هذه السياسة، لم تعد في حاجة لورقة توت تسترها. هكذا، مع الوقت، تحول الصحافيون الفلسطينيون إلى هدف مباح لقوات الاحتلال. ناقل الخبر من الميدان الفلسطيني، يُرمى بالرصاص ويعتقل. مثله مثل أي فلسطيني أو فلسطينية. الصحافي محمد القيق واحد من هؤلاء. حتى تلك المظلة التي استحالت مظلة معنوية، وهي بطاقة عضويته في هيئة الصحافة الدولية، لم تحمه من الاعتقال. ودخل يومه الـ57 مضرباً عن الطعام، وسط حملات للتضامن معه تعم الاراضي الفلسطينية المحتلة، ودعوات لانقاذه والافراج عنه.
الصحافيون المعتصمون في الخليل اليوم الاربعاء، اعتبروه "أسير الكلمة الحرة"، وأنه "يخوض معركة الامعاء الخاوية". وخارج إضرابه عن الطعام في سجنه، تضامن صحافيون آخرون معه بالإضراب عن الطعام. أما نقابة الصحافيين في رام الله، فأضربت اليوم تضامناً معه. كل هذا التضامن، لم يضغط على الاحتلال للافراج عنه. إنه العبث مع اسرائيل.
في تحقيق أجراه موقع "المركز الفلسطيني للإعلام" مع زوجة القيق الصحافية فيحاء شلش، قالت الاخيرة ما تفوه به الضابط الإسرائيلي لحظة اعتقال زوجها حرفياً: "خلال عملية المداهمة قام أحد الضباط باستجواب محمد وتدوين معلومات خاصة بعمله ومنزله، وطلب مني أن أحضر بطاقة الصحافة الدولية التي يمتلكها ولكن الضابط قال على الفور إنها غير هامة بالنسبة لهم".
القيق الذي يقيم قيد الاعتقال الإداري في سجون الاحتلال منذ تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، دخل منذ نحو شهرين في إضراب مفتوح عن الطعام. إنتهج السياسة نفسها التي شرع بها المعتقلون الفلسطينيون، وتشير الاخبار المتداولة إلى خطورة وضعه الصحي.
لهذه الغاية تداعى صحافيون وناشطون إلى إطلاق حملة في مواقع التواصل الاجتماعي دعماً للقيق ومطالبة بالافراج عنه، وذلك أكثر من وقفة تضامنية معه.
وتوحي الأخبار المنشورة في موقع "تويتر" تحت وسم #الحرية_لمحمد_القيق، إلى أن الوقفات كانت خجولة، في ظل لوم مواقع إخبارية يبدو أنها مقربة من حماس، ومنها موقع "الرسالة"، لما أوحت أنه "تقاعس" السلطة الفلسطينية عن تبني قضية القيق والمطالبة بإخراجه.
لكن هذا الأمر كان واضحاً عند زوجة أول صحافي فلسطيني معتقل يضرب عن الطعام، بالقول للموقع المذكور: "نطالب مكتب الرئيس (محمود عباس) ورئاسة الوزراء اصدار بيانات ترفض اعتقال الصحافي الفلسطيني من دون تهمة، للضغط على الاحتلال بإتمام صفقة للإفراج عن محمد في ظل حالة الصمت من الجهات الرسمية والدولية".
وفي سياق الحملة على "تويتر"، تم إعلان السبت المقبل يوماً إعلامياً مرئياً ومسموعاً وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، دعماً للصحافي الاسير، وقال أحد المغردين معلقاً على قضية القيق: "محمد القيق المضرب عن الطعام منذ 56 يوماً، أنت حر ونحن أسرى ضعفنا".
ويعمل محمد القيق مراسلاً لقناة "مجد" الفضائية، اعتقلته قوات الاحتلال من منزله في رام الله، ثم أصدرت المحكمة الاسرائيلية قراراً باعتقاله الإداري لمدة ستة أشهر ورفضت أي دعوة للاستئناف.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها