السبت 2016/06/18

آخر تحديث: 12:00 (بيروت)

لبلبة تتحدى مَلَل "الزعيم"

السبت 2016/06/18
لبلبة تتحدى مَلَل "الزعيم"
"مأمون وشركاه" نسخة منمقة عما سبقه
increase حجم الخط decrease
قد يكون الدور الذي قدّمه النجم المصري عادل إمام في فيلم "عمارة يعقوبيان"-إخراج مروان حامد 2006، من أبرز الأدوار التي لعبها في الألفية الثالثة من حيث التجديد في الشخصية، وغياب فكرة أنه النجم الأوحد للعمل.

وفي جديده الرمضاني "مأمون وشركاه"، ومن خلال الحلقات التي عرضت حتى الآن، لا يقدّم "الواد سيد الشغال" أي جديد لا على صعيد الكوميديا ولا من حيث النسق الدرامي للمسلسل.
وتدور أحداث العمل حول رجل بخيل (عادل امام) يحرم زوجته وأولاده من كل شيء، ويعيش في أقل ما يمكن، الى أن يتخلى عنه الجميع ويهجروه، وتطلب زوجته (لبلبة) الطلاق لاحقاً، لتكتشف في ما بعد أن زوجها يملك مليار دولار في أحد البنوك الفرعية تكتشف حقيقتها بعد انفجار ارهابي.

وتتوالى الأحداث والمواقف التي يقال أنها كوميدية مع كل ما له علاقة بالمال والاسراف، فتظهر تصرفات إمام مبالغاً فيها وغير منطقية.

لا شك أن امام تنبّه للنقد التي لاقته أعماله منذ عودته الى السباق التلفزيوني العام 2012، بعد غياب 30 سنة، فحاول في "مأمون وشركاه" التخفيف من الافيهات والجمل التي يشتهر بها، وركز على الجانب التمثيلي وتعابير وجهه، ولكن ما نفع ذلك خارج السياق الدرامي؟

يعرف الجميع أن إمام ممثل بارع وقدّم العديد من الأدوار المهمة في السينما المصرية، طارحاً قضايا لطالما اعتبرت محرمة في مجتمعه، كالجنس والدين... من هنا، لا يبدو جديداً تركيزه على التمثيل.

المشكلة الأساسية الكامنة في العمل، إعتماد "الزعيم" على الثنائي يوسف المعاطي (كاتب) ورامي إمام (مخرج) في الاعمال الأربعة التي قدمها منذ عودته الى موسم رمضان وهي: "فرقة ناجي عطالله" و"العرّاف" و"صاحب السعادة" و"مأمون وشركاه".

لم يستطع معاطي الخروج من نمطية أسلوبه، وشخصياته المملة، الى أفكار أكثر تجدداً وحداثية. يبدو الرجل غارقاً في زمن مضى. فمشاكل الشباب غائبة عنه، والحوارات الصبيانية كأنه لم يسمع بها، ويجد صعوبة في صياغة موقف كوميدي. غاب إمام عن المسلسلات 30 سنة، وحين عاد قدّم عملاً يحاكي الصراع العربي الاسرائيلي والعنجهية العربية (فرقة ناجي عطالله)، قبل أن يكرر نفسه في أعمال تلته. اذاً غاب كل هذه المدة، وعاد بعمل يدغدغ مشاعر المشاهد البسيط.

أما من حيث الاخراج، فيبدو أن إمام الابن، يعمل بجهد لاظهار ما يقدمه بصورة مغايرة، لكنه على مدى مواسم أربعة، استنزف كل أفكاره.

فالعمل الجديد، نسخة منمقة عمّا سبقه، ولا جديد من حيث التصوير. وقد يكون الدور الدرامي الذي لعبته الفنانة لبلبة الأبرز في المسلسل، لما فيه من جهد واقناع.

لم تعد نكتة "الزعيم" في سنواته الأخيرة عفوية، يبدو أنها صارت عبئاً عليه. هو الهادف دوماً الى إضحاك الجمهور، لكنه يخطئ منذ مطلع القرن الحادي والعشرين في اختيار من يتعامل معهم، وينطبق هذا الكلام أيضاً على أعماله السينمائية التي ظهرت في هذه الحقبة مثل "عريس من جهة أمنية" و"التجربة الدنماركية" و"مرجان". كأن عادل إمام لم يدرك أن الكوميديا في مصر تغيرت كثيراً، وأن ثمة نجوماً باتوا ينافسونه وبقوة مثل محمد سعد ورامز جلال وهاني رمزي وأحمد حلمي - الوحيد الذي يعتمد على الكوميديا السوداء، والمواقف الذكية لاضحاك المشاهد.

"مأمون وشركاه"، مسلسل لا يقدّم أي جديد من حيث المحتوى، لكنه يجب أن يعرض في ظل التنافس التلفزيوني، ووجود الانتاج اللازم لذلك، طالما ان اسم "الزعيم" ما زال قادراً على جذب المشاهد بغض النظر عمّا يقدمه وأهميته الدرامية أو الكوميدية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها