الأحد 2017/07/30

آخر تحديث: 17:35 (بيروت)

"الجديد" تنتزع السبق من عيني والدة علي البزال

الأحد 2017/07/30
"الجديد" تنتزع السبق من عيني والدة علي البزال
increase حجم الخط decrease
لن تكون هناك لحظة أكثر تأثيراً من زيارة والدة الشهيد علي البزال الى مكان احتجازه. فهي تتخطى بألمها، لحظة وصول خبر استشهاد ابنها، بالنظر الى ان حكاية اشهر من المأساة والتهديد والتعذيب، ستُستعاد، وستجدها الام في موقع احتجازه، وتتذكر، وتتخيل وتتألم.. وهي اللحظة المناسبة التي وجدتها قناة "الجديد" فرصة لتحقيق سبق، من عينيّ أمه!

في مقطع فيديو صغير، تستدير الام مرتبكة، حيث تسعى لجمع الادلة، وتتعقب رائحة ابنها وثيابه. فهي تسلمت جثمان ابنها الشهيد بعد أربعة اشهر على اعدامه، وهي مدة كافية لمنعها من التمعن بوجهه، ومخاطبته بالحسرة، والقاء نظرة الوداع عليه. 

اليوم، كانت أم الشهيد تتعقب آثاره. تتخيل ألمه في موقع الاحتجاز، وقلقه، وتوتره، وانتظاره للحظة اعدام هددته فيه المجموعات الارهابية مراراً. تفقدت جدران زنزانته، وجمعت ثيابه وحذاءه، وبكت في كل موقع دموع الحسرة والحيرة. وهو سلوك منتظر، كما المؤكد من أن  دمعة ساخنة ستحرق وجنتي الام، تماثل دمعتها في الاشهر الاربعة التي سبقت اعدامه، والاشهر الاربعة حين كانت جثته محتجزة. 

لكن المتوقع من الالم، استغلته قناة "الجديد" لتحقيق سبق. رافقت كاميرا "الجديد"، والدة البزال، الى الادلة، لتفضح ألم الأم، ودمعتها، وحزنها المتجدد.. ولتكشف ضعفها، وانكسارها، ولتدحض صلابة أظهرها الوالد اثر تبليغه نبأ اعدام ابنه. 

الشق العائلي من الزيارة، ولو أنه خرق للمشاعر الانسانية، يخضع للنقاش.. لكن في زيارة كاميرا القناة، تبديد لاعتداد عائلات عناصر القوى الامنية بالقوة، وهو مسّ أيضاً بفخر العائلات بأولادها الذين لا يخشون الموت والصعاب!

كشف تفاصيل الزيارة، هو استغلال لدمعة أم بحرقة ابنها، واستثمار بالموت، حتى رمق الذكريات، وانتقاص من السند الذي يفترض أن يشد عضد الاجهزة الرسمية المقبلة على معركة ضد "داعش". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها