الأحد 2015/03/01

آخر تحديث: 16:16 (بيروت)

"الرقص مع النجوم".. بلا نجوم

الأحد 2015/03/01
"الرقص مع النجوم".. بلا نجوم
البرنامج سيحقق نجاحاً كبيراً كونه يشبع رغبة المشاهد بالتلصص
increase حجم الخط decrease

بعد موسمين ناجحين نسبياً، تطلق قناة mtv مساء الأحد، الموسم الثالث من برنامجها المعرّب Dancing with the Stars ، "الرقص مع النجوم"، (إخراج باسم كريستو وإشراف وانتاج جنان ملاط)، بلا نجوم حقيقيين!

حقق البرنامج نسبة مشاهدة جيدة في الموسمين الماضيين، لما فيه من إثارة وتشويق، وحشرية في التلصص على نجوم يرقصون بملابس مغرية، إضافة الى إتقان البعض مبادئ الرقص، ما أعطى لمحة جديدة عن مواهب دفينة، كما حصل مثلاً مع الممثلة ندى أبو فرحات التي اظهرت حرفية بالدورة الأولى في التعاطي مع مختلف أنواع الرقص. وفازت بالموسم الأول المغنية اللبنانية نايا، فيما نالت اللقب في الموسم الثاني عارضة الأزياء دانييلا رحمة.

وبعدما انحصر اللقب سابقاً بلبنانيات، يبدو أن الموسم الجديد سيشهد منافسة عربية وأجنبية، من تونس ومصر والولايات المتحدة، بعدما قرر القيمون على البرنامج التوسع عربياً، لجذب عدد أكبر من المشاهدين، في حين أن الاتفاق مع قناة "النهار" المصرية، لعرض البرنامج يصب في  الخانة ذاتها.

والمشاركون في الدورة الثالثة هم: روني فهد (لاعب كرة سلة)، محمد عطيّة (مغنّي وممثّل مصري)، كارمن لبّس (ممثّلة)، جاين قنصل (مغنية)، ريما فقيه (ملكة جمال أميركا لعام 2010)، أنطوني توما (مغنّي)، ليلى بن خليفة (عارضة أزياء وممثّلة تونسيّة الأصل)، جان بول بيطار (الوصيف الأول لملك جمال لبنان لعام 2014)، داليدا خليل (ممثّلة)، رين أشقر (مغنية وممثّلة)، غابرييل يمّين (ممثّل وأستاذ جامعي)، أمينة أشرف (ملكة جمال مصر لعام 2014/2015)، ابراهيم سعيد (لاعب كرة قدم مصري).

في حين لم تتغير لجنة الحكم المؤلفة من البريطاني دارين بينيت واللبنانيون ميرا سماحة، ربيع نحاس، ومازن كيوان، ويقدم البرنامج وسام بريدي وكارلا حداد.

في نظرة سريعة على المشاركين، لم يحقق أي منهم نجومية بالمعني الحقيقي للكلمة، فمن يعرف في لبنان مثلاً لاعب كرة القدم المصري ابراهيم سعيد، عدا قلة قليلة من المتابعين الجديين لهذه الرياضة. ومن هي جاين قنصل، أو بول بيطار؟ واللائحة تطول.

لا نقلل هنا من شأن أحد، لكن كلمة نجم باتت فضفاضة وتمنح لكل من ينشر فيديو في "يوتيوب" أو "فايسبوك". النجومية هي عملية تراكمية وسلسلة نجاحات متتابعة تُحقّق على مدى سنوات، لا شهرة تحصد خلال شهرين من خلال أغنية وتنطفئ بعد ثلاثة أيام. وعلى رغم المكانة المرموقة تمثيلياً لكارمن لبس وغابرييل يمين وقدراتهما الممتازة درامياً، الا أنهما لم ينعما بقدر كبير من الشهرة في لبنان، فما بالك في دول عربية.

يختلف البرنامج بنسخته العربية كثيراً عن النسخة الأجنبية التي يشارك فيها نجوم حقيقيون، وليسوا على طريق الشهرة، وهنا يكمن الفرق. إذ لا تمانع نجمة أجنبية ضمن الشروط التي ترضيها في المشاركة بهذا النوع من البرامج، في حين ترفض بعض الفنانات في وطننا العربي المشاركة والاكتفاء بدور الضيفة.

إذا دققنا في الأسماء المشاركة في المواسم الثلاثة، نلاحظ ان البرنامج منح الشهرة والنجومية للممثلين والمغنين المغمورين الذين شاركوا فيه، في حين أن العكس هو ما يفترض أن يحصل. لماذا لا يشارك مثلاً راغب علامة أو هيفاء وهبي أو ميريام فارس، علماً ان الأخيرة تُلقب بـ"ملكة المسرح"، في حين اننا اذا دققنا في حركاتها نلاحظ انها مكتسبة وليست عفوية.

ولماذا لا يشارك تامر حسني او محمد حماقي أو سلافة معمار في هذا النوع من البرامج؟ هؤلاء هم النجوم في وطننا العربي، لكن ثمة عادات وتقاليد ما زالت تحكم تصرفاتنا، فالرقص على الشاشة ما زال يعتبر عيباً أو حراماً، في حين أن بعض الفنانات يرقصن في فيديو كليبات.

مع ذلك ، يتوقع ان يحقق "الرقص مع النجوم" في موسمه الثالث نسبة مشاهدة قياسية، خصوصاً أن ما يعرض خلاله، جديد على بعض المجتمعات العربية، وما فيه من مشاهد رقص ساخنة وملابس مثيرة، سيحصد ملايين المعجبين، لكن هل بات النجاح الجماهيري مقياس حقيقي لنجاح عمل أو فشله؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها