الجمعة 2017/06/23

آخر تحديث: 15:41 (بيروت)

طارق الملاح.. صورة الحراك المدني الآفل

الجمعة 2017/06/23
طارق الملاح.. صورة الحراك المدني الآفل
increase حجم الخط decrease
تصوير طارق الملاح على أنه منشق عن الحراك المدني، لا يعدو كونه قصراً في النظر.. كما تصوير ما أدلى به بوصفه اعترافات، أو فبركات، يحتمل التمعن، وذلك لضرورة البحث في خلفيات المشاركة في الحراك في آب 2015، وإعادة تقييم الشخصيات التي حاولت قيادته، وصنعها الاعلام من بوابة "المتحدثين" باسم الحراك، ومعلني لوائح المطالب.


فالملاح، وسواه، ليسوا إلا صناعة إعلام أبرز مجموعة باحثين عن أدوار، يتمتعون بشخصيات جدلية تم ترميزها إلى مستوى مصادرة المطالب الشعبية، ثم الانقلاب عليها. علماً أن الحراك الذي بدأ عفوياً، قبل تسلل مجموعة انتهازيين اليه، ولعل الملاح أحدهم، كان واضحاً بمطالبه البسيطة والمحقة، التي دعت حكومة الرئيس تمام سلام لطمر فسادها، ورفع النفايات من الشوارع.. ولم يرتقِ بتاتاً إلى مستوى قيادة رأي عام، أو قيادة حراك شعبي خرج إلى الشوارع بدافع الحاجة للضغط على الحكومة.

بهذا المعنى، لا ترتقي اعترافات الملاح الى مستوى الكشف، بالنظر إلى وجود حقيقة دامغة بأن شخصيات في الحراك كانت مصدر المعلومات الأساسية لوسائل الاعلام، وكانت تطلع الإعلام على خططها... كما أن إدلاءاته، ليست فبركات بالتأكيد، ولو أن في بعضها مبالغات، كونها تنطوي على مسؤولية قانونية تستدعي إخضاعه لتحقيق شفاف يكشف الجهات التي دفعت 10 آلاف دولار، أو أكثر، بحسب ما جاء في اعترافاته لقناة "أن بي أن".


وإذا كان الحراك، بالشخصيات التي اعتلت أكتافه، تم وأده تحت وطأة أجندات خاصة أخرجتها بعض الشخصيات المحسوبة عليه، وتفوق ما طالبت به الحشود الشعبية في البدايات، فإن تصريحي الملاح، وقبله محمد حرز، دقت المسمار الأخير في نعش تجربة انتهت حين أقرت الحكومة خطة فتح المطامر، وزادت "أن بي أن" الشكوك حول أهداف أي حراك مقبل يستهدف السلطة، لأمر مطلبي.

ولم تكن التصريحات مفاجئة، إلا بتوقيتها التي أظهرت المعترضين على تمديد مجلس النواب لنفسه، ثلة من المارقين الذين يستهدفون الإجماع الوطني والاتفاقات السياسية على قضايا بالغة التعقيد. فالملاح، أو أترابه من الانتهازيين المتسلقين على ظهر الحراك، الذي لا يتمتع بمصداقية، هو شخص باحث عن دور منذ أيام الحراك، واسترعى انتباه وسائل الاعلام لخصوصية قضيته الشخصية المرتبطة بمزاعم اغتصابه في دار الايتام.

اليوم، يبحث الملاح مجدداً عن دور، عبر إعادة تموضعه، وجذب وسائل الإعلام مرة أخرى إلى قضيته الشخصية، بوصفه مرتشياً ومفبرك أحداث، ونمّاماً على زملاء شاركهم "اجتماعات سرية" كما قال، علماً أن بعض تلك الاجتماعات وُضع جزء منها في مرحلة سابقة بعهدة الرأي العام، ما يثير الضحك عبر التلميح للخصوصية الأمنية التي كانت تحيط بـ"الاجتماعات السرية".

الملاح، ليس إلا صورة عن الشوائب التي أحاطت بحراك مدني، تداعى منذ المظاهرة الثانية، وانتهى لحظة فتح المطامر، وأعطى صورة سلبية عن أي حراك مدني مقبل قد ينشأ إثر أي أزمة اجتماعية وسياسية .. واليوم، عزز الملاح هذا الاعتقاد وكرسه لينزع عنه صورة إيجابية تحتل كادر الأحداث في صيف 2015.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها