الأربعاء 2013/10/02

آخر تحديث: 08:40 (بيروت)

الكيماوي على المسار الصحيح

الأربعاء 2013/10/02
الكيماوي على المسار الصحيح
تجدد المواجهات بين "داعش" ولواء عاصفة الشمال في أعزاز (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

يسير الاتفاق الروسي الاميركي في ما يتعلق بنزع السلاح الكيماوي السوري كما جرى التخطيط له، بعدما حظي بمباركة من مجلس الأمن الدولي عبر القرار 2118، الذي نص على التخلص من ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية بحلول 2014. أما التسوية السياسية، فرغم تسارع وتيرة الحديث عنها، فإن دونها الكثير من العقبات بدءاً بتعنت النظام وشروطه ووصولاً إلى خلافات المعارضة في ما بينها.
 
في الشأن الكيماوي، رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ان القوى العالمية "على المسار الصحيح" في خطة ازالة الاسلحة الكيماوية السورية، بعدما باشر خبراء نزع الاسلحة الكيماوية عملهم، بوضع قائمة بترسانة الاسلحة الكيماوية السورية والانطلاق في مهمة التحقق من لائحة المواقع التي قدمتها دمشق واجراء فحوص ميدانية.
 
وأوضح بيان صادر عن الامم المتحدة أنه "في الايام المقبلة يتوقع ان تركز جهود المحققين على التحقق من المعلومات التي قدمتها السلطات السورية ومرحلة التخطيط الاولية لمساعدة البلاد على التخلص من منشآت انتاج الاسلحة الكيماوية". وتوقع البيان أن تنتهي هذه المرحلة بحلول مطلع الشهر المقبل.
 
وكانت السلطات السورية قدمت في 19 ايلول/سبتمبر الماضي لائحة بمواقع الانتاج والتخزين الى منظمة حظر الاسلحة الكيماوية التي تتخذ من لاهاي مقراً لها. 
 
وتعد العملية المرتقبة من الاكثر تعقيداً في تاريخ نزع هذا النوع من الاسلحة. ورغم ان عمليات مماثلة جرت في العراق وليبيا في اوقات سابقة، الا انها اول مرة تنزع الاسلحة الكيماوية من بلد غارق منذ 30 شهراً في نزاع دام اودى بحياة اكثر من 110 آلاف شخص.
 
وبعيداً عن الشأن الكيماوي، عادت تصريحات مسؤولي النظام، على كثرتها هذه الأيام، لتؤكد أن الأخير غير جاد في أي تسوية سياسية. وزير الاعلام السوري، عمران الزعبي، أكد ان الرئيس السوري بشار الاسد، باق في السلطة من دون ان يحسم ما اذا كان سيترشح لولاية ثالثة بعد انتهاء ولايته الحالية صيف العام 2014.
 
وعن التحضيرات لمؤتمر جنيف 2، قال الزعبي  لقناة "روسيا اليوم"، إن "دمشق هي صاحبة الفكرة الأساسية لإطلاق الحوار السوري - السوري، وأبدت استعدادها للذهاب إلى جنيف-2 من دون شروط مسبقة"، قبل أن يضيف لكن "تنظيم "القاعدة" أو "جبهة النصرة" و"الجيش الحر" وغيرها من "التنظيمات الإرهابية"، لن يكونوا طرفاً في الحوار في مؤتمر "جنيف 2" حول سوريا."
 
وفي اشارة غير مباشرة لرفض الحوار حتى مع الائتلاف الوطني، قال الزعبي "سنتحاور مع السوريين الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء ولم يكونوا طرفاً في العدوان على سوريا وفي دعوة بعض الدول للتدخّل في الشأن السوري عسكرياً أو سياسياً". وهو ما ذهب إليه الأسد في مقابلة تلفزيونية يوم الأحد الماضي بقوله "يمكن لاي حزب سياسي أن يحضر ذلك المؤتمر، لكننا لا نستطيع التحدث على سبيل المثال الى منظمات تابعة للقاعدة أو الى ارهابيين. لا نستطيع التفاوض مع أشخاص يطلبون التدخل الخارجي والتدخل العسكري في سوريا".
 
وتأتي التصريحات الرسمية السورية لتناقض ما يراه الحليف الروسي، اذ جدد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، التأكيد على انه "يجب عقد مؤتمر "جنيف- 2" في اسرع وقت ممكن"، لافتاً الى انه "يجب ان تتمثل كل الجهات السورية في جنيف-2".
 
اما الائتلاف، الذي أعلن رئيسه أحمد الجربا، الاستعداد لارسال ممثلين عنه إلى المؤتمر، فطالب المجتمع الدولي بضمان جدية النظام السوري  في حضور مؤتمر "جنيف 2".
 
وأشار في بيان إلى أنه يتوجب على النظام السوري "أن يقبل بشروط اتفاق جنيف السابق، الذي تمت المصادقة عليه فى قرار مجلس الأمن الأخير، حيث ينص الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية تمهد الطريق نحو حل يصل بالشعب السوري إلى الديموقراطية ويضمن إعادة بناء سوريا".
 
واتهم البيان وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم بـ"التغطية على سياسة النظام الشمولي المتمثلة باستخدام العنف الممنهج والاستهداف العشوائي للمدنيين فى سوريا"، وذلك رداً على الكلمة التي ألقاها المعلم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً. 
 
كما جدد الائتلاف تأكيده على أن "الإرهابيين والمتطرفين لا يمثلون المعارضة السورية، بل هم تسللوا إلى سوريا ليعيثوا الفساد والفوضى ويخدموا رواية النظام حول الطائفية". 
 
اتهامات الائتلاف لـ "الارهابيين المتطرفين" تبدو كأنها تأتي في الوقت بدل الضائع، بعدما تمدد نفوذهم تحت أعين الائتلاف على مدى أشهر طويلة. ولم يخرج الائتلاف عن صمته تجاه ممارساتهم إلا بعدما بات الصدام بينهم وبين باقي الكتائب المسلحة بالأمر الحتمي، وبات يطغى حتى على أخبار حملات الحصار المنظمة التي يفرضها النظام على عدد من المناطق وبنيها معضمية الشام في الغوطة الغربية. كما يطغى الصدام على المعارك بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة على غرار المعارك المتواصلة على عدد من الجبهات في درعا في إطار معركة "قادمون" لفك الحصار عن حمص أو في الريف الشرقي لمدينة حماه وحتى في دير الزور حيث تتواصل المعارك.
 
وبعد يوم من خروج المتحدث الرسمي الدولة الاسلامية في العراق والشام أبو محمد العدناني، في تسجيل صوتي يدافع فيه عن "داعش" ويتهم الآخرين بالافتراء عليها، بما في ذلك الجيش الحر الذي اتهم بعض ألويته بفتح جبهات ضد "الدولة" لمنعها من احراز تقدم في عدد من الجبهات، أفاد نشطاء عن استئناف المعارك بين "داعش" ولواء عاصفة الشمال في بلدة اعزاز قرب الحدود مع تركيا.
 
وأشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى وجود تقارير عن تقدم مقاتلي "الدولة الاسلامية في العراق والشام" نحو قواعد لواء عاصفة الشمال ونقاط التفتيش قرب المعبر الحدودي الى تركيا وفي قرى على مشارف اعزاز.
 
وسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على بلدة اعزاز الحدودية الشهر الماضي وطرد لواء عاصفة الشمال إلى مشارف البلدة، لتتفجر الاشتباكات بين الحين والآخر بين الطرفين، فيما لجأت تركيا لإغلاق المعبر الحدودي الواقع على بعد نحو خمسة كيلومترات.
 
increase حجم الخط decrease