الجمعة 2023/10/13

آخر تحديث: 14:50 (بيروت)

"عصا وجزرة" اعلامية تطاول مؤثرين: التحريض يستبيح غزة

الجمعة 2023/10/13
"عصا وجزرة" اعلامية تطاول مؤثرين: التحريض يستبيح غزة
increase حجم الخط decrease
تبدل لهجة الاعلام الغربي، بعد سبعة ايام من الحرب، والشروع بمساءلة مسؤولي الاحتلال، لا يبدد الأثر الكبير الذي تركته التغطيات المتحيزة ضد الفلسطينيين. أثمرت كل التغطيات السابقة تحشيداً للرأي العام العالمي ضد "حماس"، ولم تترك أدوات لم تعتمدها لبث التضليل، من نشر الاخبار الزائفة، الى الاجتزاء، مدفوعة بـ"غض نظر" الشركات التقنية. 

استطاعت اسرائيل منذ اليوم الاول، أن توجه الكاميرات الى موقع واحد. "مدنيون اسرائيليون يقتلون ويُذبحون"، وفي الوقت نفسه، "اسرائيل تتعرض لخطر وجودي"، و"نلتزم الدفاع عن اسرائيل"، و"نقف الى جانب اسرائيل"، و"اسرائيل تخوض حرباً ضد داعش جديد"، فضلاً عن وصف الاحتلال بـ"الدولة الديموقراطية في الشرق الاوسط"... 

على مدى 7 ايام، كان الاعلام مدفوعاً بتغريدات وادعاءات أشخاص يُفترض أنهم من الموثوقين، وقادة رأي. مؤلفة سلسلة "هاري بوتر" جي كي رولينغ، أصرت على نشر خبر كاذب، ولم تحذفه بعد تراجع البيت الابيض نفسه.. فشاهد تغريدتها 22 مليون شخص..


وفرزت الأزمة المؤثرين بين "مؤيد لاسرائيل" أو "مؤيد للإرهاب"، وهو ما يظهر في التعامل مع كيم كرداشيان وجاستن بيبر اللذين أيدا اسرائيل في مذبحتها، بل نشر الأخير صورة لغزة، وطلب الصلاة لأجل اسرائيل، وفي المقابل، كانت طريقة التعاطي مع ميا خليفة التي أكدت حق الفلسطينيين في القتال لأجل الحرية أن أوقفت مجلة "بلاي بوي" التعامل معها.
 

هذه العوامل بأكملها، أنتجت سياقاً متحيزاً في التغطية، ضمن سياسة "العصا والجزرة". من ينشر الاخبار الزائفة ويحرض على الفلسطينيين، يستحق الثناء، ومن يواجه آلة التحريض، يُعزل.. وبات الفلسطينيون مكشوفون، بلا غطاء ولا سند، ودمهم مستباح.. بينما "يحق للاحتلال ما لا يحق لغيره". 


والتحيز بدأ في التغطية منذ اليوم الاول. تعامل الإعلام الغربي مع الحدث، كعامل صادم، وتناولته الصحف الفرنسية في اليوم التالي، بوصفه "هجوماً غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل". ورأت "لوموند" الفرنسية، أنه يهدف إلى إعادة خلط أوراق الصراع مع إسرائيل. 
بدورها "لوفيغارو" قالت "بأنه (الهجوم) يمكن أن يحبط إعادة تشكيل الشرق الأوسط المأمول". ودعت صحف أخرى إلى إستخلاص الدورس الأولى من العملية، التي قيل عنها بأنها أحدث مفاجأة مميتة في صراع لا نهاية له. 

فالعملية غير المتوقعة، وحجم الخسائر التي مُني بها الإحتلال الإسرائيلي، وتعاطيه الأولي  المربك مع الهجوم، إنعكس أيضاً على وسائل الإعلام، التي بدأت اليوم حملة واسعة وتضامنية مع "إسرائيل"، وسرد في مفهومها الغربي "لروايات إنسانية لما حدث مع الإسرائيلين، وتباكٍ على الرهائن والأطفال المدنيين". 

فقد عنونت صحيفة "Le Monde" في عددها اليوم، بأن "إسرائيل ضربت في القلب"، وتساءلت الصحيفة عن "السبب الذي دفع حركة حماس، إلى تحدي إسرائيل". ووصفت إحدى التقارير الصحافية في عددها، الأحداث "بالحريق الإسرائيلي الفلسطيني والتي تتحمل حماسة مسؤوليته وحدها"، قائلة إن "مستوى تدمير غزة سيكون مختلفاً عن سابق. وذلك بسبب الإذلال التي تعرضت له السلطة الإسرائيلية، وما من بلد يترك هجوماً متعمداً على مواطنه دون إجابة". 

الاعلام الفرنسي
والتحشيد الاعلامي لوسم "حماس" بـ"داعش"، انزلق من المعطيات التي نشرتها مواقع التواصل، الى البحث في خلفيات "حماس". الصحيفة الفرنسية “Le Croix” وفي مقال حمل عنوان "الهجوم على إسرائيل: ما هي الأسس الدينية لحماس؟"، إستعرضت تاريخ نشأت حركة حماس، وإرتباطها بالحركات الإسلامية في المنطقةـ،وتطورها العسكري. مع تلميح واضح لعلاقة الترابطية مع الحركات المتطرفة "كداعش". يأتي ذلك بعد إعلان أحد قادة حماس بإنه سيتم إعدام الرهائن المدنين الإسرائيلين في حال إستمرارهم بالقتل المُتعمد والقصف العشوائي الذي يطاول قطاع غزة. 

وتحدثت الصحف الفرنسية، عن أن عملية طوفان الأقصى أحدثت خرقاً في صفوف الفرنسيين وإنعكس في تصريحات المسؤولين الفرنسية، وفقاً لصحيفة Le Parisien، "هجمات حركة حماس في إسرائيل تفرق الفرنسيين". 

في العموم لم تركز الصحف على قصص مكتوبة أو مصورة عما يحصل في قطاع غزة، في حين تطرقت "لو بارزيان"، في إحدى مقالاتها، إلى أن "الهجوم على إسرائيل أدى إلى مقتل فرنسي رابع، و13 مفقوداً". ونقلت الصحيفة نفسها أيضاً تصريحات لجنود الإحتياط الفرنسيين في إسرائيل، تفيد بجهوزيتهم لحرب إسرائيل". 

الصحف الأميركية: تذرف الدموع
وعلى غرار الصحافة الفرنسية، ذرفت الصحف الأميركية الدموع من "هول الحدث الصادم"، فقد نشرت "نيويورك تايمز" مقالاً عن "فقدان ومقتل عدد من ناشطي السلام في عمليات حماس". كما حاولت إبراز التغطية، لإعادة سيطرة إسرائيل على مدنها ومقاتها العسكرية، وأخذها لزمام الأمور. أما الأخبار المنقولة عن مراسيلن للصحيفة في غزة او القدس، فكانت عبارة عن سرد لتصريحات لوزارة الصحة الفلسطينية وعدد القتلى وفق المراجع الطبية، من دون تفاصيل عما يحصل مع سكان القطاع. 

فيما أعطت صحيفة "اندبندنت" البريطانية، مساحة كبيرة في عددها، يوم الإثنين، لنشر قصص وروايات وُصف بعضها بأنها بطولية للإسرائيليين الذين تعرضوا للهجمات. كما شددت على إبراز أخبار مقتل "الأطفال الإسرائيليين" في الهجمات التي قامت بها حماس، وعرض لتفاصيل الهجوم. وكانت لها أولوية في مساحة وترتيب الأخبار. 

وفي المقلب الآخر عرضت الصحيفة تقريراً صحافياً تحت عنوان "أسمع صرخات الأطفال، مخاوف فلسطينية من حصار غزة"، إستصرحت فيه صحافية مستقلة سكان القطاع، مع إعادة نشر عدد القتلى والمناشدات المطلقة، في حين لم يتم التطرق إلى تفاصيل أو نوع الهجمات التي تقوم بها إسرائيل. 

أما زميلتها، "تايمز"، فكررت في عدديها في 9 و10 أكتوبر، الحديث نفسه عن الخوف عن الرهائن، والتخوف من تصفيتهم على يد حماس. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها