الفتنة والالحاد يدفعان "داعش" لتحريم التلفزيون!

بعد قراراته الأخيرة بمنع استخدام التلفاز والتعامل بأجهزة الريسيفر ومتابعة القنوات الفضائية، وضح تنظيم "داعش" التكفيري أسباب المنع عبر منشورات دعائية وزعها مقاتلوه في مدينة الرقة السورية شمال البلاد، ونشرها "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الأربعاء.

ويشرح المنشور تحت عنوان "عدو من الداخل": الأسباب الشرعية لمنع المواطنين من استخدام التلفاز وأجهزة الاستقبال الفضائي، مع رسوم توضح تآمر دول العالم على "العقل المسلم" بما تبثه من مواد وبرامج عبر المحطات الفضائية.

وأبرز مخاطر التلفزيون حسب الفكر الداعشي المتشدد هي: "الكذب على المجاهدين وتشويه صورهم وبث الأخبار الكاذبة عليهم وتعكير جهادهم، وايقاع الفتنة بين عموم المسلمين والمجاهدين"، إضافة إلى "نشر السحر والشعوذة والفلسفات العقلية التي تسمم العقول بأفكار الإلحاد والجرأة على الله، و إفساد وتمييع الدين عبر البرامج الدينية التي تجعل الدين حسب طلبات المشاهدين، ويتم خلالها نشر الباطل والضلالات والبدع على أنها من الدين"!

وكأي تنظيم راديكالي، ينطلق "داعش" في عدائه للإعلام عموماً وللتلفزيون بشكل خاص من نظريات إعلامية - دعائية معروفة تحتكر الحق بالمعرفة والإعلام مثل نظرية "الغرس الثقافي" التي انتشرت في حقبة الحرب الباردة خلال القرن الماضي، ويأخذ منها المنشور أنه "لا يمكن التحكم بنوع المحتوى بشكل كامل فالخيار الوحيد هو التنقل بين الخبيث والأخبث"، علماً أن التنظيم يحارب الإنترنت بشدة منذ منتصف الصيف الماضي للأسباب ذاتها.

وأكمل المنشور في مخاطر التلفزيون الذي يحوي دون استنثناء على: "سب الله عز وجل والاستهزاء بدينه وأوليائه عبر المسلسلات والمسرحيات الخبيثة"، و"نشر الرذيلة والفسق والفجور من خلال عرض النساء والمردان والمعازف وغير ذلك". مع تخصيص بند "كوميدي" للحديث عن نشر الإعلام في الأخبار والتحليلات لـ "دين الديموقراطية والعلمانية، وتكرار ذلك طول الوقت حتى يرسخ في أذهان المسلمين أن دين الديموقراطية الشركي هو الأمل الوحيد لتخليصهم من محنتهم"!

وكان "ديوان الحسبة" التابع للتنظيم المتشدد قد أصدر تعميماً قمعياً منتصف الشهر الجاري، بتحريم متابعة القنوات التلفزيونية الفضائية، والتعامل بأجهزة الاستقبال الفضائي، في المناطق التي يسيطر عليها شمال سوريا والعراق، متوعداً كل من يخالف ذلك بعقوبات قاسية، وبدأ بتنفيذه بالقوة في مناطق سيطرته.