الثلاثاء 2014/11/25

آخر تحديث: 20:08 (بيروت)

320 محطة عربية تعرض الدراما بـ"الكيلو"

الثلاثاء 2014/11/25
320 محطة عربية تعرض الدراما بـ"الكيلو"
من مسلسل "قلم حمرة" أهم الانتاجات السورية العام الماضي
increase حجم الخط decrease

لم توجه أزمات المنطقة سكانها باتجاه القنوات الإخبارية. مساحة الراحة والترفيه، لا تزال تحتفظ بالقدر الأكبر من عدد المتابعين، وتمتد على مدى 320 قناة فضائية عربية تعرض الانتاج الدرامي العربي منذ الثمانينيات حتى اليوم. ودفع هذا الرقم العاملين في الإنتاج الدرامي نحو تنميتها، لتصبح القطاع الصناعي الثالث في العالم العربي، بعد قطاعي الغذاء والإعمار.

لا يهدأ الممثلون في العالم العربي عن التجوال بين استديو وآخر، وموقع تصوير ومماثل له بين الدول العربية. الحركة المضطردة منذ 10 سنوات، إتسعت أكثر في العامين الماضيين، مع زيادة كبيرة في القنوات الراغبة بعرض الأعمال الدرامية. وبحسب احصاء قامت به شركة "آي شوت" اللبنانية للإنتاج، بلغ عدد الأعمال العربية هذا العام، 305 عملاً جديداً، توزعوا على القنوات العربية بمبالغ صغيرة، لكن مجموعها يعادل ثروة إنتاجية رهيبة، تتخطى الـ200 مليون دولار. وإذا كانت هذه الصناعة اللبنانية، لا تزال في إطارها "النامي"، فإن ظهور منافسين لها في العراق والكويت بشكل خاص، يحيل الأنظار الى عالم درامي جديد سيسرق الضوء من الصانعيْن الرئيسين للدراما العربية، وهما مصر وسوريا.

تكشف الأرقام الأخيرة عن ثورة إنتاجية في العالم العربي. 32 مسلسلاً عراقياً أنتجتها شركات إنتاج عراقي، استفاقت الى هذه الصناعة بعد أزمات البلاد، وخروجها من عباءة الضيق التي أسدلها نظام الرئيس الراحل صدام حسين على البلاد. أما الكويت، فأنتجت عدداً كبيراً من المسلسلات القادرة على المنافسة. هذا القطاع الموجود في الكويت منذ ستينيات القرن الماضي، يعيش اليوم عصره الذهبي، في ظل ظهور باقة جديدة من الممثلين، تتفوق على بعض النجوم المصريين والسوريين واللبنانيين الشباب في الأداء والقدرة على الجذب. معظم الممثلين في الكويت، من الجيل الشاب الموهوب، وهي نقطة تفوق جديدة، تعد بازدهار في القطاع.

هذا التحوّل، يهدد بلا شك الصناعة المصرية التي أخّرتها تداعيات التغيير السياسي منذ العام 2011.. لكنه بالتأكيد يترك مساحة للتحرك، بالأعمال المنافسة على العرض الأول. أما سوريا، التي أرهقت أزماتها قطاع الإنتاج الدرامي، فقد قدمت هذا العام 76 مسلسلاً، أنتجتها شركات حكومية، وأخرى معارضة، إضافة الى مسلسلات بإنتاج مشترك مع شركات عربية، صنفت في خانة الأعمال العربية المشتركة.

وتعود الفورة بالإنتاج، بشكل أساسي، الى تعدد المحطات وتنوعها. هذا الجانب، ألغى عقدة "العرض الأول" من واجهة الدراما. لم يعد التصنيف مهماً، في ظل الكم الهائل من المسلسلات، وتنوع الجمهور، حتى بات العرض الأول "ترفاً" فقط. تقول المحطات بصريح العبارة للمنتجين، إن "العرض الأول لا يهمنا"، مستندة الى نتيجة وصلتها أخيراً بأن المنافسة على الدراما "غير قائمة"، إذ تحتفظ كل محطة بجمهور محلي، عليها أن تقدم له ما يحتاج من أعمال درامية. حتى "أم بي سي"، التي تُعد أبرز القنوات العربية المتخصصة بعرض الدراما، تكاد تحصر العروض الأولى في انتاجات شركة O3 المقربة منها، كما حصل العام الماضي.

أنقذ هذا المفهوم صنّاع الدراما من الخسائر. على العكس، بات القطاع الاعلامي الأكثر انتاجاً في العالم العربي. الكم الهائل من الأعمال، بصرف النظر عن جودتها وتأثيرها، ساهم في ازدهار القطاع. أما تدني الأسعار، في ظل غياب المنافسة على العرض الأول، فساهم في تخفيض كلفة الإنتاج، وبالتالي الجودة.. ولم يعد غريباً أن يكون بعض الإنتاج "بالكيلو"،  وتتكرر المشاهد نفسها على غير محطة عربية، تصل الى المحطات المحلية في محافظات بلدان المغرب العربي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها