوتين في الأقاليم، إلى الكثير من التفكر بالقضية، إذ أن الرئيس السوري بشار الأسد بات بالنسبة اليه نظيراً، أي أحد قادة الأقاليم الفيديرالية الروسية. بل حتى بإمكان قديروف التحدث عن الأسد بصفته قائداً لإقليم ضعيف يحتاج اليه، إذ أرسل الرئيس الشيشاني قبل شهر 400 عنصر شيشاني ليكونوا عناصر شرطة يحرسون أحياء مدينة حلب حيث ترى روسيا أنهم أقل استفزازاً للسكان المحليين كونهم “مسلمين سُنة”، بحسب تقرير لقناة ”روسيا اليوم“ في كانون الثاني (يناير) الماضي.

ولتجربة الأسلحة الروسية في سوريا جانب دعائي بات يظهر علناً في تصريحات المسؤولين الروس. في تموز (يوليو) الماضي، أشاد الرئيس الروسي بارتفاع مبيعات الأسلحة في المنتصف الأول من العام الماضي (4,6 مليارات دولار)، لافتاً الى أن “علينا مواصلة إبراز انجازات صانعي الأسلحة الروس”. موقع “فورين بوليسي” الأميركي علّق على هذا التصريح حينها بأن بين هذه الاستعراضات، تباهي مسؤولين روس بنجاة طاقم دبابة روسية من طراز ”تي 90“ من إصابة بصاروخ “تاو” أميركي مطلع العام الماضي. كان هذا “النجاح” الروسي، دعاية موفقة للصناعات العسكرية الروسية، وأدى وفقاً لتقرير نشرته صحيفة الغارديان إلى ارتفاع في المبيعات.

صحيفة “كومرسانت” الروسية وصفت هذا الارتفاع في مبيعات السلاح، بأنه “الأثر التسويقي” لمشاركة روسيا في حرب سوريا، إذ أبرمت دول اعتمدت تاريخياً في مشترياتها الدفاعية على الولايات المتحدة، مثل باكستان، صفقات مع موسكو. 

وإيران شريكة أساسية لروسيا في الكعكة السورية، تُشاطرها الحديث عنها بصفتها إقليماً تُحرك فيه قواتها وتدرب ضباطها وتُجرب فيه أسلحتها. 

بيد أن المسؤولين العسكريين الايرانيين لا يُوفرون فرصة للتباهي بوجودهم ونفوذهم في سوريا، إما مباشرة أو عبر الميليشيات الموالية لهم. لكن أحد التصريحات الأخيرة  يحمل مدلولات عملية في هذا الاتجاه. في 22 شباط (فبراير) الماضي، قال مرتضى صفاري أحد قادة الحرس الثوري الايراني إن جامعة الامام الحسين (مرتبطة بالحرس) بعثت مئة طالب ايراني للتدرب على القتال في سوريا. وأضاف في تصريح لوكالة “داشجو” الإخبارية أن “بعض الطلاب استُشهدوا خلال دوراتهم التدريبية التي دامت شهرين، في حين بقي آخرون لفترة أطول”. وبحسب تصريح تلفزيوني لحسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري ترجمته إذاعة “صوت أميركا”، فإن طهران اكتسبت خبرات جديدة في مجالات التقنيات والتكتيك والقتال وجمع المعلومات على الأرض. وبحسب التقرير ذاته، فإن ايران جرّبت على نطاق واسع أسلحة جديدة من صناعتها.

عند استقباله عائلات 7 قتلى قضوا في صفوف القوات الايرانية الخاصة في سوريا، قال المرشد الأعلى للثورة الايراني علي خامنئي إن أبناءهم لو لم يذهبوا للقتال هناك، ”لكنا نصارعهم في طهران وفارس وخراسان وأصفهان“. 

سوريا ملعب وحقل تجارب.  

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها