الأربعاء 2014/10/29

آخر تحديث: 20:51 (بيروت)

جنبلاط يستدرج السياسيين ويحرجهم في "تويتر"

الأربعاء 2014/10/29
جنبلاط يستدرج السياسيين ويحرجهم في "تويتر"
increase حجم الخط decrease
إعتراف النائب وليد جنبلاط، بأنه حديث العهد في موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، لا يلغي قيادة الموقع، منذ تدشين حساب شخصي فيه، بوجهة نظر تقدمية. حوّل الموقع من ميدان لـ"الإعلان" عن مواقف، وهي وظيفة السياسيين فيه، الى إستدراج السياسيين للردّ على طلب، وتسجيل مواقف، وتوجيه بوصلة السياسة الدولية الى حدث يتعامى العالم عنه الآن، هو فلسطين.

أسئلة اللحظة، يطلقها جنبلاط على شكل تغريدات. لا ينتظر المعنيين بالإطلاع عليها. يوجهها مباشرة إليهم. يستدرجهم الى الردّ، والى العمل. بهذا المعنى، يستخدم الموقع كبديل عن إتصال شخصي، أو رسالة بالوكالة. شأنها شأن تصريح، أو طلب سياسي. والفارق بينهما، أن الرد سيأتي لا محالة، لأن الآلاف من المتابعين، على الأقل في لبنان، سيسألون عن الإجابة المرتبطة بواقع لبناني. والآلاف أيضاً، سيرصدون التغاضي عنها. تلك الأسئلة، بدأت من اليوم الأول لتدشين الحساب، وتوجيهه رسالة الى رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، يحثه فيها على مساعدة طرابلس.

في إستدراجه الردود، يخالف جنبلاط أعراف السياسيين في "تويتر". عادة ما تُطلق المواقف، من غير تخصيص. هنا، انقلبت الآية. يتشابه الأداء الى حدّ كبير، بأدائه في الإطلالات التلفزيونية. يتوجه الى الهدف، ويحيط المقصود بأسئلة محرجة، تُنتظر منها إجابات، سواء علنية أم شخصية. ويؤكد ذلك أن جنبلاط شخصياً يدير الموقع، خلافاً لأعراف سياسية رائجة، إذ يدير آخرون الحساب بالوكالة.

وإذا كانت الأسئلة اللبنانية، ستلقى إجابات، فإن اسئلة أخرى ربما لن تستدرج الردود، عملاً بافتراض أن الحسابات التي يتوجه اليها جنبلاط، تُدار بالوكالة. فهل سيردّ بيل غايتس (الذي تبين أن جنبلاط لا يعرفه شخصياً بدليل تعريفه عن نفسه في التغريدة) على سؤال عن مساعيه لايقاف فيروس ايبولا؟ وهل ستحرك الرئيس الأميركي باراك أوباما للردّ على سؤال عن الإستيطان الإسرائيليّ؟

التجربة الأولى لجنبلاط، تشير الى أن أداءه السياسي الذي يمتاز به، مدّده الى طريقة إدارته لحسابه في "تويتر". بدأ بالتغريد بالفرنسية والإنكليزية، ووجه اليوم البوصلة الى القدس، وعمليات التهويد فيها. بعث برسائل الى المعنيين، من الإدارة الأميركية الى وسائل الإعلام العالمية والمحلية، يذّكر فيها بانتهاك القدس، وزيادة المستوطنات. "كوباني محط أنظار العالم"، و"التحالف يمازحنا فيها"، و"انظروا الى انتهاك القدس". وردت تلك العبارات في معظم التغريدات التي غرد بها بعد ظهر اليوم، ودامت نحو 4 ساعات، وتوجهت الى مراقبين وصحافيين وسياسيين ونافذين في السياسة الدولية. وإذا استمر الأداء على هذا النحو، فإن "تويتر" سيأخذ الكثير من أوقات القراءة المخصصة له.

ودخول جنبلاط الى الموقع، رافقته ضجة شعبية كبيرة، زادت عدد المتابعين من ألف الى أكثر من أربعة آلاف اليوم. جلبة، لم ترافق أي سياسي إفتتح حساباً في الموقع. ويعود ذلك الى ميزتين. الأولى تتمثل في شخصيته الجدلية، والثانية في عدد محبيه. ومنذ دخوله الى "تويتر"، أسقط فن التواصل الشخصي، على الموقع إلكتروني. ربما خالف أعرافاً لدى السياسيين في الغرب لجهة دخول مواقع مشابهة. إذ يعيب النخبويون على أنفسهم متابعة من هم أدنى تراتبية في السياسة. فالوزير في دول كثيرة، لا يتجاوز عدد الذين يتابعهم أكثر من 30.. والرؤساء، تتدنى أرقام من يقومون هم شخصياً بمتابعتها إلى ما لا يتخطى أصابع اليد. وفي المقابل، يراقبون من بعيد، ويقرأون الدوريات بالوكالة.

جنبلاط، عدا عن أنه يدير الصفحة بنفسه، ويضع نفسه في تماس مع المتابعين، لم يلتزم فن المراقبة من بعيد. ربما شذّ عن القاعدة البروتوكولية. تعاطى مع الموقع على سجيته، ليخطّ مرسوماً جديداً في التعامل مع "تويتر".

ضجة جنبلاط و"تويتر" لن تنحسر. ستكون كل يوم بوصلة جديدة، واصدقاء إفتراضيين. وينتقل الجدل الذي يدرك إثارته من شاشات التلفزيون الى الشاشات اللوحية.
 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها