الجمعة 2014/01/03

آخر تحديث: 05:55 (بيروت)

سائق سماحة حاكم دار الفتوى

الجمعة 2014/01/03
سائق سماحة حاكم دار الفتوى
حلقة الوصل مع "حزب الله" وسوريا (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
من يقف خلف التحول الدراماتيكي في علاقة مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني بالطائفة السنية ومحيطها "الوسطي" و"المستقبلي"؟ منذ أن كسرت الجرة بين المفتي والآخرين، وهو يفاجئ الجميع بإستدارته، من الشيخ الذي أم المصلين عند إغتيال الرئيس رفيق الحريري، الى المفتي – الحليف لـ"حزب الله" والنظام السوري - الذي نُبذ من طائفته، وتعرض لإعتداء واضح في مسجد الخاشقجي التابع لسلطته الروحية ومن قبل اتباع المذهب الذي يمثل.
 
من يقف خلف الإستدارة في الشكل للمفتي؟ كثيرة هي الأسئلة والجواب ينحصر في شخص الشيخ شادي المصري. مرافق وسائق الوزير السابق ميشال سماحة المتهم بالتنسيق مع اللواء علي مملوك بالتخطيط لعمليات إرهابية، الذي أصبح شيخاً معمماً، ومديراً للعلاقات العامة في الدار فجأة!
 
يندر أن يلف شخصية "دينية" سنية تحديداً في لبنان الغموض الذي يلف المصري. المشايخ معظمهم يعرفون بعضهم البعض عن قرب أو حتى عن بعد. الشيخ سراج الدين زريقات، الذي أعلن بإسم "القاعدة" تنفيذ تفجير السفارة الإيرانية الأخير، مثلاً ورغم صغر سنه، كثر في الدار وأزهرها عرفوه عن قرب ويتحدثون لساعات عن خصاله وتوجهاته وحياته الشخصية. اما المصري فهو شخصية وكانها "أنزلت من السماء" كما تقول مصادر دار الفتوى لـ"المدن".
 
المصري، الذي لا يعلم "سره" سوى الدائرة الضيقة المحيطة بالمفتي اليوم، هو نجل "خادم" مسجد الأوزاعي الشهير. وفي معلومات "المدن" أنه عين أيضاً "خادماً" للمسجد نفسه كـ"تنفيعة" لوالده، قبل أن يعمل كمرافق أو سائق شخصي للوزير سماحة.
 
الشيخ الذي يعتبر وفق المصادر "شبه أمي ولا يتقن قراءة القرآن"، بدأت علاقته بالمفتي قباني منذ حوالي 6 أعوام، بشكل غير علني، إذ عمل في فترة منها كـ"مستشار أمني" لتستدرك المصادر بالتحفظ على تعبير مستشار وتدرجه في إطار "المخبر"، قبل ان ينصب مديراً للعلاقات العامة قبل عامين، بعد ان حصل على شهادة دينية مزورة من كلية الشريعة في سوريا. تختصر المصادر: "هو شخص أمني أكثر منه ديني وليس شيخاً بالتأكيد".
 
المصادر تكشف ان العلاقة الأساس نسجها شادي مع نجل المفتي راغب قباني. توطدت صداقتهما مما فتح أبواب الدار أمام المصري، خصوصاً أن "حزب الله" إستوعب راغب وشادي فتحول الأخير المقرب جداً من الأجهزة الأمنية السورية إلى ضابط الإرتباط مع "حزب الله" والمنسق الأمني والسياسي والمالي أو التمويلي بين الدار من جهة وبين الأجهزة الأمنية السورية و"حزب الله" من جهة أخرى.
 
شخصية المفتي "غير القيادية" كما تقول المصادر سمحت لشادي بأن يتمدد داخل الدار. ليصبح اليوم الآمر والناهي والرقم واحد داخلها، والمنسق الحصري والموجه الأساسي للمفتي الذي لا يثق سوى بشخصه إضافة إلى نجله راغب. تختصر المصادر دور المصري في دار الفتوي بالقول: "هو من خربها".
 
غداة تفجير السفارة الإيرانية في بيروت، وفي مقابلة تلفزيونية مع الوزير السابق وئام وهاب إتهم المصري بأنه "عمل على اطلاق سراح زريقات" سابقاً من السجن. إتهام استدعى خروج المصري من الظل ليرد مشيراً إلى أن لا معرفة مسبقة بزريقات وانه توسط بناء على طلب المفتي الذي زارته عائلة زريقات راجية اياه التدخل.
 
وإن انتهى الإتهام عند هذا الحد، إلا أن البارز أن المصري هو من أوكل متابعة الملف الأمني، تماماً كما عمل وفق مصادر متابعة على "إخراج هاشم منقارة من السجن لدى القاء القبض عليه على خلفية ملف تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس"، خصوصاً أنه تربطه علاقة قوية بمنقارة وحركة التوحيد.
 
الشيخ الذي يبدو للناظر إليه أنه صغير السن هو فعلياً في أواخر الثلاثينيات. ولتكتمل الخطة المرسومة، وفق المصادر، عمل المصري ونجل المفتي على إبعاد الحرس القديم من مدنيين مثل صلاح سلام، محمد بركات، خالد قباني، رضوان السيد، محمد السماك، حسان حلاق، ومحمد أمين الداعوق، طلال بيضون، بسام برغوت، ومن مشايخ مثل خليل الميس، سليم سوسان، مالك الشعار، خلدون عريمط، عبد اللطيف دريان، محمد عساف، محمد النقري وكل القضاة الشرعيين ومفتي المناطق عن المفتي. وبعد أن أخليت الساحة من كبار المستشارين والمقربين، أضحى شادي بحسب المصادر هو "المؤثر الأول على عقل وفكر المفتي".
 
هكذا يفسر من هم على إطلاع على أحوال الدار التحول اللافت لمفتيها ومواقفه. اليوم، تُدار الدار من ثلاثة المفتي، ونجله، وشادي وخلفهم "حزب الله" والنظام السوري. أروقتها خالية من المستشارين المدنيين والمشايخ الرئيسيين ويجول فيها راغب وشادي، بحرية.
increase حجم الخط decrease