الثلاثاء 2016/09/27

آخر تحديث: 19:08 (بيروت)

الإعلام المصري يحب ترامب

الثلاثاء 2016/09/27
الإعلام المصري يحب ترامب
increase حجم الخط decrease
عيون العالم اتجهت، ليل الاثنين-الثلاثاء، إلى الولايات المتحدة الأميركية لمتابعة المناظرة الرئاسية الأولى بين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب. هي المواجهة التي طال انتظارها طوال الأشهر القليلة الماضية. الإعلام المصري أيضاً كان مهتماً بمتابعة المناظرة، لكن على طريقته. وكما عودنا الإعلام المصري في الفترة الماضية، فإن ما يراه العالم شيء، وما يمر على مصفاة الوطنية المصرية يتخلص من كل شوائب العقل والمنطق، لتبقى الرؤية المصرية خالصة دون أي أمر آخر.
ما أن انتهت المناظرة، ورغم توقيتها المتأخر نسبياً، حتى انطلقت الصحف والمواقع المصرية تنتصر لكل مرشح بحسب أهوائها الخاصة، وكل انحياز يجد في استطلاعات الرأي التي أجرتها الشبكات الأميركية ما يدعم موقفه ورأيه. فمن انحاز لهيلاري وجد في استطلاع "سي إن إن" ضالته. ومن مال إلى ترامب لجأ إلى استطلاع "يو إس آي توداي". 

كل ما سبق مفهوم، ولا يختلف كثيراً عن توجهات الكثير من شبكات القنوات والمواقع الأميركية التي كيفت تفاصيل المناظرة بحسب انحيازها السياسي.. فكل ما يجري في الساحة السياسية الأميركية ما زال رهن التخمينات والتوقعات، والقرب بين المرشحين ينفي بالضرورة أي قدرة على التنبؤ بأرجحية كف مرشح ضد الآخر، وإن كانت كلينتون بحسب رويترز/إيبسوس متقدمة على ترامب بأربع نقاط بواقع 41 بالمئة من أصوات الناخبين المحتملين.

الخصوصية المصرية وبصمتها الإعلامية المميزة، أتت على يد إعلامي النظام وصوته المعبّر عن توجهاته أحمد موسى، الذي ظل على الهواء طوال فترة المناظرة وبعدها للتعليق عليها. حيث وصف موسى، المناظرة بالفضيحة "والردح" بينهما، فيما يبدو أن موسى لم يشهد أي مناظرات رئاسية أميركية من قبل. ورأى أيضاً أن ترامب كان أذكى من هيلاري بالرغم من خبرتها السياسية، وقرر أنها كانت تردد أكاذيب. بل إن انحيازه إلى المرشح الجمهوري وصل إلى حد "إنه يصلح لأن يكون رئيساً" أكثر من هيلاري التي كانت مهزوزة واستطاع أن يكتسحها. 

التحليل الخيالي، لا يمكن أن نستغربه من إعلامي "ألعاب الفيديو" التي عرضها على برنامجه باعتبرها خطة عسكرية. وأخيراً، سخر موسى (!) من أعمار المرشحَين وكيف أن أياً منهما ليس تحت سن الأربعين فيما ينادون بتمكين الشباب في المنطقة العربية.

لا يعبّر أحمد موسى عن رأيه الخاص، بل هو انعكاس لما تفضله مؤسسة الرئاسة المصرية، ما تريد أن تبثه في المجال العام. وانحياز السيسي لترامب ليس خافيا على أحد، وهو الذي التقى المرشحَين الرئاسيَين خلال زيارته الأخيرة لنيويورك وقال بعد اجتماعه بالمرشح الجمهوري أنه سيكون قائداً عظيماً بلا شك.

التشابهات بين ترامب والسيسي أيضاً كانت محل اهتمام الإعلام الأميركي، بل إن صحيفة أميركية تساءلت عن الإعجاب المتبادل بين الاثنين: "ينبغي أن يوَجّه سؤال لترامب، ليس فقط بشأن إعجابه بالسيسي ولكن عن الكيفية التي سيقترب منها من المحتجين والمحامين والصحافيين القابعين في سجون النظام الذي يكن له المرشح الجمهوري تقديراً كبيراً".. جاء ذلك  في سياق مقال بمجلة "ويكلي ستاندارد" الأميركية للكاتبة إلين  بورك تحت عنوان "لماذا يحب دونالد ترامب الطغاة؟".

ليست غريبة، إذن، المحبة المتبادلة بين المرشح الجمهوري والرئيس المصري، مع التشابهات التي ألهبت خيال مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، مع انعقاد المناظرة، وكل النكات التي استهلكها السيسي طوال الأعوام الماضية، وجدوا أنها تصلح تماما لأن تكون باتجاه ترامب.

لن تختلف التعليقات الصحافية والتلفزيونية اليوم عما جاء به موسى. ترامب في نظر العالم مجنون. لكنه، في الإعلام المصري الموجَّه، يظهر كصورة إضافية للزعيم المصري. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها