الخميس 2014/11/20

آخر تحديث: 19:19 (بيروت)

عزلة دير الزور

الخميس 2014/11/20
عزلة دير الزور
increase حجم الخط decrease

"العزلة"، هو التعبير الذي يستخدمه الناشطون الإعلاميون في دير الزور في هذه الأيام. لا انترنت متوفر لبث التقارير، ولا كاميرات يُسمح بإخراجها في الشارع، ما لم يكن الناشط موالياً لداعش، او يعمل لصالح اذرعها الإعلامية. فالقرارات الأخيرة، قيّدت العمل بشكل كامل، حتى باتت المحافظة السورية التي يسيطر عليها التنظيم منذ شهر حزيران / يونيو الماضي، معزولة.

 

حملات الدهم أطلقتها "داعش" اليوم الخميس، ضد مقاهي الإنترنت في دير الزور، بهدف ملاحقة الإعلاميين. تقول مصادر معارضة سورية لـ"المدن"، إن تلك المقاهي، هي المجال الوحيد أمامها لبث التقارير، والتواصل مع العالم الخارجي. تستخدم تلك المقاهي، ساتلايت خاص يربطها بالعالم الخارجي، عبر توفير الإنترنت... ومنها، يرسل الإعلاميون تقاريرهم، كما يُخرج الناشطون ما يحدث في الداخل، الى العالم.

 

بدأت الحملة ليل الأربعاء – الخميس حين نفذ مقاتلو "داعش" وجهازه الأمني، حملات دهم لمقاهي انترنت في مدينة الميادين التابعة للمحافظة، كما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، وقاموا بتفتيش أجهزة الهاتف المحمولة، واعتقلوا مواطنين اثنين، واقتادوهما إلى جهة مجهولة. إستكملت الحملة نفسها في مواقع أخرى في المحافظة، كما تقول المصادر، وذلك "بعد سلسلة قرارات اتخذها تنظيم "داعش" بحق الإعلاميين في المدينة لتكميم الأفواه فيها".

 

لا يخرج من دير الزور في هذه الأيام، عشر ما كان يخرج في السابق من تقارير تصور فظاعة التنظيم. يمنع على الإعلاميين التصوير، ما لم يكونوا حاصلين على إذن من التنظيم، يحدد فيه الناشط الإعلامي الوسيلة الإعلامية التي ستبث تقريره. بمعنى آخر، "معظم وسائل الإعلام ممنوعة من العمل"، تقول المصادر، وذلك "كي لا يخرج ما يزعج "داعش" من المحافظة".

 

بمجرد إحكام التنظيم سيطرته على أرياف المحافظة، بدأ بتطبيق قوانينه على الإعلاميين، الى جانب القوانين الشرعية. قبل أسابيع، أصدر قراراً بمنع مراسلة التلفزيونات السورية المعارضة والقنوات العربية... ويُستثنى مراسلو الوكالات من صرامة الإجراءات، "ويرتبط ذلك بمزاجية أعضاء المكتب الإعلامي في التنظيم". لكن بعض الوكالات، كانت قد أوقفت إرسال الإعلاميين الى مناطق نفوذ "داعش"، بعد اعتقال الأجانب واعدامهم. "المخاطر هنا أكبر من أي مكان آخر"، نظراً الى أن المحاذير مزدوجة: الإختطاف أولها، وثانيها المعارك".

 

ويتعين على المراسلين في دير الزور، كما في سائر المدن السورية الخاضعة لسيطرة التنظيم، تأدية يمين الولاء لأبي بكر البغدادي، وإخضاعهم كاشخاص ومواد إعلامية بالكامل لرقابة تامة من قبل المكتب الإعلامي للتنظيم. ويفرض على الصحافيين الحصول على تراخيص ويجب أن تحمل أي مادة إعلامية سيتم بثها اسم وتوقيع صاحبها وتُعرَض على مكتب التنظيم الإعلامي، وسيكون بإمكانهم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات للنشر، شريطة أن يكون التنظيم على علم تام بهويات أصحاب هذه المواقع والصفحات.

 

ما يخرج من المدينة، ينقله إعلاميون خرجوا منها، حاملين ما تيسّر من صور، وما حفظوا من مشاهدات. معظم المعلومات تستند الى مصادر من السكان خرجوا، أو تسريبات من مقاتلين في "داعش" لناشطين خارج سيطرة التنظيم. في المدينة، تنشط تلك المعلومات، كون التنظيم لم يتسنّ له بعد السيطرة عليها، نظراً الى المعارك مع النظام.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها