الأربعاء 2014/07/09

آخر تحديث: 10:18 (بيروت)

برازيل زيل زيلزيل

الأربعاء 2014/07/09
برازيل زيل زيلزيل
increase حجم الخط decrease
كان مونديال المفاجآت، مونديال سقوط كبار منتخبات كرة القدم، لكن السقطة الكبرى كانت للبلد المضيف، البرازيل، صاحبة المجد الأكبر بكرة القدم. فالبرازيل تمضي إلى أي بطولة وهي مطالبة بالفوز بها، لا يقبل جمهور البرازيل بأقل من اللقب، المركز الثاني لا يعني شيئاً لهذا الجمهور، فما بالك بأن تقام البطولة في البرازيل. وبناء عليه، فإن الجمهور البرازيلي ساند فريقه المتواضع بشكل عظيم، وصبر على عروضه التعبانة، ثم جاءت إصابة نيمار، نجم الفريق الأوحد على يد أو عفواً على رجل زونيغا، لاعب كولومبيا الذي ارتقى في الهواء عالياً وهبط بقدمه وركبته على ظهر اللاعب البرازيلي نيمار، ليودي به إلى المشفى ومن ثم إلى البيت مودعاً البطولة.

والغريب أن الفيفا الفاسد لم يخرج بعقوبة تناسب هذا الفعل العنيف الممجوج، بينما كان بطلاً في التفنن بتأليف عقوبة لسواريز نجم الأورغواي الذي عضّ كيلليني مدافع إيطاليا. ولسواريز قصّته مع العضّ، إلا أن عضّته لكيلليني كانت عضّة فنية. فقد قفز سواريز في الهواء في ما بدا أنه ينطح كيلليني، ثم اتضح أنه نطحه لكنه قبل ذلك كان قد أكل من كتفه ما أكل. إلا أن العضّة كانت خفيفة، وغير مؤذية بالنتيجة، ومثلها مثل أي عراك خفيف بالأيادي يحدث بين اللاعبين، يعني يمكن لعقوبتها أن تكون الإيقاف لأربع مباريات. لكن الفيفا، أو الإتحاد الدولي لكرة القدم تفنّن في إصدار العقوبة، إيقاف لتسع مباريات في نهائيات أو تصفيات كأس العالم، ومنعه من مزاولة حتى التدريبات مع ناديه لمدة شهور أربعة. لكنه في حالة زونيغا العنيفة المدمّرة التي تسبّبت بكسر في الفقرة القطنية لنيمار، بل وكادت أن تسبّب له الشلل، لم يحرك ساكناً.

والغريب أنه تحجّج بأن الحكم لم يصدر أي قرار داخل الملعب كي تتكئ اللجنة عليه لاتخاذ العقوبة المناسبة، علماً أن عقوبة سواريز تمت من دون هذا، فالحكم أيضاً في مباراة الأورغواي وإيطاليا لم يعاقب سواريز، تماماً كما لم يعاقب الحكم زونيغا في مباراة كولومبيا والبرازيل. بل إن الحكم لم يقبل أن يلقي ولو مجرد نظرة على مكان العضة في كتف كيلليني الذي صار أشهر من نار على علم، والنار صارت في البرازيل على العلم، العلم يحترق، العلم الذي لطالما ارتبطت شهرته بكرة القدم يحترق الآن في ملاعب كرة القدم، وأين؟!! في موطنه الأصلي، علم البرازيل يُحرَق في البرازيل. وأوراق منتخبات أخرى تُحرَق.

لكن الفضيحة الأكبر كانت هزيمة البرازيل صاحبة الأرض، بل وصاحبة كرة القدم، صاحبة الأرقام القياسية، فها هي الآن تضيف رقماً قياسياً جديداً إلى أرشيفها، وهو الخسارة بسبعة أهداف لهدف، في كأس العالم، وهي الدولة المضيفة. ولا شك في أن هذه النتيجة ستهز عالم كرة القدم، لكنها ولا شك ستهز البرازيل كبلد. فربما تعود التظاهرات والإحتجاجات التي كانت قد عمت البلاد مطالبة بصرف الأموال على قطاعي الصحة والتعليم عوضاً عن صرفها على استضافة كأس العالم. وربما بعد هذه النتيجة تعود التظاهرات أقوى، خصوصاً أنها ستضم فيها جمهور الكرة الغاضب أيضاً. ومن المؤكد أن هذه الفضيحة ستؤثر على الرئيسة ديلما روسيف في الإنتخابات المقبلة، بعد أقل من شهور ثلاثة، لكنها ربما أيضاً تسبب في انفجار ثورة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

الكاتب

مقالات أخرى للكاتب