الجمعة 2016/07/01

آخر تحديث: 17:17 (بيروت)

كارين رزق الله: كاتبة بلا حيلة.. وممثلة موائد الاغنياء

الجمعة 2016/07/01
كارين رزق الله: كاتبة بلا حيلة.. وممثلة موائد الاغنياء
لغة المسلسل منسوخة من كتب القراءة والاتيكيت.. وليس من معاناة اللبنانيين
increase حجم الخط decrease
ما بين الدراما والكوميديا، ضاعت هوية المسلسل اللبناني "مش أنا" (إخراج جوليان معلوف) الذي يعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال. العمل الذي كتبته الممثلة كارين رزق الله ولعبت دور البطولة فيه الى جانب بديع أبو شقرا، هو التجربة الكتابية الثانية لها بعد "قلبي دق" الذي قدمته في رمضان الماضي.


قد تكون مشاكل العمل الأساسية، نابعة من ركاكة السيناريو والحوارات والاطالة غير المفيدة للأفكار والمشاهد. وتدور أحداث العمل حول فتاة فقيرة تزوجت من رجل غنيّ، لكنها عانت كثيراً معه. وعند وفاته تحتفل حتى الصباح وتتعرف الى ابن شقيقه الغائب منذ 14 سنة عن البلد، وعاد ليشارك في جنازة عمه، ويكتشف حقيقة ما جرى له، وأنه كان لزوجته دور في وفاته. وتتوالى أحداث العمل، لكن ببطء وبلا أفكار ابداعية.

صحيح أن عملها الأول في السنة الماضية، حقق أعلى نسبة مشاهدة، (بحسب ما أفادت بعض الإحصاءات)، وقد يكون العمل الحالي على الطريق ذاته، لكن يجب ان تدرك كارين رزق الله أن نسبة المشاهدة العالية، لا تخفي عيوب المسلسل، خصوصاً ان المُشاهد الرمضاني، يختلف كثيراً عن المُشاهد اليومي.

لم تخرج كارين عن نمطية المشاهد العادية البسيطة، ولم تلامس مشاكل حياتنا الجدية. تقول في تقديمها للعمل انه يلامس مشاكلنا اليومية، لكن ذلك غير واضح في السياق. تتبع الممثلة التي اشتهرت بأدوراها الكوميدية مع زوجها فادي شربل، نسقاً تعتمده غالبية الأعمال اللبنانية، وهو الثراء الفاحش في مواجهة الفقر، والقصور الفخمة والخدم والحشم، والكلام المنمق.

مشكلة كارين، من مشكلة الدراما اللبنانية عموماً، فمن يعمل بها ويكتبها ويخرجها، لم يخرج من عمق المدينة، ولا يعرف كل أزقتها وزواريبها، ولا ما يدور في أحيائها الفقيرة. والمشكلة الأهم تقع في اختيار مفردات معينة، لا تستعمل في الشارع، ولا حتى على موائد الأغنياء. لغة موجودة في كتب القراءة وكيفية تعلم اتيكيت الكلام. كما تظهر أيضاً قلة الأفكار الإبداعية في الكتابة، وخلق أحداث مثيرة، اذ تبدو الحلقات بوتيرة متشابهة ومملة.

لا يحتاج العمل، لأكثر من 15 حلقة، لكن لأسباب انتاجية وتنافسية، يمتد لنهاية شهر رمضان. وهذه المشكلة باتت عصية وملاحظة في غالبية ما يعرض على الشاشة. الاطالة فقط من أجل كسب الاعلانات، من دون التركيز على قيمة العمل.

أما من حيث التمثيل فحدّث ولا حرج. تبالغ كارين رزق الله في أداء دور الفتاة الشريرة والحقودة واللئيمة، الى حد قد تبدو فيه منفرة أحياناً. وتبدو الممثلة ضائعة أيضاً ما بين الخروج من الثوب الكوميدي التي ارتدته لسنوات طويلة، وارتداء ثوب درامي جدّي. الحركات والانفعالات مصطنعة، وتعابير الوجه قاسية. لكن ذلك يختفي في المواقف الكوميدية في العمل، فنعود الى كارين التي ألفناها وعرفناها على الشاشة.

بديع أبو شقرا، الذي يلعب دور البطولة، فهو يمثل بأداء مسرحي وتعابير لا تليق بالتلفزيون. لا أحد ينكر مدى قوة بديع وحضوره على خشبة المسرح، لكنه حتى الآن ليس قادراً على التفريق ما بين المسرح والتلفزيون. لا تمنحه الشاشة الحرية ذاتها على المسرح، من هنا لا بد أن يتحكم بتعابير وجهه وانفعالالته ونبرة صوته. بديع الذي قدّم أداء لافتاً منذ فترة في مسرحية "فينوس" مع ريتا حايك، يبدو في المسلسل غارقاً في المبالغة والانفعالات المصطنعة.

وهنا تكمن أبرز مشكلة في هذا النوع من المسلسلات، وهي اعتمادها على نجمين، فيما باقي الأدوار هامشية، ولا علاقة لها أحيانا بالقصة. وهذا عائد الى قلة حيلة الكاتبة التي يجب عليها خلق أحداث جانبية بعيداً من نجمة العمل ونجمه.

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها