الجمعة 2015/05/22

آخر تحديث: 19:19 (بيروت)

خطوط عرسال الحُمر.. مَن المعنيّ بها؟

الجمعة 2015/05/22
خطوط عرسال الحُمر.. مَن المعنيّ بها؟
تبادل ادوار بين عرسال ومخيم نهر البارد... وطوق الحماية الأحمر يخرقه التسعير المذهبي
increase حجم الخط decrease

الشبه بين عرسال، ومخيم نهر البارد، يُستعاد اليوم. تبادل الموقعان الأدوار، برسم "خط أحمر" حولهما. في العام 2007، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن المخيم (نهر البارد)، كما الجيش اللبناني، "خط أحمر". واليوم، يقول مغردون في "تويتر" إن عرسال، التي رسموا حولها خطاً أحمر أيضاً، "لن تكون نهر بارد ثانياً".

والخط الأحمر، الذي استخدم اليوم تحت هاشتاغ "#عرسال_خط_أحمر، هو طوق حماية معنوي، يرسمه المؤيدون حول موقع يعني لهم، بشرياً أم كمساحة جغرافية. ويستخدم أيضاً، في محل الإدانة لطرف مقابل. وفق المعنى الأول، رُسم حول نهر البارد.. ووفق المعنى الثاني، رُسم اليوم حول عرسال. وفي كلا المضمونين، لا تسيطر القاعدة الشعبية على مشاعرها. تتحدث في الأمور كما هي، من غير التفاف دبلوماسيّ على الوقائع أو النوايا. وهو ما يسهل الوقوع في شرك التمذهب، ومضاعفته، وخصوصاً في قضية حساسة، تحتاج الى معالجة دقيقة، مثل قضية عرسال.

على أن طوق الحماية، لموقع أو فئة، يسقط عند التسعير المذهبي. يُثقب طوق الحماية، ويصبح ساحة مفتوحة لاطلاق النار. ساحة مهيأة للحرب. ساحة استنزاف، وتقويض لتحرك مفترض أو مرتقب. هل يعني الهاشتاغ رسم خطوط حُمر أمام الجيش اللبناني في حال تسلل مقاتلون من خلف الحدود الى عرسال؟ ما هي الرسالة عندئذ؟ هل سيُتهم، بأنه شريك حزب الله في ملاحقة الثوار السوريين؟ هل سيكون مقاتلو "جبهة نصرة" إرهابيين، كما تصفهم الحكومة اللبنانية وحكومات غربية، أم ثواراً؟

يرمي مناصرو الحزب في المقابل، كرة "الخط الأحمر"، في ملعب الجيش اللبناني. يبررون، في صفحاتهم الالكترونية، بأن الحزب لن يدخل في المعركة، بل سيدخل فيها الجيش. إذن، "التهديد موجه للجيش" الذي يقصف، منذ اسابيع، تحركات المسلحين في الجرود، منعاً لعمليات تسلل. ويشدد تدابيره، منعاً لامتداد لهيب القلمون الى عرسال. ويرد العرساليون الصفعة، بأشد منها، بتأكيدهم، تحت الهاشتاغ نفسه، ان "عرسال من الجيش، والجيش من عرسال"، وأن "أي معركة محتملة، سيكون العرساليون الذين شاركوا في معارك 2 آب (أغسطس) الى جانب الجيش، حتماً في خندقه".

ما يظهره هاشتاغ #عرسال_خط_أحمر، هو أن السعار المذهبي اللبناني، وصل الى حدّ الشقاق. كان الطرفان، السني والشيعي، يحتاجان الى قضية بسيطة، تكشف حجم التسعير في لبنان، والخلافات العمودية، والحرب التي تقف على "شفا جرف هارٍ". قد يدرك المغردون، أن حزب الله لا يجرؤ على توسعة معركته الى عرسال، نظراً لحساسية طائفية لبنانية، تمنعه، وتهدد بتفجير الستاتيكو القائم... لكن التحذير، على شكل تهديد الحزب إذا دخل في معركة مشابهة، يبدو فرصة لقول ما لا مناسبة للإفصاح عنه، بأن السعار المذهبي على أشده.. وسيبقى في غياب تسويات اقليمية.

رغم ذلك، فإن تغريدات "لم الشمل الوطني"، قائمة في الهاشتاغ. تغريدات وطنية، تنم عن حس مسؤول، بالقول إن "عرسال الجيرة الحلوة عرسال الناس الطيبة عرسال النهج الوطني المنفتح عرسال الصلابة وتحدي الاهمال المزمن مع جيرانها"... لكن "الكونترول" المفقود، كما في جميع صفحات المغردين، على تنوعهم، يُفقد الهدف وجهته، كتلك التي تتضمن شتائم... بينما يعبر آخرون عن خوفهم، بالقول: "يا خوفي يطالب الدولة بالوقوف بوجه التغريدات او بوجه الهاشتاغات كما طلب منها التدخل بعرسال"! في اشارة الى ما واظب ناشطون سوريون على اتهام الجيش اللبناني به، أي الوقوف الى جانب حزب الله.

إنطلق الهاشتاغ من تغريدة رئيس الحكومة الأسبق، ورئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، التي قال فيها: "عرسال ليست مكسراً لعصيان حزب الله على الاجماع الوطني". تداعى مناصرو عرسال، الى إطلاق الوسم، تعقيباً. ودخل عبره مناصرو "السنة" في مواجهة "الشيعة حاملي مشروع ايران". تكررت اللازمة، كما في كل مرة، عبر تبادل الدوار: تهديد من طرف، ووعيد من الآخر، وردود على الردود... دوامة لا تنتهي، وخطوط حمر تتجدد عند كل منعطف! 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها