الأربعاء 2016/12/21

آخر تحديث: 17:40 (بيروت)

تمام بليق.. حتى المُراجعة صفراء!

الأربعاء 2016/12/21
تمام بليق.. حتى المُراجعة صفراء!
منّن نسرين الظواهرة بانه وافق على استضافتها له
increase حجم الخط decrease
حين اتخذ برنامج "عالبكلة" على قناة "الجديد" قراراً بمحاكمة الصحافي تمام بليق على الهواء، ومنحه فرصة لايضاح صورته، وتصويب ما يعتريه من أخطاء فظيعة، تبدأ من الضيوف، ولا تنتهي بطريقة تقديمه العدائية، اصطدمته بشخصية عنيدة، متعنّتة، غير قابلة للتنازل، ولا تقبل المراجعة. 
فالمراجعة الذاتية لبرنامج مثير للجدل، يُقدم على المحطة، ولا يشبه الكثير من برامجها الهادئة، عبر استضافته بغرض التوضيح، انقلب الى استغلال المنبر، كضيف يشبه ضيوفه في "بلا تشفير"، بغرض تحقيق سبق أو إثارة إضافية. مساعي المحطة، أو مقدمة "عالبكلة" نسرين الظواهرة، فشلت الى حد كبير. ذلك ان بليق لم يستغل فرصة تصويب مساره، أو إيضاح عثرات برنامجه، بقدر ما كشف عن شخصية نرجسية، متخمة بـ"الأنا"، وإلغائية حتى لزميلته التي اعترفت بعجزها عن مجاراته بالفظاظة. 

واجب الاعتراف بأن الحكم السابق على بليق، كان من خلال ضيوفه، ومستوى بعضهم المتدني، باعتراف ظواهرة نفسها. غير أن اطلالته أمس، كشفت عيوباً اضافية في شخصيته. فهو يعاني التضخم في "الانا"، ويعتدّ بالفظاظة التي يراها "تميزاً" و"اثارة" و"نجاحاً"، و"جرأة" و"عدم تزلف" و"صرامة"! أكثر رمن ذلك، يرى نفسه أكبر من منبر يتيح له وجوده، وربما ساهم عن غير قصد برفده بأسباب هذه النرجسية الفاقعة، حين منّن زميلته بأنه وافق على الظهور معها!

لم يكن الحوار متكافئاً على أي من المستويات. هدوء نسرين ظواهرة، لا يجاري الشعور بالكِبر لدى بليق. وأدبياتها، لا توازي فظاظته. حتى ضيوفه، لم يسلموا منه في تقييمه لهم، بوصفهم "مثيرين للجدل"، ويرى نفسه فوقهم، وأعلى مرتبة بحكم أنه يتمتع بـ"وجود اعلامي"، كما يزعم. 

المفارقة أن الوجود الاعلامي لبليق، بُنِيَ على أعقاب شخصيات لا تتمتع بأي حيثية. حتى اثارتها للجدل، تقتصر على عملية فضائحية، تحيل البرنامج الى مصاف الصحافة الصفراء التي لا يعترف بليق بوجودها (!).

المؤكد أن بليق، المعجب بتجربة مذيع الراديو الاميركي هوارد شتيرن، لا يمكن أن يكون "ملك الاعلام بأكمله"، كما يصف شتيرن نفسه. صحيح أن الطرفين، بدآ حياتهما الاعلامية في الراديو، ويتشاركان الفظاظة نفسها، رغم أن شتيرن جريء ومؤثر.. إلا أن الفارق بينهما جوهري الى حدّ كبير.

فشتيرن، الذي حاور دونالد ترامب في العام 2010، وتحدث عن علاقات ترامب النسائية، يختار شخصيات فاعلة بالشأن العام. ومن خلال حوارها، يضيئ على قضايا كفيلة بتشكيل صورة عن الشخصية المؤثرة في الوسط الاميركي. بينما يستضيف بليق أمل حمادة، على سبيل المثال لا الحصر، التي لا ترتقي لأكثر من الردح، في معرض ابداء رأي غير مؤثر وغير علمي، لقضية معينة. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها