الإثنين 2017/03/27

آخر تحديث: 18:36 (بيروت)

روحاني و"انستغرام": رسائل ما قبل الانتخابات

الإثنين 2017/03/27
روحاني و"انستغرام": رسائل ما قبل الانتخابات
روحاني بين الصورتين أسير انتقادين على أبواب انتخابات رئاسية
increase حجم الخط decrease
صورتان للرئيس الايراني حسن روحاني، ظهرتا خلال الأيام الماضية في المشهد السياسي الايراني. الاولى تؤكد انفتاحه كرئيس "اصلاحي" لا يعارض ظهور فتاتين لا ترتديان الحجاب التقليدي إلى جانبه. والثانية، تُظهره كمرشح مغلوب على أمره، يضطر لمحاباة الجناح المحافظ، بهدف كسب وده للفوز بولاية رئاسية ثانية، وذلك بالسكوت عن اعتقال ناشطة سياسية ايرانية. وتتخذ المواجهة، موقع "انستغرام".

وجد روحاني نفسه أمام موجة انتقادات عارمة، على خلفية نشر صورة له في حسابه في "انستغرام" له بزيّ رياضي، أثناء تسلقه الجبال لحظة هطول الثلوج، إلى جانب شاب وفتاتين لا تترتديان الحجاب الاسلامي الرائج في طهران.

وينشر روحاني في حسابه صوراً خارج موقعه الرسمي. يظهر بلا جبة ولا عمة، الى جانب صور تكشف تواضعه، وانسانيته، تُقرّبه أكثر من المواطن الايراني، كرئيس يشبه مواطنيه، ويتشارك معهم اهتماماتهم، في الزراعة والرياضة، والمشاركة في مناسبات غير رسمية.

ولا تأخذ الانتقادات هنا، التي أطلقها الجناح المحافظ، بعين الاعتبار محاولة فصل روحاني صورته الانفتاحية، عن موقعه السياسي. يتعاطى روحاني مع حسابه، بوصفه حساباً شخصياً، كرجل ايراني "اصلاحي" و"منفتح"، بمعزل عن الصورة الايرانية بكليتها. حساب شخصي، يعبر عن قناعاته، فيستقطب المنفتحين، ويوجه فيه رسائل لجمهور "الانفتاح" الذي لم يتوقف عن انتقاد السياسة الايرانية العامة.

لكن هذه الصورة، سرعان ما تصطدم بصورة أخرى نشرت أيضاً في حساب انستغرام التابع للناشطة السياسية البارزة في البلاد هنجامي شهيدي. فقد انتقدت شهيدي سكوت روحاني عن اعتقالها هذا الشهر. تعاطت معه كرئيس اصلاحي، تأثراً بصوره الاولى. إذ قالت ان استهدافها "يمثل جزءاً من مشروع اعتقال الناشطين السياسيين والصحافيين قبل الانتخابات الرئاسية" المزمع اجراءها في 19 مايو/ايار المقبل. ورمت الكرة في ملعبه بالقول انه اثر الاعتقالات "سيضمن المرشحون المحافظون النصر، كما حدث في انتخابات 2009" التي أسفرت عن فوز محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية.

وفي رسالتها الثانية المنشورة الاسبوع الماضي، قالت: "كان من المفترض أن تكون رئة الاصلاحيين لتنفس الهواء بعد سنوات ضاغطة في حكم نجاد، وليس حجب الهواء عنهم لتكون على مثال نجاد".

رسالة شهيدي، تمثل صدمة إثر التناقض بين صور روحاني، ومحاباته للمحافظين لضمان فوزه بولاية رئاسية ثانية. هي الصورة المقابلة للزخم الانساني الذي أعطاه لصورته الاولى. تربكه، بلا شك، وتضعه أمام مواجهة الاصلاحيين، بينما وضعته الصورة الاولى بمواجهة المحافظين. وروحاني، بينهما، أسير انتقادين على أبواب انتخابات رئاسية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها