الإثنين 2017/01/30

آخر تحديث: 19:35 (بيروت)

عن شيرين.. مقدمة البرامج الفاشلة

الإثنين 2017/01/30
عن شيرين.. مقدمة البرامج الفاشلة
ينكر الجميع على شيرين عفويتها وبساطتها في التعامل، العنصر الوحيد اللطيف في برنامجها الباهظ
increase حجم الخط decrease
 
لن يجد متابع مواقع التواصل الاجتماعي في مصر هذه الأيام إسماً أكثر ترداداً على الأوسمة والمنشورات اليومية، أكثر من المطربة شيرين عبد الوهاب، لعدة أسباب: البرنامج الجديد الذي تقدمه عبر شبكة القنوات الجديدة DMC "شيري استوديو" باهظ التكلفة والمسبوق بحملة إعلانية ضخمة. ثم، أخيراً، بالفيديو المسرب لها من حفل زفاف عمرو يوسف وكندة علوش.

في الحالتين، هاجم الجميع شيرين، البرنامج والفيديو المسرب. وُضعت صاحبة "آه يا ليل" في مرمى النيران في مواقع التواصل الاجتماعي ومن شخصيات عامة فنية وإعلامية كثيرة، بالذات مع الفيديو المسرب. مع سخريتها من عمرو دياب، انتشر الفيديو بعناوين "شيرين سكرانة" و"شيرين تسب عمرو دياب" و"شيرين تسخر من إليسا" وغيرها من العناوين التي تجد مردوداً جماهيرياً عالياً وتفاعلاً كبيراً.

وفي لحظات، نُسي البرنامج، وتحولت شيرين إلى شخص سليط اللسان، يخطئ في الكبار. وبدأت قوالب أخلاقية جاهزة تخرج لتحاكم شيرين على ما "اقترفته" من فظائع في حق "الهضبة"، حتى المدافعون عنها خرجوا المنطق الأخلاقي نفسه ليقولوا إن شيرين لم تكن تقصد هذا التجاوز، وإن كلامها فُهم فهماً خاطئاً عن مقصده. وفي كل الأحوال، كانت شيرين عرضة للمقصلة الأخلاقية التي تجرم ما قالته وفعلته، ما اضطرها في النهاية للاعتذار في تسجيل صوتي على حسابها الشخصي في "انستغرام".

كل الحديث الذي أثير، غفل عما هو أهم مما قالته شيرين في المقطع، وهو مدى رداءة ما قام به مصور هذا الفيديو في حفلة خاصة، أي أنه انتهك خصوصية أصحابه والمدعويين إليه، وعرض شيرين لموقف قد يتعرض له أي فرد في الوسط الفني، خصوصاً وأن لا أحد منزه عن الثرثرة والنميمة. وهو ما تعرض له عمرو دياب نفسه في عام 2005، حين سخر من أم كلثوم وعبد الحليم حافظ، بل وسبهما في جلسة خاصة.

ينكر الجميع على شيرين عفويتها وبساطتها في التعامل، العنصر الوحيد اللطيف في برنامجها الباهظ. فهي لا تصلح كمقدمة برامج خاصة لأنها لا تعطي فرصة لضيوفها لأن يتحدثوا، وتلاحقهم بالأسئلة دون فرصة للإجابة. والأهم أنها تنسى وتجيب على الأسئلة هي نفسها كأنها أحد ضيوف البرنامج. هي نفسها قالتها في الدقائق الأولى لبرنامجها وعفوية لطيفة "أنا مقدمة برامج فاشلة".

ربما لم يتوقف أحد لدقائق عن "انتهاك الخصوصية" في حفل زفاف عمرو يوسف وكندة علوش، لأنه صار أمراً اعتيادياً في بلد، يتباهى فيه صحافيوه بتسريبات السياسيين، بل ويتشاجرون حول من له الفضل في نسبة هذا الانحطاط المهني والأخلاقي إلى نفسه. في مكان آخر وبلد آخر، لتوجه الغضب العام كله إلى الرجل الذي سمح لنفسه أن يأخذ يصور فيديو في حفلة خاصة، لأصحابها بعض الحرية في الحديث والتحرك دون أن تكون هنالك أعين مراقبة.

يراهن الجميع في هذه اللحظة بالتحديد على أن شيرين خسرت الكثير بعد هجومها على "الكبار" بل والمتعصبون لعمرو دياب يطالبونها بالاعتزال، لكن نجاحها لم يكن لأسباب "أخلاقية" كما يتوهم البعض، بل لأنها استطاعت أن تقدم سلعة أرادها قطاع كبير من الجمهور، وإذا ما استطاعت أن تستمر في تقديمها سيستمر نجاحها. أما الضجة فلن تستمر لأكثر من أيام وتنتهي تماماً.. وفي انتظار الحلقة الجديدة من برنامجها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها