الجمعة 2017/07/21

آخر تحديث: 18:28 (بيروت)

"معركة لبنانية" في عرسال: صورة واحدة برسائل متعددة

الجمعة 2017/07/21
"معركة لبنانية" في  عرسال: صورة واحدة برسائل متعددة
الصورة الوحيدة تظهر مدفعاً ثقيلاً محمولاً على عربة نقالة.. "حزب الله" يتطور إلى جيش
increase حجم الخط decrease
معركة جرود عرسال، معركة لبنانية. الدعم الالكتروني لها، يخالف المعلومات عن أنها معركة "حزب الله" اللبناني والجيش النظامي السوري. فقد اقترنت في المداولات اللبنانية، بحرب تموز 2006، وأُعلن التأييد على أوسع نطاق لمقاتلي الحزب والجيش اللبناني، رغم أن مصادر الجيش واظبت على التأكيد بأنها معنية فقط بالمعركة من الجهة اللبنانية، لمنع تسرب المقاتلين المتطرفين الى الداخل اللبناني.

ثمة واقع يتحدث عنه المغردون تحت وسم #غرد_للجيش_والمقاومه، ووسم "عرسال. فالمعركة التي تُخاض في جرود عرسال اللبنانية، وجرود فليطة السورية الممتدة الى اراضي لبنان، هي ليست معركة سورية، نائية ومعزولة عن الجغرافيا والديموغرافيا اللبنانية. ارتداداتها، كما امتدادها، لبنانية بالكامل. وهو ما خلق التفافاً الكترونياً على دعم "حزب الله" والجيش اللبناني في العملية العسكرية، ما خلا بعض الاصوات النادرة، حتى اللحظة، التي تحدثت عن مخاوف من غير الاشارة الى حادثة محددة.. 

والحال ان المعركة انطلقت اعلامياً، قبل وقوعها فعلياً. التمهيد لها، لم يترك مجالاً للشك بأنها ستنطلق. التسريبات عنها، والمعلومات عن الاستعدادات التي واظبت وسائل الاعلام على نشرها منذ 15 يوماً، حشدت رأياً عاماً داعماً ومؤثراً. هذا ما ظهر حتى الساعات الأولى لانطلاق العملية، على الأقل. فالمعارضون في السياسة لتوجه "حزب الله"، لم يدعموا، لكنهم في الوقت نفسه لم ينخرطوا في معركة الكترونية مضادة. كذلك المعارضة السورية المعنية بمئات اللاجئين في جرود عرسال. ذلك ان طبيعة الجهات التي يقاتلها "حزب الله" في الجرود، ارهابية، ولا تحظى بأي دعم من أي جهة. 

هذه الظروف، صنعت التفافاً حول العملية، للمرة الأولى، من غير أن يثير أي جدل الكتروني. لبنانية المعركة بالكامل، حصرت التحذيرات في الجانب السياسي، كذلك التدابير الامنية التي أعلن عنها مجلس الأمن المركزي في اجتماعه الاستثنائي.. في حين أراد "حزب الله" الدفع في اتجاه الرسائل، عبر الصور التي بثها. 

فالصور المنتشرة للإعلام الحربي، مأخوذة بمجملها من موقع عسكري واحد. وتظهر عربة عسكرية تحمل مدفعاً ثقيلاً، تُطلق منه القذائف. يركز "الاعلام الحربي" على هذه العربة المموهة باللون العسكري الصحراوي، وتلتقط عدسته الصورة من أكثر من زاوية، وفي اكثر من حركة. 

الرسالة الموجهة منها، تتمثل في أنها المرة الاولى التي يظهر فيها الحزب مدفعاً ثقيلاً محمولاً على عربة نقالة. عادة ما تظهر صورة "مدفع ميداني" أرضي تقليدي، مثبت على مربض على الأرض. وعليه، فإن الصور اليوم، رسالة عسكرية بالتطور العسكري للحزب، على صعيد التجهيزات، بما يقربه من الجيوش النظامية. وهي من المرات النادرة التي يظهر فيها تجهيزات مشابهة، اعتاد على الاعلان عنها بالصورة، بالتقطير، بمعدل صورة جديدة كل عام. 
وكان مقربون من الحزب بثوا العام الماضي صوراً لعرض عسكري له في منطقة القصير. وقبلها، أظهر الحزب آليات جديدة في العام 2015، أثناء جولة للاعلاميين نظمها الى جرود بعلبك الحدودية مع سوريا. 

"حزب الله" دفع عملياً بثلاث رسائل، الأولى عسكرية تفيد بأن الحزب خضع لتطوير لوجستي، وهي رسالة موجهة للباحثين الدوليين في استبعاده من سوريا في المرحلة المقبلة. والثانية موجهة الى الداخل اللبناني، بأنها معركة "الحسم" بعيداً من القوات النظامية السورية عبر ابراز صورة علم له على المدفع. والثالثة تفيد بأن الحزب يبعد وحده "الإرهاب" من الجرود، و"يكافحه"، بينما يتولى الجيش اللبناني حماية مدخل العمق اللبناني من تسرب المقاتلين المتشددين، بتفويض حكومي ليتصرف بالشكل الذي يراه مناسباً. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها