الأربعاء 2014/06/25

آخر تحديث: 14:07 (بيروت)

مونديال لبنان:بين حماسة الجمهور وإستغلال المقاهي

الأربعاء 2014/06/25
مونديال لبنان:بين حماسة الجمهور وإستغلال المقاهي
الجو الحماسي يزيد من نسبة الإقبال على المقاهي (عزيز ضاهر)
increase حجم الخط decrease

يستقبل اللبنانيون الأسبوع الثاني من مباريات كأس العالم على وقع الهتافات الحماسية، وكذلك علامات خيبة الأمل جراء خسارة بعض المنتخبات. لكن في كلا الحالتين، فإن الأجواء ما تزال تتخذ طابع الحماسة، فالأعلام ما زالت منتشرة، والشاشات العملاقة ما زالت تغطي مساحات في المقاهي والمطاعم، فيما الرواد يتهافتون لمشاهدة المباريات خارج المنزل للإستفادة من جو التجمّعات الحماسية.

لكن لإتخاذ قرار حضور المباريات خارج المنزل، ضريبة يتكبدها المشجّع برضاه، وأحياناً كثيرة رغماً عنه، بل انه لا يعرف في بعض الأوقات أنه سيدفع مبلغاً كبيراً، فيقع ضحية جشع بعض المقاهي والمطاعم. إذ يعمد بعضها الى تحميل الزبائن كلفة شراء المعدات وتوقيع العقود مع شركة "سما" التي أخذت حصرية نقل مباريات كأس العالم، فضلاً عن بعض أعمال الديكور الملائم لمثل هذا الحدث العالمي، وجراء هذه التغييرات، يعتمد بعض أصحاب المطاعم والمقاهي سياسة الحجز المدفوع مسبقاً، كأن يدفع الزبون مسبقاً مبلغ 5 دولارات قبل حضور المبارات، أما الطلبات خلال المباراة، فهي حسب الرغبة. هذه السياسة تطبق في عدد من المقاهي، في حين يستوفي عدد آخر الـ "حد الأدنى" أو ما يعرف بـ "minimum charge" ، مع العلم المسبق بوجود هذه الكلفة. لكن في الجهة المقابلة، يقوم بعض المطاعم والمقاهي بإضافة هذه الكلفة على فاتورة الزبون دون إعلامه مسبقاً بوجود مثل هذه الكلفة، لا بل ينفي المقهى وجودها عند إستفسار الزبون.

في منطقة الجميزة في بيروت، دخل مصطفى وأصدقاؤه السبعة الى أحد المقاهي، بعد أن أجرى مصطفى إتصالاً بالمقهى للإستفسار عن طريقة الحجز ووجود كلفة الـ "minimum charge"، فأجاب المقهى بالنفي. توجه مع أصدقائه الى المقهى، كما روى لـ "المدن"، وأثناء المباراة "طلبنا بعض الطعام والمشروبات الغازية، لكن الفاتورة بلغت 360 ألف ليرة، وبعد الإستفسار عن السبب، أجاب النادل بأن المطعم يأخذ "minimum charge"  30 دولاراً على الشخص الواحد. وبعد نقاش مع إدارة المطعم خُفضت الفاتورة الى 270 ألف"، ويلفت مصطفى النظر الى ان "الخدمة هناك كانت سيئة"، ويضيف، "ذهبنا لاحقاً الى مقهى محاذٍ للمقهى الأول في الجميزة، وكانت المعاملة جيدة جداً، طلبنا الطعام والشراب وكان الحساب 170 الف ليرة، مقسم على ستة أشخاص أي بمعدل 17 ألف ليرة".

تفادياً لمثل هذه المواقف، فضل محمد مشاهدة المونديال في منزله، فإشترى "الكارت الخاص بالمونديال بقيمة 100 دولار أمريكي للمشاهدة بتقنية "اتش دي" hd والإستفادة من تعليق جميل على المباريات وتحليلات رياضية أيضاً"، كما أشار لـ "المدن". ويفضّل محمد حضور المباريات في المنزل "لأتنعم بمشاهدة المباراة وتفاصيلها دون ازعاج او ضجة.  لكن هذا لا يعني اني لن أشاهد بعض المبارايات خارج المنزل مع اصدقائي"، لكن يتخوّف محمد من النتائج المادية لحضور المباريات في المقهى، إذ "ان اردت مشاهدة  كل المباريات التي تهمني في المقاهي، فإن ذلك سيكلفني راتبي وربما استدين ايضا".

تفضيل بعض المشجعين حضور المباريات في المنزل، لم يؤثر على توجه العدد الأكبر من المشجعين الى المقاهي، وإن رتّب هذا القرار عليهم أكلافاً إضافية. وهذه الأكلاف، أثمرت "تحسناً في حركة الرواد"، كما وصفت مصادر في مطعم "بيت ورد" في بيروت، لـ "المدن"، فـ "التحسن واضح جدًا، المطعم يستقبل زبائن مع أو بدون حجز مسبق، ويصل عدد الكراسي المحجوزة الى حوالي 200 كرسي"، وأشارت المصادر الى ان "الحجز غير مدفوع، ويكفي أن يطلب الزبون طعاما". لكن وراء هذا التساهل، طريقة أخرى في تحصيل الأموال من الزبائن، فتلفت المصادر النظر الى انه "اذا لم يرغب الزبون بتناول الطعام، تُبادر ادارة المطعم الى تقديم الفواكه والحلويات، وان لم يطلب هو، لأنه لا يمكن أن تمتلئ الطاولات ويطلب المشجعون فنجان قهوة، في حين دفعنا في المطعم تكلفة التجهيزات 200 ألف دولار".

في السياق عينه، يصف أحد المدراء في مطعم الساحة في حديثه لـ "المدن"، تحسّن الحركة بـ "المقبول". فبعد الوضع الأمني الأخير، ساد لدى المواطنين "شعور بالخوف، لكن العمل لم يتوقف، ويومياً لدينا إشغال يفوق الـ 130 كرسيا".

أمين سر نقابة أصحاب المطاعم في لبنان طوني الرامي، يصف في حديث لـ "المدن" الجو بـ "الأكثر من حماسي، والمقاهي استعدّت جيداً لهذا الحدث، وحضّرت تجهيزات وشاشات وديكورات لنقل المباريات. وقد بلغت نسبة تحسن الحركة في المطاعم والمقاهي 50%  أما مطاعم الفئة الأولى والتي لم  تنقل المباريات فقد تأثرت سلبا وتراجع الاقبال عليها". وعن غلاء الأسعار يقول الرامي "لم يردنا لوائح جديدة بالأسعار من قبل وزارة السياحة. وفي  المقابل المطعم الذي يرفع أسعاره يخسر زبائنه".

الهتافات والعبارات التشجيعية، والأخرى التي تسخر من مشجعي المنتخب الخاسر، تزيد من حماسة المشاهدة، برغم ان الإستهزاء أحياناً يصل الى مرحلة الصدام بين المشجعين. لكن بعض أصحاب المقاهي يسمح بهذا الحد من التشجيع، شرط ان لا يتطور الى عراك يضر بمقتنيات المقهى وبالحضور، فالجو الحماسي يزيد من نسبة الإقبال وبالتالي من أرقام الفاتورة التي يدفعها الزبائن، حتى إن بعض اصحاب المقاهي أطلق الإعلانات الترويجية المؤيدة لمنتخب دون آخر. لكن الى جانب الإرتياح النسبي الذي يبديه الزبائن وأصحاب المقاهي، إلاّ ان الرواد يقتصرون بالدرجة الأولى على اللبنانيين دون تهافت السياح العرب والأجانب، نظراً لتأثيرات الأوضاع الأمنية، وما يترافق معها من خطورة على قطاع السياحة. لكن ما يمكن لمسه بطريقة واضحة، هو إعادة مباريات كأس العالم، لبعض ملامح الإيجابية للقطاع السياحي الذي يعاني من التراجع منذ حوالي 3 سنوات.

increase حجم الخط decrease