الجمعة 2017/08/18

آخر تحديث: 18:54 (بيروت)

وفد الفنانين المصريين إلى معرض دمشق: مقدّمة التطبيع

الجمعة 2017/08/18
وفد الفنانين المصريين إلى معرض دمشق: مقدّمة التطبيع
اللافت في الوفد أن زيارته تحمل سمة رسمية
increase حجم الخط decrease
لم يعد مدهشاً ولا مفاجئاً ما يقوم به الفنانون المصريون المعادين للربيع العربي تجاه النظام السوري، لكنه أصبح أكثر إثارة للحنق والمرارة، إذ تحولت حفنة ضالة منسية من الساقطين من الذاكرة الفنية المصرية والعربية إلى أسماء تعود إلى صدر التغطية الإعلامية وبأكثر الطرق خسة، وهي تأييد "الرئيس الأسد".

إذ أن وفداً من الفنانين المصريين ذهب للمشاركة في معرض دمشق الدولي يرأسهم المخرج عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية في مصر. ومثل اللثغة في لسان الأسد، صارت لُثغة الصورة التي يحاولون تسويقها، إجبار العين على تصديق أن الحياة في دمشق "عادية"، وأن معرض دمشق الدولي يسير على ما يرام. وأخرجت الإعلامية بوسي شلبي الهاتف لتلتقط الصور يمنة ويسرة وترفع ما تريد أن ترفعه على إنستغرام، مرة لمحمد صبحي وهو يصنع البوظة، ومرة إلى جوار الإعلامي المنسي جورج قرداحي، ومرات في المعرض وبين تفاصيله؛ حتى بدت الحياة حول المعرض الدولي عادية فعلا.

وجود إلهام شاهين لم يكن غريباً، خصوصاً أنها تزور سوريا للمرة الثانية، بعد زيارة إعلامية منذ أشهر أثارت ضجة أكبر من وجودها على الساحة الفنية. أما محمد صبحي فهو الذي اعتاد زيارة أكثر الزعماء العرب دموية، في ما يبدو أنها هواية خاصة به، فصورته إلى جانب صدام حسين ثم إعلان حبه وتأييده له، ملأت الدنيا وشغلت الناس في وقتها.

وخرجت الكلمات الكلمات التالي فعلاً من فم الفنانة ندى بسيوني، واحدة من ممثلات حقبة التسعينات في التلفزيون المصري، المنسية بالفعل، وربما كثيرون لا يتذكرون اسمها اليوم وتحديداً من الأجيال الجديدة، لكنها تقول في تصريحها لوكالة سانا: "إن محنة ما سمي "الربيع العربي" التي تعرضت لها دول عربية عديدة، منها سوريا ومصر، زادت من قوة ووحدة ومنعة هذه البلدان وأن هذه المنعة المتجددة هي الربيع الحقيقي".

على أن المهم واللافت في الوفد أن زيارته تحمل سمة رسمية. فممثلوه هم نقيب اتحاد النقابات الفنية، ونقيب المهن الموسيقية. هذه الصفات تقول الكثير عن محاولات تطبيع العلاقات المصرية السورية بغرض عودتها إلى النور بدلاً من تحركها في الظلام، لأن النظام المصري يخاف الغضب الخليجي صاحب الموقف المعادي للنظام السوري.

والحال إن هذه الزيارة أتت بعد أيام قليلة من إعلان بعض القوى والأحزاب السياسية المصرية، وهي الحزب الناصري، حزب الكرامة، الحزب الاشتراكي، الحزب الشيوعي وحزب التحرير، خلال مؤتمر صحافي بمقر الحزب الناصري في القاهرة، عن عزمها مخاطبة السلطات المصرية بضرورة عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين سوريا ومصر، وكذلك نيتها تشكيل وفد تضامني لزيارة مقر البعثة القنصلية السورية في القاهرة.

ثم تأتي هذه الزيارة بعد مطالبة هذه الأحزاب الميتة سريرياً، بعودة العلاقات مرة أخرى، من فنانين يحملون الوهم القومي العربي نفسه، بمباركة الدولة المصرية. ما يثير الخوف في كل ذلك، ليس فقط عودة العلاقات رسمياً مع النظام السوري، بل في عودة الهراء الوحدوي العربي على السطح الإعلامي مرة أخرى بعدما رُحمنا منه لسنوات طويلة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها