الصورة المتداولة على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مخيفة في مستوى القهر البشري الممارس على مدنيي الغوطة الشرقية، بعد خمس سنوات من الحصار والقتل الممنهج بكافة أنواع الأسلحة التقليدية والمحرمة دولياً، وربما كان الطفل مجهول الهوية قد فقد والديه وعائلته وبعضاً من أصدقائه طوال السنوات الماضية، قبل أن يستكمل النظام إجرامه بحقه عبر إجباره على حمل صورة قاتل أبيه على سبيل المثال.
أليس من الحقارة والدناءة والاجرام أن يقوم شبيحة الأسد بقتل الأب وتهجير الطفل ... ثم إجبار الطفل على حمل صورة قاتل أبيه مقابل أن ينال عبوراً آمناً !!
— sheriff (@sheriff234) March 17, 2018
حسبنا الله .. #الغوطة الشرقية #سوريا @EHSANFAKEEH pic.twitter.com/GbdzXe4Alp
والحال أن المشهد يكتمل بصورة تم تعميمها بعد ساعات قليلة من التقاط الصورة المؤلمة، ويظهر فيها الأسد خلال زيارته للغوطة الشرقية، وهو يعانق طفلاً صغيراً لا يتعدى عمره بضع سنوات، على أنه أحد أطفال الغوطة الشرقية الذين "تم تحريرهم بجهود الجيش العربي السوري"، وتظهر الصورة كمية واضحة من النفور بين الأسد والطفل، فيما وصفه ناشطون سوريون بعبارة: "كلاهما كاره. كلاهما مدع. كلاهما مضطر".
ويوصل النظام بالصورتين معاً، عدة رسائل، فمن جهة يدعي أن المدنيين في الغوطة الشرقية موالون أصلاً للنظام السوري بما في ذلك أطفالهم الخارجون "بأمان" وهم يرفعون صور "القائد" التي احتفظوا بها طوال السنوات الماضية، ومن جهة ثانية التأكيد على رسالة أكثر خطورة بأن شرط الحصول على الأمان النسبي في مناطق النظام تتضمن الولاء الكامل للنظام الأسدي ورموزه مثلما كان الحال قبل العام 2011.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها