الثلاثاء 2023/10/03

آخر تحديث: 22:32 (بيروت)

"أو.تي.في" تقاطع نصر الله.. نهاية التفاهم رسمياً؟

الثلاثاء 2023/10/03
"أو.تي.في" تقاطع نصر الله.. نهاية التفاهم رسمياً؟
increase حجم الخط decrease
قد تكون المرة الأولى التي تقاطع فيها قناة "أو تي في" خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، من دون أسباب أكثر إلحاحاً. في حساب الأولويات، لم تبث القناة خطاباً مباشراً لرئيس "التيار الوطني الحر" مثلاً، ولا زيارة لرئيس الجمهورية السابق ميشال عون، ما أثار اسئلة عن الأسباب. 

والمحطة، لطالما بثت خطابات نصر الله مباشرة، منذ سنوات طويلة، بعد التحالف الذي جمع الطرفين في تفاهم مار مخايل. العلاقة السياسية بين الطرفين، انعكست في الإعلام أيضاً، فلم تقاطع "المنار"، طوال تلك الفترة، أي خطاب للنائب جبران باسيل، أو خطاب مماثل لرئيس الجمهورية السابق ميشال عون، فيما كانت "أو تي في" تتصرف بالمثل، قبل أن تقاطع خطاب نصر الله الأخير. 

والسؤال الذي تزامن مع بث خطاب نصر الله، مساء الإثنين، لمناسبة ذكرى المولد النبوي، جاء على ألسنة ناشطين مؤيدين للحزب، وإعلاميين آخرين. فكتب مقدم البرامج في "المنار" محمد قازان: "ألا يهمهم خطاب سماحة السيد عن النازحين؟ لماذا لا ينقلون الخطاب؟"
 

والحال أن مقاطعة بث الخطاب، تؤشر الى حالة سياسية وصل اليها تفاهم مار مخايل، غير مسبوقة. فالتفاهم الذي اهتز خلال السنوات الماضية، ولم يقع، يبدو أنه يدخل مرحلة جدية من النهايات غير السعيدة، بالتزامن مع خلافات سياسية حول رئاسة الجمهورية، وحوار شاق لم يحدث أي خرق بعد، وقد لا يحدث أي خرق في المدى المنظور. 

تدرك القناة البرتقالية أن خطاب نصر الله الزاخر بالمواقف السياسية، لم يكن محصوراً بقضية النازحين. فهذا الملف تفصيلي من وجهة نظر التيار، ويحوز على إجماع لبناني، مسسيحي وإسلامي، كل من موقعه وأسبابه وموجباته، على قاعدة "تأكيد المؤكد"، ولو كان نصر الله ذهب في سياقات أبعد من امكانيات أي طرف سياسي آخر على البوح به، كفتح البحر أمام النازحين للوصول الى السواحل الأوروبية، في خطة ضغط على الاتحاد الاوروبي للمساهمة في حل الأزمة اللبنانية، أو للضغط على الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات عن النظام السوري. 

هذا التفصيل، يقابله جبل من الخلافات والحسابات التي انفجرت في انتخابات رئاسة الجمهورية. فما سمعه الموفدان القطريان من قياديي الحزب أخيراً، يثبت أن الحزب غير مستعد لتقديم تنازل في ملف الرئاسة لجهة ترشيح فرنجية، على الـقل حتى الآن، وهي نقطة الخلاف الجوهرية بين التيار والحزب. يقايض التيار التحالف بأكمله، بتنازل يرضي النائب باسيل، وهو ما لم يقدم عليه الحزب، لحسابات أخرى متصلة بموقعه السياسي وصورته منعاً "للانكسار" السياسي الذي سيستثمره آخرون من خصومه، فضلاً عن حسابات مرتبطة بتحالفاته الأخرى مع فرنجية ومع رئيس مجلس النواب نبيه بري وآخرين. 

وفي المقابل، يريد باسيل انتصاراً في الملف الرئاسي، يستثمره في شارعه المسيحي، ويسجله على خصومه المسيحيين، وخصوم آخرين من طوائف أخرى. ويحاذر المضيّ في ما يقترحه الحزب، ويتحمل ضغطاً مقابلاً بالنظر الى أن الشغور يطاول الموقع المسيحي الأول. 

هذا التأزم، هشّم التفاهم بين الطرفين، وانعكس تأزماً اعلامياً، دفع للتخلي عن الأعراف السابقة. تقول مقاطعة "أو تي في" لخطاب نصر الله، أكثر بكثير مما يقوله قياديو الطرفين حول التحالف والتواصل السياسي، وحتى الحوار الشكلي القائم. ويقول سؤال اعلامي "المنار" لجهة الاشارة الى هذا الامر، أكثر بكثير مما يخفيه السياسيون. باتت العلاقة في مراحلها الأخيرة، ولا تقنع أحداً بصلابتها، حتى لو اختار الطرفان أن تبقى بلا شهادة وفاة، وتكريس مبدأ وجودها، حتى لو كانت بلا مفاعيل.  
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها