هذه الأسئلة شكّلت منطلقاً لمؤتمر "الأخبار الزائفة وديمومة الإعلام"، الذي افتتحته، اليوم الثلاثاء، مؤسسة "مهارات" بالتعاون مع "أكاديمية دويتشه فيلله"، مستهلة أولى جلساته بنقاش سعى لإيجاد تعريف واضح وشامل للأخبار الزائفة وإشكاليات تحديد هويتها، وذلك انطلاقاً من إجماع المشاركين على ضرورة مكافحة هذه الظاهرة السامة وتكريس مناخ سليم للعمل الإعلامي والصحافي، بعيداً من النهج السائد وسياسات قولبة الرأي العام واعتماد الكذب بهدف البروباغندا والتضليل خدمة لأهداف متنوعة.
وفي حين ترى سيلفي كودراي، رئيسة قسم الدفاع عن حرية التعبير في منظمة "اليونيسكو"، أنه ما من تعريف واضح وشامل للأخبار الزائفة، وأنه يمكن إطلاق تسمية "فوضى المعلومات" على هذه الظاهرة، حذّرت مما هو معروف باسم "المعلومات الضارة"، التي يتم نشرها بهدف إيذاء طرف أو جهة أو دولة معينة، معتبرة أن البروباغندا هي الشكل الأسوأ لفوضى المعلومات، لأنها تستخدم التضليل والكذب والإيذاء.
من جانبها، اعتبرت كريستينا تارداغويلا، وهي مديرة تحرير في إحدى وكالات الأنباء البرازيلية، أن مصطلح الأخبار الزائفة ليس محبذاً، إذ إنه يحمل تناقضاً مع حقيقة أن كل ما هو مزيف لا يعتبر خبراً، مشيرة إلى أن هذا التعبير ليس شاملاً للبيئة الكاملة، حيث تشمل المضامين الإعلامية الصور وكلام الصور وتسجيلات الفيديو وغيرها.
النقاش حول مفهوم الأخبار الزائفة، تبعته جلسات خصصت للحديث عن دور القوانين والتشريعات في مكافحة انتشار الأخبار الزائفة، وعن الأدوات والطرق التي يمكن للصحافيين والعاملين في مجال الإعلام اعتمادها واللجوء إليها لمساعدتهم في التحقق من ما يرد إليهم أو يصادفهم من أخبار وصور وفيديوهات، وصولاً إلى تقديم أدوات لتحليل الهاشتاغات ومصادرها، والذي سوف يستتبعه جلسات، على مدى يومين، لمناقشة كيفية التصدي للأخبار الزائفة في عصر السوشال ميديا، وكيف دخلنا اليوم عالم ما بعد الحقيقة، حيث لم تعد الحقائق مهمة على الإطلاق، وماهية الآثار المترتبة على ذلك.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها