الثلاثاء 2013/09/17

آخر تحديث: 05:22 (بيروت)

الكيماوي لا يعرقل جنيف 2

الثلاثاء 2013/09/17
الكيماوي لا يعرقل جنيف 2
لافروف: لن يصدر اي قرار من مجلس الأمن حول الكيماوي السوري تحت الفصل السابع (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

فشل تقرير المفتشين الدوليين الذي أكد استخدام الكيماوي في سوريا، وتحديداً في الغوطة الشرقية الشهر الماضي، في دفع اي من القوى الدولية إلى تبديل موقفها ازاء التبعات المترتبة على الهجوم، بما في ذلك امكان استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي، يحدد جدولاً زمنياً لتدمير الترسانة الكيماوية السورية، وذلك نتيجة  استمرار التباين حول مسؤولية النظام السوري عن استخدام هذا السلاح. 
 
تباين لم تخفه تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، او نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في أعقاب اللقاء الذي جمعهما في موسكو.
فابيوس رأى أن تقرير مفتشي الأمم المتحدة لا يدع مجالاً للشك في مسؤولية حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وقال للصحافيين : "عندما ننظر في كمية غاز السارين المستخدم وقوة التوجيه والأسلوب المتبع في مثل هذا الهجوم وكذلك عناصر أخرى، لا يترك كل ذلك مجالا للشك في أن نظام الأسد مسؤول عنه".

موقف تطابق مع ما أدلت به مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي، سوزان رايس، التي اعتبرت أن الأدلة الفنية في التقرير،  بما في ذلك أن غاز السارين المستخدم كان عالي الجودة وأن صاروخاً بعينه استخدم في الهجوم، "تعزز تقييمنا بأن تلك الهجمات نفذها النظام السوري لأنه فقط من يمتلك القدرة على تنفيذ هجوم بهذا الشكل".
 
في المقابل، جدد لافروف التأكيد أن لدى روسيا "أسباباً جدية" للاعتقاد بأن الهجوم الكيمياوي الذي وقع في 21 أغسطس/آب قرب دمشق كان "استفزازاً" من مقاتلي المعارضة السورية، معتبراً أن تقرير مفتشي الأمم المتحدة لا يجيب على كل التساؤلات الروسية بشأن الهجوم.

كما شدد على أن قرار  مجلس الأمن، الذي يفترض ان يصادق على قرار منظمة حظر الاسلحة الكيماوية، لن يكون تحت الفصل السابع، مضيفاً "هذا ما قلناه بوضوح في جنيف"، في اشارة إلى الاتفاق الذي عقده لافروف مع نظيره الأميركي، جون كيري، في جنيف حول تسليم الكيماوي السوري.
 
وكان تقرير مفتشي الأمم المتحدة، أكد استخدام غاز الأعصاب السارين، لكنه لم يحدد من الذي شن الهجوم، مكتفياً بالاشارة إلى أنه
"استنادا الى الأدلة التي تم الحصول عليها خلال التحقيق في واقعة الغوطة فإن الاستنتاج هو أن أسلحة كيماوية استخدمت في الصراع المستمر بين الأطراف في الجمهورية العربية السورية.وأيضا ضد المدنيين - بمن فيهم الأطفال - على نطاق واسع نسبياً".
 
وأضاف "العينات البيئية والكيماوية والطبية التي جمعناها توفر أدلة واضحة ومقنعة بأن صواريخ أرض أرض تحتوي على غاز السارين استخدمت"، لافتاً إلى أن الاحوال الجوية يوم تنفيذ الهجوم  ضمنت اصابة او مقتل اكبر عدد ممكن من الاشخاص. 
 
موقف روسيا المتشدد، والذي انعكس أكثر من مرة استخداماً لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن منعاً لصدور قرارات تتضمن عقوبات بحق النظام السوري، لم يمنع لافروف وفابيوس من الاتفاق على ضرورة نزع السلاح الكيمياوي السوري وعقد مؤتمر جنيف 2 في أسرع وقت.
 
وفيما أكد لافروف على أن "المبادرة الروسية الأميركية ستعمل على التخلص من الأسلحة الكيمياوية في سوريا. ولدينا تفاهم مشترك على ضرورة عقد مؤتمر جنيف 2 لإيجاد هيئة انتقالية ونقل السلطات الكاملة إليها بعد موافقة جميع الأطراف في سوريا"، نفى فابيوس أن يكون الحل العسكري نهجاً لإنهاء ما وصفه بـ"المأساة" السورية. 
 
وأكد على موقف باريس من أن الحل السياسي في سوريا يبقى دائماً هو الحل الأمثل للأزمة السورية، ودعا إلى الإسراع في الذهاب إلى مؤتمر جنيف 2، في الوقت الذي اتهمت فيه دمشق الدول الغربية بالسعى لفرض إرادتها على الشعب السوري.
 
 
increase حجم الخط decrease