الإثنين 2014/09/29

آخر تحديث: 17:30 (بيروت)

"أوميغا تيم".. أصولية عونية؟

الإثنين 2014/09/29
"أوميغا تيم".. أصولية عونية؟
عن صفحة "أوميغا تيم" في "فايسبوك"
increase حجم الخط decrease

لا تزال مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل بالردود والنقاشات حول ما كتبه الإعلامي فيصل القاسم عن الجيش اللبناني في حسابه في "تويتر"، وما استتبعها من ردود فعل تخطت حدود العالم الافتراضي بعدما قامت مجموعة من اللبنانيين، تطلق على نفسها اسم "أوميغا تيم" باقتحام مكتب قناة "الجزيرة" في بيروت، الأحد، احتجاجاً على تغريدة القاسم التي اعتبروا أنها "مسيئة للجيش اللبناني".

وتحت شعار "الجزيرة اعتذار أو اقفال"، والذي أطلق كهشتاغ في "تويتر" وتداوله مؤيدون لهذه المجموعة و داعمون لتحركاتها، دعت "اوميغا تيم" إلى الاعتصام داخل قناة "الجزيرة" في بيروت، نظراً لأنّ "قناة الجزيرة ترفض الاعتذار"، ولهذا طلبوا "من الشعب الانضمام فوراً إليهم للمشاركة في الاعتصام". كما أوضح رئيس مجموعة "أوميغا تيم"، طوني أوريان، أنّ "المجموعة تقوم منذ فترة بنشاطات بعيدة عن التفاصيل السياسية للدفاع عن كرامة الشعب والجيش اللبناني"، لافتاً إلى أنّ "الدخول إلى مبنى قناة الجزيرة في بيروت، من دون الاعلان عن هذا التحرك جاء بعدما أساء فيصل القاسم إلى الجيش وهو لا يزال في أرض المعركة". وخلال حديث تلفزيوني، أكّد أوريان "عدم الخروج من مبنى القناة قبل أنّ تقدّم اعتذاراً وترد الاعتبار للجيش"، لافتاً إلى أنّه "رغم تعرضنا للقمع، فإننا لم نسيء إلى أحد"، داعياً مدير القناة إلى "إعلان استنكاره لهذا الكلام".

وبموازة التحرّك الذي نفذته المجموعة على الأرض، أطلق ناشطون داعمون هاشتاغ #OmegaTeam، تم استخدامه إلى جانب هاشتاغ #الجزيرة_اعتذار_أو_إقفال، حيث عبّر بعض المغردين عن "فخرهم ودعمهم الكامل لما قامت به المجموعة"، وتم تداول شعارات "كلنا طوني أوريان" و"أوميغا تيم تمثلني"، فيما غرّد أحدهم: "أريد الانضمام لأوميغا تيم ولكل هؤلاء اللبنانيين الحقيقيين"، وكتب آخر: "كل شخص يحمل الجنسية اللبنانية ويهاجم مجموعة أوميغا تيم، يحتاج إلى علاج نفسي. فيصل القاسم هاجم جيشكم. بعض الكرامة لا تؤذي".

في المقابل، أثار اقتحام مكتب "الجزيرة" في بيروت وإعلان "أوميغا تيم" الاعتصام في مبنى القناة استنكار فئة أخرى من اللبنانيين، ممن عبّروا عن رفضهم لما قامت به المجموعة. وعبر هاشتاغ #زعران_عون، وجّه ناشطون في "تويتر" انتقادات للمجموعة التي قال البعض أنّ ما قامت به "لا يمكن وضعه في إطار الدفاع عن الجيش، لأن ما قاموا به هو إلهاء للمؤسسة العسكرية بتجمعات همروجية". وتساءل أحدهم: "أيهما أخطر على الجيش، قتل نقيب منه عمداً في مروحيته أم تغريدة سخيفة؟"، فيما قال آخرون "#زعران_عون لم نرهم حينما قام حزب اللات بقتل الضابط الطيار سامر حنا"، و"أين كان #زعران_عون عندما قال جبرانهم الصغير عن النقيب الطيار الشهيد سامر حنا: مجرد ولد صغير عملولنا ياه شهيد"، و"مَن المستفيد من تحويل الأنظار عن قضية العسكريين الوطنية إلى همروجة ركيكة للرد على تغريدة مستنكرة بحق الجيش؟".

ويشنّ إعلام التيار العوني حملة ضد الإعلامي فيصل القاسم، معتبراً أن ما كتبه في حسابه في "تويتر" يشكّل "إهانة للجيش اللبناني". وبالنسبة إلى موقع "التيار الوطني الحر" فقد تم توصيف القاسم على أنه انتقل "من حضن الجيش السوري إلى حضن داعش". وعرضت قناة "أو تي في"، الأحد، تقريراً اعتبرت فيه أنّ "القاسم كان في السابق منحازاً إلى الجيش السوري الذي احتل لبنان. أما اليوم، فالظروف تبدلت ليصبح القاسم الإعلامي السوري-البريطاني مناهضاً للدولة السورية، ومناصراً لكل معارضيها، حتى لو كانوا من قاطعي الرؤوس وأكلة القلوب والأكباد". ومع إطلاق هذه الحملة الهجومية على القاسم، أطلق ناشطون داعمون للقاسم، حملة تضامنية معه في مواقع التواصل، أطلقوا عليها "كلنا فيصل القاسم". وضمن الهاشتاغ الذي يحمل اسم الحملة نفسه، راح المؤيديون يعبّرون عن دعمهم "للإعلامي الشجاع" و لـ"فارس الإعلام العربي".

وفي سياق متابعة القضية والوقوف عند رأي "الجزيرة" مما كتبه القاسم وما أثاره من ردود أفعال، استقبل وزير الإعلام، رمزي جريج، في مكتبه في الوزارة، اليوم الإثنين، مدير مكتب "الجزيرة" في بيروت، مازن ابراهيم، واستوضحه بشأن ما أدلى به الإعلامي فيصل القاسم وتناول فيه الجيش اللبناني. وعليه أوضح ابراهيم أنّ "ما قام به القاسم يعبّر عن رأيه الشخصي وليس عن توجّه قناة الجزيرة، وأنّ ما نشره القاسم يعبّر عن وجهة نظر شخصية ولا يعبّر عن السياسة التحريرية للقناة".

من جهتها أصدرت مجموعة "أوميغا تيم"، اليوم الإثنين، بياناً نشرته في صفحتها الرسمية في "فايسبوك"، أعلنت فيه تلقيها وعداً من المعنيين في قناة الجزيرة بالاعتذار على الاساءة للجيش اللبناني والتعرض له كلامياً من الاعلامي فيصل القاسم، خلال مهلة أربعة أيام، خصوصاً بعدما قدمت المجموعة دليلاً على ذلك. وأضافت أنها قررت "تعليق إعتصامها والتعامل مع التطورات بإيجابية، على أن تعود للتصعيد في تحركاتها إذ لم يتم تطبيق ما اتفق عليه"، وذلك "بعدما علمت المجموعة من الضباط المسؤولين عن الامن في منطقة بيروت في القوى الامنية مدى استهلاك عديد الجيش اللبناني لتامين الأمن بسبب استنفار مجموعات من المحرضين ضد الجيش، ما يشكل خطرا على الاستقرار في هذه المنطقة". وفيما وجّهت المجموعة شكرها إلى "كل من شارك في تحركها الأحد داخل قناة الجزيرة"، حيّت "كل من أراد ملاقاتها ولم يتمكن من الوصول"، داعية "كل الشعب اللبناني إلى "مواكبة تحركاتها الهادفة إلى حماية لبنان مما يتعرض له". كما أثنت المجموعة على "خطوة عدد من أصحاب الكابلات الذين قطعوا بث قناة الجزيرة تضامناً مع تحرك المجموعة المتضامن مع الجيش اللبناني".

الفعل الذي قامت به "أوميغا تيم" أثار موجة استنكارات لدى عدد من الجهات الحزبية والمدنية، إذ أطلق كل من حزب "القوات اللبنانية" و"المستقبل" بيانات "رفضهم لهذا التحرك وللأسلوب المسيء إلى الإعلام". كما دعت جمعية "إعلاميون ضد العنف" المؤسست الأمنية والقضائية إلى "التحرك فوراً لاعتقال هذه العصابة الصغيرة"، معتبرة أنّ "أي محاسبة لقاسم أو غيره هي مسؤولية القضاء فقط لا غير"، ومحذرة، في بيان أصدرته اليوم، من "إعادة لبنان إلى شريعة الغاب".

يُشار إلى أنّ "أوميغا تيم" هي مجموعة شبابية محسوبة على التيار العوني، ويمثّل شعارهم المعتمد (أوميغا) شعار "التيار الوطني الحر" قبل أن يتم تغييره إلى علامته الحالية. ما قد يطرح فرضية أن اعتماد هذا الشعار، يعكس فكر وإيديولوجيا المجموعة المستندة على "أصولية حزبية" بالدرجة الاولى، يعبّر عنها الشعار من جهة، وتقديم المجموعة لنفسها على أنها "المدافع عن حقوق الجيش اللبناني"، رغم أن الأساليب التي تعتمدها والتي وصلت إلى حد التطاول على الإعلام، لا تمت بصلة إلى الشعار الأساسي الذي ترفعه وهو أنّ "لبنان قضية أساسية بكل مكوناته وأطيافه ومذاهبه".

"أصولية" حزبية، من نوع جديد في زمن "داعش" و"خراسان"، لا تخلو من الصبغة الطائفية، ولا من التعامل مع الجيش وكأنها مؤسسة لا تعني سوى تلك الزمرة وحدها.. والعماد الطامح دوماً إلى رئاسة الجمهورية. 

increase حجم الخط decrease