الأربعاء 2017/03/01

آخر تحديث: 18:46 (بيروت)

"هوا الحرية" مُدان أيضاً

الأربعاء 2017/03/01
"هوا الحرية" مُدان أيضاً
اقنص فرصة الجذب، عبر تقديم جوزيف المعلوف على أنه "زير نساء"
increase حجم الخط decrease
السؤال عن خلفيات جو معلوف في استضافة جوزيف المعلوف، المتهم بالتشهير بإمرأة متزوجة أقام علاقات جنسية معها، الاثنين الماضي، هو ضرب من السذاجة. فالسؤال الأكثر إلحاحاً الآن، لماذا لم تلقِ القوى الامنية القبض على المعلوف، قبل ظهوره في برنامج "هوا الحرية"، حيث استكمل حفلة تشهيره بالضحية، ووضع سمعتها وسمعة زوجها على المحكّ؟

بالتأكيد، لن يستطيع مقدم "هوا الحرية" جو معلوف أن يستجوب المجرم، مبتزّ النساء، كما تفعل القوى الأمنية. وإذا كان يدّعي العكس، أو نصّب نفسه محققاً عدلياً، فإنه ينتحل صفة. فالسلطات الرسمية، بلا شك، تحمي الضحايا، لا تمعن في أذيتهم، ولا تضعهم في موضع "شبهة" إجتماعياً. أما التحقيق المباشر على الهواء، فهو مشاركة في الجرم.. ولن تنفع إدانة المتهم، أمام الملايين، من إنقاذ سمعة إمرأة!

كل الكلام عن الالتزام الاخلاقيّ تجاه الضحية، وإثبات الجرم على المتهم بـ"حجز حرية" المرأة و"التشهير" بها، كما جاء في نص الدعوى القضائية ضد جوزيف المعلوف، لن ينقذ مقدم البرنامج من تهمة المشاركة في الفضيحة – الجرم. 

عادة ما تُقام الاستجوابات الاعلامية، حين يقصّر القضاء في إدانة متّهم بجرم لا لُبس فيه. وفي حالات أخرى، يقوم الإعلام بدور المستقصي عن جرم، ويكشفه، ويضعه في عهدة القضاء كإخبار للنيابة العامة. وحين تكون القضية أقل حساسية، كخلاف أو نزاع سيُحل بالضغط الإعلامي، يعقد الاعلام محاكمات على الهواء، ويقارب وجهات النظر ويقاطعها، بغرض حلها. 

لكن في استضافة "هوا الحرية" لجوزيف معلوف، لا دافع لفتح الهواء لمجرم. فالقضاء اللبناني لم يقصر في متابعة القضية، بدليل إصدار مذكرة جلب بحق جوزيف المعلوف. ولم تُعقد محاكمته بعد، حتى يُبرر لهوا الحرية استضافة المعلوف الذي يدّعي المظلومية حيناً، ويفاخر بجريمته في أحيان أخرى. فضلاً عن أن حساسية القضية، لا تطال المرأة فحسب، بل زوجها الطبيب، وعائلتيهما، مما يضع الجميع أمام شبهة إجتماعية ستلاحق بيئة عائلية باكملها "لولد الولد". 

ومهما ادعى مقدم "هوا الحرية" بانه كان نصيراً للمرأة الضحية، ومحققاً لاثبات الجرم على المتهم بدليل إلقاء القبض عليه بعد خروجه من الاستديو، فإنه في الواقع، متورط أيضاً في أذية العائلتين، بمجرد فتح الهواء للمجرم. 

على أن تجنب محاكمة "هوا الحرية" من ناحية مهنية في هذه السطور، واتهامه بخرق الأصول الاعلامية، مرده الى ان محاكمته، إتخذت منحيين، الاول حين طالب رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع بتسليمه تسجيل الحلقة.. والثانية في مواقع التواصل الاجتماعي، حين تمت ادانته بتهمة خرق الآداب العامة حين عرض مقاطع الفيديو الحميمة، وهو ما لا يليق بالقناة التلفزيونية، ولا بآداب المجتمع اللبناني ولا مفاهيم العائلة اللبنانية، طالما أن البرنامج يقدم نفسه على أنه برنامج حواري اجتماعي، حرّ، وهواء مفتوح للدفاع عن الحريات، واستطراداً، قضايا الضعفاء!

وعليه، لا نقاش في خلفيات هذا العرض التلفزيوني، سوى أنه عرض مثير، يرفع سقف المشاهدة. اقنص فرصة الجذب، عبر تقديم جوزيف المعلوف على أنه "زير نساء". فيما كان المعلوف يسعى للامعان في التشهير، بغرض الابتزاز. واستغل منبراً مفتوحاً لعراضة ابتزاز جنسي مفتوحة أمام الملايين.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها