الجمعة 2016/05/27

آخر تحديث: 19:33 (بيروت)

كتّاب شباب يقتحمون الدراما الرمضانية المصرية.. رغم أزماتها

الجمعة 2016/05/27
كتّاب شباب يقتحمون الدراما الرمضانية المصرية.. رغم أزماتها
نجوم مخضرمون، أجور فلكية، "mbc"، وتراجع العُملة المصرية... عوامل يقول المنتجون أنها أسباب لأزمة الدراما
increase حجم الخط decrease
ما خشي منه المعنيون بالإنتاج الدرامي في مصر صار واقعاً. الدراما في مصر تعاني أزمة. هذا ما اتفق عليه معظم المنتجين هذا العام، مع اختلاف الأسباب بالنسبة إلى كل فئة منهم. وهنا نحاول أن نفهم المشهد الدرامي قبيل حلول شهر رمضان والظروف التي استطاعت معها شركات الإنتاج أن تنتج أكثر من 35مسلسلاً.

في البدء، فإن عدد المسلسلات المقرر عرضها في رمضان هذا العام تقل بمسلسلين أو ثلاثة عن العام الماضي، لكن وراء هذا الرقم مجموعة من الأرقام الأخرى المحملة بدلالات عن طبيعة الأزمة التي تعيشها الدراما المصرية.

تتناقل الصحف المصرية أن التكلفة الإنتاجية الإجمالية لهذا العام تجاوزت الملياري جنيه بقليل. هذا الرقم غير دقيق بالطبع لكنه الأقرب إلى الصواب بعد جمع أجور النجوم والتكلفة الإنتاجية  "المعلنة" لكل عمل منهم على حدة. وبذلك تكون التكلفة بالجنيه المصري قد زادت عن العام الماضي بما يقارب الـ400 مليون جنيه.

أحد المنتجين المشاركين في السباق الرمضاني يقول لـ"المدن" أن "هذه الأرقام مخادعة تماما، لأن قيمة الجنيه انخفضت كثيرا منذ رمضان الماضي، فإذا ما احتسبنا القيمة الدولارية للإنتاج العام الماضي فهو يقارب الـ165 مليون دولار، في حين تقل هذا العام إلى 133 مليون دولار تقريباً".

ويضيف المنتج: "كثيرون لا ينتبهون إلى مثل هذه الفروق. جل الانتباه يكون في التركيز على أجور نجوم المسلسلات وإلى أي مدى ارتفعت، وهو أمر ذو وجاهة بالطبع، خاصة إذا كانت بعض هذه الأجور تتجاوز الـ65% من الكلفة الإنتاجية الكلية للعمل. لكن مع ذلك، فالأزمة مع انخفاض سعر الجنيه، زادت حدّتها، ما جعل الإنتاج هذا العام يتحرك بشيء من الحذر، وبتعديل طبيعة العقود مع القنوات، لئلا تتكرر مشكلات العام الماضي، وذلك لأن ثمة قنوات لم تسدد بقية أثمان المسلسلات المعروضة في شاشاتها".

"الدراما الرمضانية منتج عجوز".. هكذا تنتشر التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد عودة النجمين يحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز إلى تقديم مسلسلات جديدة، لينضما بذلك إلى عادل إمام ويسرا وليلى علوي، وهم النجوم المعتادون للشاشة الرمضانية طوال السنوات العشر الماضية. الأبطال الشباب تتراجع أجورهم وأعمالهم على الشاشة في هذا الشهر، وذلك بعد توالي الأعمال التي لم تلق أي نجاح جماهيري لافت، وهو ما وقع فيه أحمد السقا وكريم عبدالعزيز وأحمد عز ومنة شلبي ومي عزالدين، وغيرهم من نجوم السينما حاصدي الإيرادات، لكنهم فشلوا في الاختبار الدرامي أمام كبار النجوم.

يمكن استثناء بعض النماذج مثل محمد رمضان في مسلسله "ابن حلال"، في رمضان ما قبل الماضي، ونيللي كريم للعام الثالث على التوالي، لكن كثيرون يعزو نجاح مسلسلات نيللي كريم إلى فريق الكتابة الذي تترأسه مريم نعوم، والتي لفتت الأنظار قبل أعوام بمسلسل "موجة حارة" إذ لاقى نجاحا جماهيريا كبيرا وإشادة مفيدة كذلك.

وإذا كان النجوم الشباب يتراجعون في الشهر الكريم، فإن الكتّاب الشباب الآن هم المسيطرون على المشهد الدرامي، وتحصد أعمالهم نجاحات كبيرة. فصارت أسماء عمرو سمير عاطف، ومحمد سليمان عبد المالك، ومحمد أمين راضي، كفيلة بإنجاح العمل الدرامي، خاصة وأن هذا الجيل الجديد من كتّاب الدراما أتى بعد سيطرة "جيل رواد الدراما" إن جاز التعبير: أسامة أنور عكاشة، ويسري الجندي، ومحسن زايد، ووحيد حامد. جيل الشباب استطاع أن يخرج من إطار الدراما الواقعية المسيطرة على المزاج العام المصري طوال العقود الأربعة الماضية، لتخرج التجارب الشابة ببنية مختلفة تماماً وأكثر جرأة في التجريب، سواء في الأعمال التشويقية عند عبدالمالك وعاطف، أو الفانتازيا كما في سيناريوهات محمد أمين راضي.

المعنيون بالمشهد الدرامي المصري يذهبون إلى أن دخول شبكة "إم بي سي" بقناتها "إم بي سي مصر" إلى السوق الدرامية في مصر، يمثل أحد أسباب الأزمة، إذ أن القناة تسببت في إعادة ترتيب سوق الإعلانات في مصر، وفرضت شروطاً صعبة التحقق أمام الشاشات المصرية، خصوصاً مع الفارق الهائل في التمويل بين "إم بي سي" ومثيلاتها المصرية. مما جعل الشبكة السعودية هي المتحكمة وصاحبة نصيب الأسد في الإعلانات، وبالتالي صاحبة الخيار الأول أمام المنتجين لعرض مسلسلاتهم.

"إم بي سي مصر" في عامها الأول، عرضت أكثر من عشر مسلسلات حصريا في شاشاتها، لكبار النجوم وفي مقدمهم عادل إمام، ما جعل المعلن يتجه بأمواله إلى القناة الوليدة. وهو ما وضع الكثير من القنوات في أزمات كبيرة جعلها غير قادرة على تنفيذ شروط تعاقدها مع المنتجين.

كتّاب شباب ونجوم مخضرمون وأجور فلكية وتراجع العُملة المصرية... هذه هي العوامل التي يتحدث عنها المنتجون كأسباب للأزمة الدرامية. السؤال الأكثر بداهة الآن: لماذا لا يحاولون خلق موسم درامي يخفف الضغط قليلا عن السوق الرمضاني؟ ولماذا الإصرار على بنية الـ30 حلقة ذات الحدث المتصل؟ ربما يمكن للنوع الدرامي أن يكون منفذاً للخروج من مشكلات الإنتاج هذا العام والأعوام الآتية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها