الإثنين 2023/11/06

آخر تحديث: 19:12 (بيروت)

"فلسطين غير المحكية" توثق حيوات الشهداء...أبهى صورهم لذاكرة العالم

الإثنين 2023/11/06
"فلسطين غير المحكية" توثق حيوات الشهداء...أبهى صورهم لذاكرة العالم
increase حجم الخط decrease
أكثر من تسعة آلاف شهيد في العدوان على غزة. أُبيدت عائلات بأكملها. تمرّست كاميرات الصحافيين والوكالات الإعلامية الأجنبية، على تصوير المجازر والدماء وأشلاء الشهداء، لقوة الصورة في نقل حقيقة الإحتلال الإسرائيلي، وصمت المجتمع الدولي. في الحروب، دوماً ما تكون الصور والفيديوهات أبلغ من الكلام، وهذا ما نراه حين يترك المراسلون وشاشات التلفزة الهواء للصور، لا للتعليق.. 

ليسوا أرقاماً، بل هم أناس لهم حكايا وحياة وأحلام.. لهذا يعمل ناشطون ومؤثرون على نشر حيوات الشهداء الذين سقطوا.. فقط نشطت صفحة في "إنستغرام" تُسمى "Untold Palestine" أو "فلسطين غير المحكية"، وهي مساحة مستقلة لسرد القصص الرقمية عن حياة الفلسطينيين. والمنصة ليست حديثة النشوء، بل أطلقت  في العام 2021، من مجموعة مصورين وصحافيين في  فلسطين لتوثيق ما لا يُنقل في وسائل الإعلام التقليدية، أو التي تركز فقط على الحياة المدمرة في فلسطين. 

View this post on Instagram

A post shared by Y+| Yplus (@yplusmedia)


استطاعات هذه المنصة أن تتصدر المشهدية الفلسطينية في وسائل التواصل الإجتماعي، لأنها عرّفت ونشرت حياة الشهداء، تمنياتهم، هوياتهم، وكيف يجب أن يُعرفوا أو تروى قصصهم، بعد استشهادهم. 


يقول مؤسس الفكرة، المصور الفلسطيني محمد بدرانة، في حديثه لـ"المدن"، إن "الفكرة أتت لأن فلسطين يتعاطى معها كُثر كحالة محددة، لكنها أيضاً صورة مغايرة يجب إظهارها بقوة، وتفاصيل لا تظهر في الإعلام المحلي والعربي والعالمي"، مشيراً الى ان المنصة في إنستغرام "تسعى إلى تغيير الرواية التي تصور الفلسطيني كبطل خارق أو إرهابي، أو الحياة الدامية التي تحيط بالفلسطينيين". وحسب بدرانة، "ليس هدف الصفحة محو الصور الصعبة أو إخفاء مجازر الإحتلال، بل الحديث عن الناس الذين يعيشون الإحتلال بحكاياه. فبعد إنتهاء كل حرب، يتوقف العالم والإعلام عن الحديث عن الشعب الفلسطيني والأثر الذي تركته الحروب في أجسادهم، وبالتالي أزماتهم النفسية".


ليسوا أرقاماً، هي قصة توثيقية تحتاجها فلسطين بعد إنتهاء الحروب وإطفاء الكاميرات. لا سيما أن الغرب لا يعرف عن فلسطين سوى الحروب. فعمدت فِرَق الصحافيين في غزة، إلى البحث عن حياة الشهداء الذين سقطوا، وصورهم أحياء، والحديث عن حياتهم الإجتماعية، وهو عمل تراكمي كي تطغى السردية الفلسطينية على السردية الإسرائيلية، فيتم التركيز على حياة الناس بأبهى صورها، سواء أكانوا أحياء أو ناجين أو شهداء. ويشير بدارنة الى أن "ذاكرة الشعوب قصيرة، نسعى إلى تخليد ذكراهم وذكرياتهم في أذهان الناس على المدى الطويل". 


أما الهدف الأساسي الآخر لـ"فلسطين غير المحكية"، فيتمثل في تحرير المصورين والصحافيين الفلسطينيين من الوكالات الأجنبية، فهم يصورون غزة والحرب، ولا يملكون التحكم بالصورة إو إستخدامها والتعليق عليها. إضافة إلى الهيمنة التي تمتلكها الوكالات والإعلام الغربي على المحتوى العربي، وهي نوع من العبودية، ورؤية الإعلام التي يُظهرها.

فإهتمام الوكالات بالتواصل مع العاملين في المجال الإعلامي في غزة، تتوقف إستدامة العمل لديهم بعد إنتهاء الحروب. فتسعى المنصة إلى خلق إستمرارية لعمل الإعلامي في فلسطين، والهدف أن يُحكى عن فلسطين أيضاً بالفرح والأمل، وفقاً لبدرانة، مضيفاً: "في غزة من السهل على عدسات الكاميرات إلتقاط الصور الدامية، لكن يصعب البحث عن قصص مصورة إجتماعياً، وقد يصاب العاملون بضياع في البحث عن القصص المحكية، والمرئية، ويستغرق عملهم وقتاً أطول وهذا تحدٍّ لإبراز الصور المغايرة عن المألوف". 


فمع كل حرب أو مجزرة، يعلق في أذهان العالم بعض حكايا الضحايا والشهداء. ويعطي بدرانة مثالاً على إنفجار المرفأ في بيروت، يقول: "مَن عُرفوا مِن الضحايا هو عدد لا يتجاوز العشرين شخصاً، في حين أن أكثر من 220 قتيلاً قضوا في الإنفجار، ويعيد الإعلام التذكير بهم كل عام. وتغيب عن الواجهة حكايات الآخرين والندوب التي تُركت على الجرحى". ويشير إلى أن "فلسطين غير المحكية، هدفها أن تقول إن جميع من سقطوا على أرض فلسطين لهم أهمية، لا يجب أن تخفت عنهم الأضواء".
 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها