السبت 2018/03/31

آخر تحديث: 12:54 (بيروت)

ختام الانتخابات المصرية: بين الرقصة والمانشيت

السبت 2018/03/31
ختام الانتخابات المصرية: بين الرقصة والمانشيت
increase حجم الخط decrease
بالنسبة إلى رئيس المجلس الأعلى للإعلام مكرم محمد أحمد، "لم تحدث أي خروق في مختلف اللجان الانتخابية".. وأن موسى مصطفى موسى "خاض منافسة شريفة في الانتخابات الرئاسية، وغير صحيح إضافة أصوات إليها"، وأن الانتخابات بالنسبة إلى موسى كانت "مشاركة في حب مصر، لا للمنافسة". قال ذلك في مداخلة هاتفية ببرنامج "الحياة اليوم"، مع الإعلامي تامر أمين.
في المشهد الإعلامي الحالي، صار يكفي أن تعرف رأي المجلس الأعلى للإعلام، ورئيسه، لتعرف رأي الإعلام المصري بوجه عام، من غير حتى الاختلاف في التفصيلات التقنية أو الأسلوبية بين إعلامي وآخر وغطية وأخرى. فكل ما كان يقال، طوال أيام الانتخابات وبعدها، هو أن الانتخابات أقرب ما تكون للمبايعة منها إلى انتخابات ناجزة وفاعلة. ولا تمثل كلمات مكرم محمد أحمد، إلا رقصة مجازية، تشبه رقص السيدات أمام اللجان الانتخابية في مصر، فكلها تخدم البروباغندا نفسها.

وكما يمثل مكرم محمد أحمد، الجناح الحكومي في الإعلام، فإن غولاً آخر، هو عماد الدين أديب، يمثل القطاع الخاص في الإعلام، إذ خرج هو أيضاً بتعليق قال فيه "إن البعض كان يتوقع عدد الناخبين في انتخابات الرئاسة سيكون أقل من 15 مليون، لكن المصريين خيبوا آمال أعداء الوطن وحققوا المعجزة".

أما إضافته الخاصة فكانت "لا يوجد في مصر حزب قادر على تحريك الشعب المصري، ولا توجد حياة حزبية في مصر، ولا يوجد لدينا حزب شعبي"، مؤكدًا أن 25 مليون مواطن مصري خرجوا للتصويت في الانتخابات بدون حشد من أي قوى في مصر سواء من قريب أو بعيد".

قطعاً، كان كلام عماد الدين أديب ذا تفاصيل أكثر من تصريحات مكرم محمد أحمد، ورقصته المجازية حول الانتخابات أكثر "يأساً" بالطبع وهو الذي ينشد منزلة من القرب كان قد وصل إليها في عهد مبارك وضاعت منه، ويحاول أن يستعيدها. المهم في كلام أديب يأتي في عبارة "أجهزة الدولة لم تتدخل لحشد المواطنين".

هذه الكلمات تأتي للرد على مانشيت المصري اليوم أمس: "الدولة تحشد المواطنين في آخر أيام الانتخابات". ولم تكتف بذلك بل يأتي العنوان الشارح: "الوطنية تلوح بالغرامة. مسؤولون يعدون بمكافآت مالية. وهدايا أمام اللجان". العنوان في "المصري اليوم" صادم، لأنه يختلف عن السياق الصحافي تماماً، بل ويختلف عن عناوين "المصري اليوم" نفسها في الأيام السابقة عليه.

حتى تساءل المتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي: من بلع حبوب الشجاعة في "المصري اليوم" ليخرج بذلك العنوان؟ وبدأت موجات الهجوم المتوقعة. فقد بادر محمد الباز عبر شاشة "المحور" عبر برنامج "90 دقيقة" بالهجوم: "محدش حريص على مصلحة البلد، ودي لا هي مهنية ولا صحافة.. وعكس المانشيت "سوء نية" من الجريدة.. المصري اليوم كتبت المانشيت بكل حرية، لكن من حق أي حد يقدم بلاغ ضد الجريدة، ودي فعلا حرية الرأي.. من حقك تقول اللي أنت عاوزه، ومن حق الناس برضه تعلق على اللي أنت كتبته، وتقدم ضدك بلاغ". هذه كلمات لا تأتي من مجرد إعلامي ورئيس تحرير جريدة الدستور، بل لأستاذ جامعي في كلية الإعلام.

نقيب الصحافيين صرح أنه بصدد فتح تحقيق في ذلك "الخطأ المهني"، وتقدم المحامي سمير صبري إلى النيابة العامة ببلاغ لفتح تحقيق في المانشيت حيث اعتبر البلاغ أن مانشيت "المصري اليوم" يشكل العديد من الجرائم الجنائية والصحافية التي تنطوي على إساءة وإهانة للمصريين ومؤسسات الدولة، يعاقب عليها القانون وتستوجب التحقيق الفوري.غيرت "المصري اليوم" المانشيت في طبعتها الثانية إلى "السيسي يكتسح موسى في المؤشرات الأولية للفرز"، لكن تأثير المانشيت الأول كان قد وصل إلى أقصى مداه.

نتيجة الانتخابات محسومة، والفائز هو السيسي، إن حتى مجرد إعادة تكرار هذه الحقائق يعتبر فيه قدر من الابتذال، وعليه، كان مانشيت المصري اليوم أكثر إثارة من نتائج الانتخابات، وهو في معناه وردود الأفعال عليه أكثر اشتباكاً مع الواقع السياسي من غيره.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها