إسألوا أوباما عن "صراع العروش"

يبدأ مساء الأحد في الولايات المتحدة الأميركية عرض مسلسل "صراع العروش" في موسمه السادس على شبكة "HBO" التلفزيونية. الحدث الذي ينتظره مئات الملايين حول العالم، سيكون مثيراً جداً بحسب بعض الأخبار المسربة عنه خلال التصوير، ونُشر بعضها على مواقع التواصل الاجتماعي.

المسلسل الذي ألفه ديفيد بينيوف ودانيال وايز، إقتباساً من رواية "لعبة العروش" التابعة لسلسلة روايات "أغنية من ثلج ونار" لمؤلفها جورج آر. آر. مارتن، تبقي تفاصيل الجزء السادس منه قيد الكتمان.

والرئيس الأميركي باراك أوباما، هو الشخص الوحيد من خارج شبكة العرض، الذي يعرف ما ستؤول إليه الأحداث وكيف سينتهي الجزء السادس، بعدما أكّد القائمان على العمل ديفيد بينوف ودان ويس أنّ أوباما سيحصل على حلقات الموسم السادس كاملة قبل بدء عرضه.

منذ عرض الموسم الأول في 2011، شكل المسلسل إنطلاقة جديدة في عالم التلفزيون، خصوصاً أن الميزانية المخصصة له تضاهي أبرز الانتاجات السينمائية، إضافة إلى كثير من الميزات الأخرى. مخطئ من يقول إن السينما أقوى من التلفزيون في أميركا، فهو يتفوق عليها في كثير من الإنتاجات. ولكن، ما سر هذا التعلق بالمسلسل؟

يشرف على إخراج المسلسل مجموعة من المخرجين، يتولى كل منهم عدداً معيناً من الحلقات، ويشارك في كتابته نحو 7 كتاب، ويمثّل فيه نحو 200 ممثل، إضافة إلى الإبداعات البصرية والتقنية والملابس والمكياج والمناظر الخارجية ومواقع التصوير الخلابة، وقتل الأبطال واحداً تلو الآخر. وتشكل النقطة الأخيرة قوة العمل الذي لا يعتمد على شخصية معينة، كما في عالم الدراما العربي، إنما على شخصيات لكل منها دوره الذي يبرز مع تقدّم الحلقات. والملابس في المسلسل مستوحاة من حضارات عدّة قديمة كالفارسية واليابانية.

فملابس قبيلة الدوثروكي مثلاً مستوحاة من اللباس البدوي العربي القديم. وملابس الهمج وراء الجدار وملابس ويلدنغ كراستر وبناته مستوحاة من زي شعب الأسكيمو. واستمر تطوير الأزياء لأسبوعين حتى تتناسب مع الدراما التلفزيونية وتقنية الوضوح العالي.

وتدور أحداث المسلسل في قارّتين خياليتين هما ويستروس وإيسوس في نهاية صيف طويل جداً إمتد لعقد من الزمن، حيث تتصارع سبعُ عائلات للسيطرة على العرش الحديدي للممالك السبعة.

من جهة أخرى، يتنامى الخطر على الممالك من جهة الشمال المتجمد الذي تسكنه مخلوقات خيالية. يتناول المسلسل من خلال شخصياته الغامضة قضايا عدة، منها المراتب الاجتماعية والدين والحرب الأهلية والجنس والجريمة وعقابها والولاء والعدالة.

لقي المسلسل نجاحاً كبيراً على المستوى المحلي والعالمي، لكن الجزء الخامس انتهى بموت شخصية محببة للجماهير هي جون سنو، ما أحدث ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومشادات بين الجماهير بشأن عودة شخصية جون سنو في الموسم السادس. وفي حديث لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، أكدت الممثلة إميليا كلارك بطلة المسلسل، إستكمال جون سنو الجزء السادس من المسلسل، رغم أن العديد من أعضاء المسلسل صرحوا بعدم عودته.

وكانت التكهنات قد إزدادت حول عودة شخصية جون سنو، ضمن أحداث الجزء السادس، بعدما نشرت الشركة المنتجة ملصقاً للجزء الجديد تظهر فيه الشخصية التي يجسدها النجم كيت هارينغتون، ما أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، مرحبين بعودة بطل لطالما كان بالنسبة إلى المشاهد يجسّد فكرة المخلّص.

أضافت كلارك التى تقدم دور دينيس تارغيريان (أم التناين) أن الموسم السادس سيشهد نهاية غالبية أبطال السلسلة. وبحسب المعلومات المسربة لن يخلو الموسم السادس من المفاجآت وتحول نفوذ الشخصيات، وازدياد الخطوط الدرامية للعمل.

وإضافة الى الممثلين القُدامى، هناك عدد من الوجوه والشخصيات الجديدة ستظهر هذا الموسم، منها شخصيّة الغُراب ذي الثلاث عيون التي سيؤدّيها المُمثل ماكس فون سيدو. وسيشهدُ الموسم السادِس عودَة مسارِ قَصة شخصيّة بران ستارك ورفاقِه بعدَ أن حُذِقت في الموسم الخامس ولم يظهر فيها، كما ستعودُ غيما ويلان لتلعَب دورَ يارا غريغوي شقيقة ثيون، وهيَ أيضاً لم تظهر في الموسم الخامس.

وستظهر ساحرة حمراء جديدة تخدِم إله النور في أسهاي وستلعب شخصيّتها المُمثلة ميلاني ليبرد. كما سينضم لطاقم العمل الممثل ريكي تشامب وسيلعب دورَ فلين، وهو رجلٌ هاربٌ من القانون يستَخدِم الدين ذريعةً لأفعاله.

ويشهد الموسم السادس ظهور فرقةٍ مسرحيّة في مدينة برافوس تُقدّم عرضاً مسرحياً بعنوان اليد الدامي، وتحكي هذه المسرحية عن الأحداث التي وقعت في كينغز لاندينغ خلال الموسم الأول من المسلسل.

وصوّر الجزء الأكبر من العمل، ومِثلَ المواسِم السابقة في استيديوهات بلفاست في أيرلندا الشماليّة. وشملت أماكن التصوير مُدناً أسبانيّة، فيما لم يصوّر أي مشهد في كرواتيا على عكس أجزاء سابقة. وترواح كلفة إنتاج الحلقة بين 6 و9 مليون دولار، وهي أكبر ميزانية في تاريخ التلفزيون، علماً أن التحضير للموسم السابع بدأ، على أن ينتهي المسلسل في جزء الثامن أي عام 2018.

ونظراً لأهمية المسلسل منحت شركة بريطانية (+rehabstudio) موظّفيها نصف يوم إجازة، لمشاهدة "صراع العروش" (Game of Thrones) لأن الحلقة الأولى من الموسم السادس، تعرض عند الثانية صباحاً بحسب توقيت المملكة المتحدة. وتتميّز الشركة بمثل هذه المبادرات، لخلق بيئة أفضل لموظفيها بحسب تعبيرها.

أما محبو "صراع العروش" في لبنان، فسيتمكنون من مشاهدته عبر قناة OSN FIRST HD، مساء الاثنين (بسبب فرق التوقيت)، التابعة لشبكة قنوات OS. ويكلف الاشتراك في هذه الخدمة يكلف نحو 400 دولار للحصول على باقة هذه الشبكة، لذلك سيعمد كثيرون إلى القرصنة (أكثر برنامج مقرصن في تاريخ التلفزيون) وانتظار انتهاء الحلقة وتحميلها من مواقع مخصصة لذلك. فيما ستنتظر فئة إنتهاء عرضه وشراء الحلقات (10 حلقات) على قرصين مدمجين ومشاهدة ما فاتهم بأقل من 4 دولارات.