الأربعاء 2015/08/05

آخر تحديث: 21:07 (بيروت)

"نساء الشرق الاوسط": "السادية العربية" في شريط جنسي!

الأربعاء 2015/08/05
increase حجم الخط decrease
"الحجاب بالنسبة للنساء في الشرق الأوسط ليس مجرد طريقة للقمع الجنسي بحق النساء، بل هو أيضاً رمز لجميع انتهاكات حقوق الإنسان بحق نساء الشرق الأوسط كالاعتداء الجنسي أو العنف المنزلي... انزعن الحجاب!".

بهذه العبارة، يفتتح الفيلم الإباحي الجديد المثير للجدل "نساء الشرق الأوسط"، الذي يصدر الجزء الثاني منه اليوم عن شركة Pornfidelity المتخصصة في إنتاج أفلام البالغين.

والفيلم هو أول فيلم جنسي طويل متكامل، يعتمد على النقاب والحجاب والخمار والبرقع كتصنيف أساسي له، رغم شيوع إنتاج الأفلام الإباحية العرقية الأخرى (لاتينية، أسيوية، ..). ولطالما كان "البورنو الإسلامي" محصوراً في مقاطع فيديو قصيرة، غالباً ما تتخذ شكل الجنس الجماعي أو الاغتصاب الجماعي "gangbang" من شبان أميركيين من ذوي البشرة البيضاء، لفتاة مسلمة.

ويبدو أن الأفلام الإباحية التي تصور مسلمات ومسلمين، هي النمط الجديد لشركات إنتاج البورنو الغربية، لتوليد "نوع جديد من الخيالات الجنسية"، وهي حقبة بدأت نهاية العام الماضي مع سطوع نجم ممثلة البورنو الأميركية من أصول لبنانية ميا خليفة.

ويظهر الفيلم الذي عُرض الاربعاء على الانترنت، إساءة بالغة للعرب، حسبما أوردت وسائل اعلام أميركية، نظراً لتصوير النقاب، وهو الزي المعروف في البلاد الاسلامية، ضمن فيلم اباحي.. في حين، يضيء الجزء الثاني الذي بدأ عرض الـ"ترايلور" الخاص به، رجلاً بزي عربي، يتحرش بامرأة اثناء تحضير الطعام له، فضلاً عن مشاهد تظهره اثناء ممارسة الجنس واثناء تناول الطعام.

بهذا المعنى، يبدو أن الخيال الجنسي العربي الوحيد الذي يعترف به الفيلم هو الرجل العربي مستعبداً المرأة الشرق أوسطية المسلمة، كما يظهره سادياً يتلذذ بجَلدها. فجميع مقاطع تريلر الجزء الثاني تظهر هذه الصورة، مع لمحات التمرد التي يريد الفيلم إيصالها كنوع من تقوية النساء أو منحهن السلطة على حياتهن الجنسية ولو عبر شريط جنسي. كما يظهر المرأة في لحظات النوم، باكية ودامعة، ومستاءة ومتألمة، ومجبرة على إمتاعه.

موضوع تقوية النساء يظهر بشكل مختلف بصرياً وإباحياً في الجزء الأول من الفيلم، الذي يصور امرأة منقبة وهي تجر رجلاً أبيض مقيداً بالسلاسل عبر الصحراء في طقوس "female domination" وتتخذه كعبد لها لإرضاء شهوتها الجنسية في أكثر مشاهد العمل خروجاً عن المألوف، والصادم على المستوى الاجتماعي.

فكسر المحرمات والتابوهات الجنسية في المجتمعات الاسلامية والشرق أوسطية، يتمثل في صورة اجتماعية أيضاً، عندما نشاهد شخصية "ناديا" وهي تسرق مفاتيح سيارة زوجها العربي الثري وتهرب بها لإحضار ثيابه من المصبغة، لكنه لا يستوعب ويقوم بعقابها جنسياً مع الضرب والتهديد برجمها حتى الموت قبل أن يكتشف الحقيقة.

اللافت في الفيلم أيضاً أن هناك أربع نجمات إباحيات يتقاسمن البطولة، مقابل ممثل رجل واحد (وهو منتج للفيلم أيضاً). وليس واضحاً إن كانت تلك رمزية يريد الفيلم إيصالها كمقاربة لتعدد الزوجات لدى الإسلام، علماً أن شخصيات الفيلم الأنثوية تتنوع بين النسخة الأنثوية من روبن هود في الصحراء، وزوجة، ومومس شارع، وراقصة شرقية.

تقول المنتجة وبطلة الفيلم الأولى كيلي ماديسون في تصريحات لموقع "Vice" الأميركي: "لا أريد أن أحرض لحصول حادثة شارلي إيبدو جديدة، أردنا فقط كسر التابو المتعلق بالحجاب وتغطية أجساد النساء وحريتهن الجنسية بطريقتنا الخاصة، إنه فيلم بورنو للمتعة والإثارة في النهاية وليس فيلماً وثائقياً، لكن لا مانع من تضمينه بعضاً من أفكارنا الاجتماعية".

هل يهين الفيلم الإسلام؟ أم هو مجرد إثارة جنسية صرفة ؟ هو السؤال الذي تكرر أكثر من مرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الجمهور. وتأتي الاجابة من مستخدمي "تويتر" غالباً بالنفي، مع مقارنات بوجود أفلام إباحية تظهر راهبات ورجال دين مسيحيين أو يهود يمارسون الجنس، وبالتالي "لا تشكل نقطة الحجاب موضوعاً جوهرياً" بالنسبة للجمهور الغربي. ويقول آخرون إن المتعة ومدى تحقيقها، من شروط نجاح الفيلم الإباحي بغض النظر عن سياقه الاجتماعي الأقل أهمية.

إهانة الحجاب كجزء من الإسلام قد تنفيها إحدى لقطات الفيلم في جزئه الثاني والتي ترفض فيها الشخصية نزع حجابها كنموذج لتقبل النساء للحجاب من تلقاء أنفسهن، رغم اعتقاد ماديسون أن هذه النوعية من النساء يسكنها خوف عميق من ردة الفعل المحيطة أو التحرش وما شابه ذلك في حال خلعها النقاب بسبب الكبت والجوع الجنسي الذكوري المهيمن على المجتمعات في الشرق الأوسط. وتضيف ماديسون: "أردت اتخاذ خيارات صادمة في الفيلم، البداية مجنونة في الصحراء، ليس كجنون داعش بالتأكيد، لكن فكرة المرأة القوية العارية إلا من نقاب على وجهها وهي تجر رجلاً أبيض في الصحراء هي فكرة صادمة على الأقل بالنسبة لنا هنا في الولايات المتحدة.

يقول معدو الفيلم إنهم لا يحاكمون النساء أو الرجال في الشرق الأوسط، لكنهم يقدمون رؤيتهم النمطية للمنطقة بتعميم الجزء على الكل، خصوصاً أن الشرق الأوسط منطقة متسعة، شديدة التنوع، وتحتوي نماذج مختلفة على مقياس التحرر الاجتماعي، لكن "القاسم المشترك بين معظم تلك المناطق هو الاضطهاد والسادية التي تُعامل بهما النساء عموماً".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها