الخميس 2015/07/23

آخر تحديث: 19:18 (بيروت)

محرومو عكار ينتفضون: #منبعتلكن_شهدا_بتبعتولنا_زبالة

الخميس 2015/07/23
محرومو عكار ينتفضون: #منبعتلكن_شهدا_بتبعتولنا_زبالة
قدر المنطقة ان تتحمل زبالة البلد؟
increase حجم الخط decrease
أشعل هاشتاغ #منبعتلكن_شهدا_بتبعتولنا_زبالة صرخة الحرمان في عكار، والغبن الذي تعيشه المحافظة اللبنانية الفقيرة، إثر اقتراح قُدّم في مجلس الوزراء من أجل ارسال اكثر من 500 طن من النفايات يومياً من بيروت وجبل لبنان الى مكبّ في سهل عكار.

"الهاشتاغ"، على بساطته، يحمل معنى عميقاً، يدرك مطلقه مدى عمقه، وهو في السياسة يحتمل الكثير. فالمحافظة المنسية، قدمت أغلى اولادها للدولة في سبيل الدفاع عن حدودها ومناطق النزاع فيها، وكانت لها محطات في الوقوف الى جانب المؤسسة العسكرية، واستشهد اولادها في معارك نهر البارد وفي عرسال وفي معارك طرابلس. الا ان الدولة، لم تردّ هذا الجميل بمشروع انمائي ولا بتمويل بناء مدرسة او مستشفى او اقامة جسر، بل في اقتراح ارسال "زبالة" المناطق الاخرى اليها، وفي مكب صغير يكاد لا يستوعب نفايات البلدات العكارية التي تصل الى 300 بلدة.

الاقتراح أشعل منذ صباح أمس منصات الكترونية عديدة، وحرك عفوياً حملة في "فايسبوك" و"تويتر" أطلقتها صفحة "عكار" المهتمة بالبيئة الريفية، والتي أثبتت انها صوت المحافظة المحرومة، ويتابعها اكثر من 18 الف شخص.

الصفحة يديرها شبان غير ملتزمين بأي خط سياسي، وهدفهم ابراز "الصورة البهية لبلدات وموارد طبيعية منسية فيها"، وفق مؤسس الصفحة خالد طالب، الذي أكد لـ"المدن" تضافر جهود الناشطين الكترونياً في عكار من أجل اطلاق هذه الحملة، التي أطلقت، بالتزامن، ورقة احتجاج الكترونية لتوقيعها من قبل المستخدمين وتقديمها الى مجلس الوزراء رفضاً لهذا الاقتراح.

وذُيّلت الحملة بـ"هاشتاغات" مختلفة، بدءاً من "#عكار_مش_مطمر"، "#زبالتكن_مش_عنا"، "#حقنا_بالانماء_مش_بالفناء"، "#عكار_جنتنا_مش_مكب_زبالتكم". وحققت هذه الوسوم إنتشاراً في مواقع الكترونية عديدة، وصفحات ناشطة بيئياً وسياحياً، دعت الى "حماية عكار من هذه الكارثة القادمة"، وتوجهت الى وزير البيئة محمد المشنوق بدعوة لعدم تشويه موارد المنطقة البيئية.

أطلقت الحملة مباشرة بعدما وصف مستخدمو "السوشال ميديا" في تعليقاتهم، الاقتراح، بأنه "مجحف" بحق المنطقة وسكانها، الذين لم تؤمن لهم الدولة اي مشروع انمائي، بل عادت اليهم بصفة "شبه آمرة" وفيها الكثير من "الفوقية المناطقية" في ملف النفايات، وكأن "قدر المنطقة ان تتحمل زبالة البلد"، وفق ما كتب احدهم معلقاً.

لاقت الحملة في غضون ساعات، انتشاراً واسعاً في منصات الكترونية، لا سيما في "فايسبوك" و"تويتر"، وتطبيق "واتس آب". وتناقل الرواد هاشتاغات طرحها "ادمنز" الصفحة، تعبر في بعض منها عن الشعور بالغبن لابناء منطقة لا تزال الدولة ومؤسساتها وحكوماتها المتعاقبة تحرمها من أبسط الحقوق، حيث تغيب في المحافظة فروع الجامعة اللبنانية، ولا توجد مستشفى حكومي، فيما تعتبر الشبكة الكهربائية مهترئة ولم تجدد منذ العام 1954.

وهنا فصل المعلقون حاجات البلدات والظلم اللاحق بها. وكأن الاقتراح، الذي لم يفعل بعد كبند تنفيذي من مجلس الوزراء، مناسبة ملائمة للمطالبة، ولو إلكترونياً، والاحتجاج على تناسي مؤسسات الدولة وسياسييها ووزراء الحكومة محافظة بامكانات وحجم عكار.
وكتب احدهم معلقاً: "ما بقا حدا يقلي عكار منسية، ليكا الحكومة تذكرتها بـ500 طن زبالة. بس المشكلة منا هون، المشكلة ان هيدي الحكومة نفسها اذا تعرضت لاي ضغط، نصف اهل عكار مستعدين للنزول للشارع للدفاع عنها".

ويؤكد احد مديري الصفحة في "فايسبوك" راغب اسماعيل في حديث لـ"المدن" رفض العكاريين لطمر نفايات المناطق الأخرى في مكبات المنطقة، التي هي في الاساس "غير مجهزة"، مشيراً الى انه "من واجبنا حماية الموارد الطبيعية في عكار من اي احتمال لتدميرها وتلويثها، فالمحافظة فيها آبار جوفية يستفيد منها الاهالي في الشرب والري وليس هناك اي مصدر آخر يمكنه الاعتماد عليه، ونحن ملتزمون كناشطين بيئيين في اظهار هذا الخطر الداهم الذي ان تم فهو كارثة بحد ذاتها".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها