الجمعة 2016/05/13

آخر تحديث: 18:11 (بيروت)

رمضان 2016: قصص نسائية في "أيام لا تنسى"

الجمعة 2016/05/13
increase حجم الخط decrease

ربما يكون مسلسل "أيام لا تنسى" أفضل ما سيقدمه الموسم الرمضاني الجديد لمتابعي الدراما السورية. فالعمل كما يبدو من البروموشن الرسمي الخاص به، مليء بالنجوم ومختلف بصرياً عن بقية الإنتاجات السورية في السنوات القليلة الماضية.

يركز العمل على قصص حزينة لمجموعة من النساء عبر فترات زمنية مختلفة، ابتداء من عام 1990، من دون التطرق للأزمة السورية الراهنة، وهو خيار درامي مثير للجدل، لكونه يتعارض مع طبيعة الإنتاجات الاجتماعية منذ 2011، التي تميل للواقعية المفرطة في تصوير المجتمع السوري سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، بصرف النظر عن أسس الدراما القائمة على القص "telling a story" بالدرجة الأولى.

وتظهر في البروموشن بطلات العمل، سوزان نجم الدين وصباح الجزائري وعبير شمس الدين وحلا رجب وديمة قندلفت وروبين عيسى، بصورة بعيدة من الجمال البلاستيكي ومن دون انفعالات مجانية، ما يبشر بمستوى تمثيلي جيد، يضاف لهن أسماء مساندة مثل الممثلين القديرين عبد الهادي الصباغ ورضوان عقيلي.

المسلسل الذي أنتجته شركتا"سيريانا" و"ABC" ما يزال مصير عرضه مجهولاً على الشاشات العربية، باستثناء عرضه على قناتي "سوريا دراما" و"تلاقي" المحليتين قليلتي الانتشار!.

ظروف الزمان والمكان لا تبدو واضحة في البروموشن، وربما تكون تلك إشارة لجعل القصة محايدة لهذين العاملين، ما يعني  التركيز على البيئة النفسية الداخلية للشخصيات. ويتعزز ذلك بصرياً، على ما يظهر في البروموشن، باستخدام مكثف للقطات القريبة، وتصوير الطبيعة بطريقة تذكرنا بالأسلوب المعتمد في الأفلام السينمائية للمخرج والممثل الأميركي كلينت إيستوود.

"أيام لا تنسى" هو من تاليف فايزة علي عن رواية "ألف شمس مشرقة" للكاتب الأفغاني – الأميركي خالد الحسيني، وإخراج الفنان القدير أيمن زيدان في رابع تجاربه الإخراجية بعد أعمال ليل المسافرين (2000) وطيور الشوك (2004) وملح الحياة (2011). ويبدو زيدان في عمله الجديد متأثراً بأساليب المخرج باسل الخطيب الذي عمل معه في عدد كبير من الأعمال كان آخرها حرائر العام الماضي، سواء بالهدوء والبطء الذي تنقله لقطات البروموشن أو باختيارات الإضاءة التي تعطي مسحة بسيطة من الحزن والكآبة على الصورة دون الإخلال بواقعيتها. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها