الخميس 2021/07/01

آخر تحديث: 21:09 (بيروت)

"المقاومة" على طريقة "نمس".. وشربل خوري

الخميس 2021/07/01
"المقاومة" على طريقة "نمس".. وشربل خوري
increase حجم الخط decrease
لا تفوّت منصة "نمس" حدثاً من دون التهكم عليه. السخرية البصرية سلاحها، كما سلاح ناشطين كثيرين ينتقدون أداء السلطة في لبنان، وفي المشرق العربي، بالصورة والكاريكاتير، وهو الوسيلة الأكثر توافراً، رغم الموانع القانونية والترهيب الذي قاد فنانين وناشطين ساخرين يعتمدون الفن وسيلة لمقارعة السلطة، وكانوا مهددين بالاستدعاء الى المراكز الأمنية. 

والمنصة التي بدأت قبل نحو عامين بنشر الرسوم الساخرة، وواكبت ثوار 17 تشرين وعملت على محاكاة انتفاضتهم، حاولت منذ البداية نقل الواقع ذي المعالم الضبابية، كأن تصوّر زعيماً سياسياً يسخر من متظاهرين ينادون بإسقاط الطائفية. ولم تتوقف عن انتقاداتها، لتتوسع من الساحة اللبنانية الى الفلسطينية والسورية، وتشارك رسوم عدد من الرسامين العرب الذين يعبرون عن الواقع، كما يرونه.
 
View this post on Instagram

A post shared by نمس - Nems (@nemsblogs)

وباتت الفنون البصرية الساخرة، الوسيلة الأبرز في عملية مقاومة السلطات الجائرة بأشكالها المختلفة كونها تمثل السلاح الوحيد الذي يمتلكه المعارضون. 

من هذا الباب، تعتبر منصة "نمس" وصفحتها الالكترونية أن عملها يصب في صلب مفهوم المقاومة الذي من شأنه أن يواجه الواقع من خلال استفزازه ومهاجمته، كسبيل للنجاة منه. 
تعتمد منصة "نمس" على معايير خاصة بها لانتقاء المواد المطروحة ضمن الصفحة. تشارك العديد من الوسائط  كالصور والفيديوهات، والرسوم والنصوص لإيضاح المقصد من النقد، ذلك الذي يعبر عن أفكار تخالف السائد. 

View this post on Instagram

A post shared by نمس - Nems (@nemsblogs)

View this post on Instagram

A post shared by نمس - Nems (@nemsblogs)

المنصة التي تتنوع فيها الأسماء، ولا يتحدث باسمها شخص واحد، باتت عبارة عن مساحة حرّة لجميع من يرغب في التعبير عن معارضته للنظم والافكار المجتمعية السائدة والتابوهات، وذلك بهدف خلق مساحة جدلية ساخرة. يتلاقى الساخرون والساخرات في مكان واحد، وينصهرون في إطار واحد يكسر كل الحواجز الجغرافية. ومن شأن هذا التكتل فتح فرص للتقدم وتطوير المواد المقدمة من خلال التفاعل الذي يدفع الى مساندة القضايا بشكل تشاركي. 

تتحدى المنصة، كما اللبنانيين المعارضين للنظام والأداء السياسي القائم، العلب المغلقة التي يسعى المحازبون لتأطير البلاد فيها. هي بمثابة مأسسة لنشاط واسع يتفاعل في مواقع التواصل عند كل حدث، ويتم التعبير عنه بسخرية. تجمع المنصة مروحة من الناشطين، أولئك الذين اختاروا السخرية للتعبير عن واقع، رغم الحواجز التي وضعتها السلطة.
 
View this post on Instagram

A post shared by نمس - Nems (@nemsblogs)

وحواجز السلطة، التي انكسر بعضها في انتفاضة 17 تشرين لناحية اعتماد الشتيمة وسيلة للتعبير، ما زالت تقيد هذا النشاط البصري في مواقع التواصل. فقد سجلت عشرات الاستدعاءات على خلفية رسوم تعبيرية ومقاطع فيديو للتحقيق. 

من الناحية القانونية، ليس هناك مفهوم وإطار واضح ومحدد للقدح والذم، مما يسهل اجراءات السلطة لكم الأفواه، وليس بالضرورة أن يكون قد وقع القدح والذم بفعل السُباب أو الشتيمة، "بل يكفي أن تعارض ما تقدمه السلطة لكي يصدر استدعاء بحقك"، بحسب ما يفيد شربل خوري، الصحافي في موقع "درج"، الذي تم استدعاؤه مرات عديدة بتهمة القدح والذم رغم أن المواد التي قدمها لم تكن بأكملها تحتوي على فعل الشتيمة.
 
View this post on Instagram

A post shared by نمس - Nems (@nemsblogs)

المفارقة بحسب الخوري، أنه كان قد سبق وتقدم بدعوى طرد تعسفي منذ العام 2018 الا أنها حتى اليوم لم تُحوّل الى المحكمة، وهنا يطرح السؤال: لماذا؟ يعتبر الخوري أن أي شخصية عامة يجب أن تتقبل الانتقاد مهما كانت حدته، "فالنقد ليس لديه ضوابط"، الا أن القوانين اللبنانية لا تساعد على تقبل النقد والتعبير بحرية. 

تتفق منصة "نمس" مع هذا التقدير. ترى أنه لا أحد فوق السخرية، وكل المواضيع قابلة للجدل والتهكم. فالصفحة تطاول في موادها المنشورة النظام الأبوي والديني، و"كل المنافقين والمدافعين عن الحريات بشكل مجتزء بصرف النظر عن مواقعهم الاجتماعية والسياسية، والعنصرية والتمييز الجنساني، والتنمر، وتأليه الشخصيات والايقونات..."

الا أن الشخصيات العامة تتفاوت خطورة انتقادهم بحسب انتماءاتهم السياسية، بمعنى أنه قد يكون من السهل انتقاد وزير ما على أن تنتقد عضواً ذا موقع بارز في حزب ما، "فهذا الاخير لا يتمتع فقط بحصانة قانونية، بل شعبية أيضاً من مناصريه، قد تؤدي بالمنتقد إلى التعرض للتهديد وصولاً الى الاعتداء الجسدي". ورغم ذلك يشجع الخوري على استمرار رفع سقف الانتقاد والعمل على تغيير القانون المجحف بحق المنتقدين.

View this post on Instagram

A post shared by نمس - Nems (@nemsblogs)

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها