الإثنين 2014/06/16

آخر تحديث: 15:42 (بيروت)

خروج "تلفزيون لبنان" من المولد بلا .. المونديال

الإثنين 2014/06/16
خروج "تلفزيون لبنان" من المولد بلا .. المونديال
increase حجم الخط decrease

 إستجابت الحكومة اللبنانية لمطالب مواطنيها بمشاهدة المونديال.. لكنها ضيّعت فرصة على "تلفزيون لبنان" باستغلال الحدث، والعودة الى قائمة القنوات اللبنانية المسجلة في أجهزة اللبنانيين. كان التوصل الى القرار محتوماً. فحجم الإنتقادات التي انهالت على الحكومة، وإعراب اللبنانيين عن شعورهم بالذل نتيجة الإلحاح بالمطالبة، حفزت الحكومة على الإستنفار لاتخاذ القرار الصحيح بتوقيت مميت، ذلك إن قسماً من اللبنانيين أصابه اليأس، فاشترى التردد من شركة "سما"... وبالتأكيد، لن يعود ماله إليه بعد اتخاذ القرار بعرض المباريات مجاناً.

كان الأجدى بالحكومة اللبنانية أن تستنفر قبل مرور أربعة أيام على افتتاح المونديال. كان يجدر بها حفظ ماء وجه مواطنيها. كادت أن تضيع الفرصة على فقراء البلد وبسطائه، بين النقاشات الطويلة، على الطريقة اللبنانية في معالجة القضايا ذات الشأن السياسي. إستنفرت الحكومة، وفعّل رئيسها ووزراء الداخلية والإتصالات والإعلام والشباب والرياضة حركتهم، الى أن توصلوا الى اتفاق يرضي اللبنانيين وشركة "سما". هي خطوة تستحق التقدير، لجهة كسر الإحتكار الإعلامي، وتوفير حق المشاهدة المجانية للبنانيين... لكنها في الوقت نفسه، أضاعت على تلفزيون لبنان فرصة المشاهدة، ليبقى، بنظر بعض اللبنانيين، صورة في كادر مغبّر.

وأعلن ثلاثة وزراء يوم الإثنين أن الشعب اللبناني سيشاهد مباريات كأس العالم  2014 مجاناً. وأوضح وزير الإتصالات بطرس حرب أن أنه تم الاتفاق مع شركة "سما" على تأمين مشاهدة مباريات المونديال لكل اللبنانيين عبر الشركة وكافة موزعي الكايبل. بلغت قيمة الصفقة 3 ملايين دولار، مُنحت كتعويض لشركة "سما" التي تحتكر بث المباريات المنقولة عبر قنوات "بي إن سبورتس". وما يُفهم من حديث ممثل شركة "سما" لقناة "أل بي سي"، إن المبلغ ستدفعه الشركتان المشغلتان للشبكة الخلوية في لبنان "ألفا" و"تاتش".

ويعني هذا الإقرار بأن تلفزيون لبنان لن يكون له الحق بنقل المباريات. أصلاً، قال ممثل "سما" إن نقل المباريات سيعتبر "قرصنة". بكلمات أخرى، خرجت الشاشة الوطنية من المولد بلا حمص. فقرار الحكومة بعدم دفع شيء من ميزانيتها، ورمي المهمة على أكتاف شركتي الخلوي، اللتين ستدفعان من ميزانية إعلاناتهما، أطاح بأي دور للتلفزيون. إعترف رئيس مجلس إدارته طلال المقدسي باستبعاد التلفزيون الرسمي، وإبعاده أيضاً عن فرصة التطوير بإعلانات كان يمكن أن يستقطبها التلفزيون. خرج على القرار بلهجة تحدًّ، إذ قال إن التلفزيون الرسمي سيبث الليلة المبارايات ولو كلفه ذلك استقالته اذا منعوه من البث.

والواقع أن إلغاء فرضية الربح للتلفزيون، ألغيت منذ بدء المونديال، من غير أن يعرض "تلفزيون لبنان" مبارياته. لو توصل المعنيون الى الإتفاق مبكراً، كان يمكن أن يعمل، رجل الإعلانات القوي طلال المقدسي، على جذب المعلنين وعرضها في أوقات الذروة لناحية المشاهدة. المال الذي كان سيتدفّق على التلفزيون، كان يمكن أن يساعد على تطويره، بدلاً من التسوّل من ميزانية الحكومة. ضاعت الفرصة الأولى، كما ضاعت الفرصة الثانية اليوم بنقل المباريات عبر الكايبل، بموجب هذا القرار المتأخر، والمطبوخ على عجل. وعليه، سيكون التلفزيون الرسمي خارج أجندة المشاهدين حكماً.

من ناحية ثانية، يمكن قراءة ليونة شركة "سما" على أنها شعور بالهزيمة. ففي ظل غياب قرار رسمي، قبل اليوم، يتيح للبنانيين فرصة مشاهدة المونديال، بحث اللبنانيون عن بدائل. لجأوا الى القنوات الأجنبية، بينها TF1 وقناة تركية رياضية وقناة "سكاي سبورتس"، وحتى القناة الإسرائيلية التي شاهدها الجنوبيون. ولا يبدو تصريح ممثل شركة "سما" حسن الزين مقنعاً، حين قال "اننا قدمنا هدية للشعب اللبناني لكي يشاهد المونديال وقلنا منذ البداية اننا نريد ان تصل الصورة للشعب واضحة".

كيف سيحمي التلفزيون الرسمي ماء وجهه أمام اللبنانيين؟ يبدو السؤال بلا إجابة، في ظل إضاعة الحكومة فرصة عليه. لا شيء سيعوّض خسارة الفرصة، إلا كلمات تعزية، على غرار ما سجله "المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع" من تحفظ على الإتفاق. وجاء في برقية التعزية تصوّر بمفعول رجعي، بالقول "كان الأحرى بالحكومة أن تحمي حقوق المؤسسات المرئية اللبنانية وحق تلفزيونها العام وحقوق المواطنين قبل اي اعتبار آخر"، مذكراً بأن "غالبية اللبنانيين لا يملكون "دشا" أو حق العبور الى الكابلات".

increase حجم الخط decrease