السبت 2017/04/22

آخر تحديث: 10:41 (بيروت)

فرنسا: الإعلام ينتخب فيون.. و"داعش" يقوّي لوبان

السبت 2017/04/22
فرنسا: الإعلام ينتخب فيون.. و"داعش" يقوّي لوبان
من مظاهرة ضد مارين لوبان في باريس (غيتي)
increase حجم الخط decrease
بدّل تنظيم "داعش" كل المعادلات في الانتخابات الفرنسية، وذلك بالهجوم "السياسي" الذي نفذه في باريس الخميس الماضي، فدخل الانتخابات الفرنسية كطرف في المعادلة الانتخابية، في مواجهة وسائل الإعلام التي انتخبت فرانسوا فيون، قبل موعد الانتخابات المزمع إجراؤها الأحد المقبل.


ولم يكن الإعلام الفرنسي سوى طرف في الانتخابات لصالح فيون. عادى لوبان بوصفها "ممثلة اليمين المتطرف"، بينما صوّر فيون على أنه القادر، ضمن استراتيجية سياسية واجتماعية تعالج الثغرات الناتجة عن التنوع العرقي والديني في المجتمع الفرنسي، على مكافحة الإرهاب. ومع ذلك، لم يستبعد خبراء في الشأن الفرنسي احتمال فوز لوبان، ولو كان ضئيلاً، أسوةً بفوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ نتيجة تصويت "الاكثرية الصامتة" له.

ورغم الانتقادات التي واظبت وسائل الإعلام الفرنسية على توجيهها لماري لوبان، إلا أن الثغرة الهائلة في التغطية تتمثل في الصمت الذي تبديه وسائل الإعلام، حيال انتقادات المرشحة اليمينية للسلطة الفرنسية على خلفية محاكاتها أزمات أمنية خلال السنوات العشر الأخيرة، وخصوصاً لجهة الاستجابة للاحتياجات الأمنية، كتعزيز الكادر البشري في الشرطة والأجهزة الأمنية، وزيادته.

وفي حين اعتبرت لوبان، في تصريحات سابقة، أن الحكومة غير قادرة على بناء استراتيجية لمكافحة الهجمات، لأن فرنسا لم تغلق حدودها في وجوه اللاجئين، داعيةً الى اتخاذ اجراءات أخرى مثل زيادة التجنيد في الشرطة، خلافاً للحال الذي ظهر خلال السنوات الماضية.. لاذت وسائل الإعلام الفرنسية بالصمت، لأن ذلك "واقعي".

غير أن الضخ الإعلامي لدعم فيون، واجهه "داعش" في الهجوم الأخير في باريس، بتقديم خدمات جليلة لليمين. فقد أشارت وسائل الإعلام الفرنسية إلى أن الهجوم الإرهابي الأخير هو مسعىً من التنظيم المتطرف لتغيير مزاج الرأي العام الناخب، بشكل جذري، بما يجند الأصوات الانتخابية لصالح مرشحة اليمين الفرنسي، وإظهار المرشحين الليبراليين باعتبارهم غير قادرين، بحسب برامجهم الانتخابية، على وقف الهجمات الإرهابية.

في الواقع، بدأت وسائل الإعلام ككل، بعد الهجوم، تجنُّب أن تكون طرفاً لصالح أحد المرشحين، كي لا تقع في فخ التأثير في الأمن. في حين تتمثل رغبة "داعش" في التأثير في التصويت الفرنسي واقتياده نحو اليمين.

ويقول شمس أكروف، الخبير في قضايا الأمن والاستاذ المحاضرة في جامعة "باريس 2"، أن الهجوم الإرهابي الذي وقع الخميس هو قبل كل شيء يدل على قدرة "داعش" الهادفة الى التدخل في الانتخابات الرئاسية، في مواجهة محاولات وسائل الإعلام التأثير لصالح فيون. ويرى في تصريح لـ"المدن" أن وسائل الإعلام، لا ينبغي أن تقع في الفخ الذي يضعه الإرهابيون لوصم الجالية المسلمة، وهي الجالية التي سبق أن استهدفت أيضاً خلال العديد من الهجمات في فرنسا، كي لا يصب ذلك في مصلحة اليمين المتطرف، وإثبات نجاح التنظيم المتشدد في التأثير في مسار الانتخابات الفرنسية.

ويضيف أكروف: "لطالما كانت الملفات الأمنية تمثل رأس الحربة في الحملات الانتخابية، وهي الملفات التي وجدت استجابة لها بين الناخبين الفرنسيين الذين يجدون أن حكومتهم عاجزة عن إيقاف تلك الهجمات". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها