كازينو لبنان.. إصلاح إداري يخفي محاصصة سياسية

تحت عنوان "الإصلاح" تفجرت الأزمة بين إدارة كازينو لبنان ونقابة العاملين فيه، ودخلت "معمعة" التدخلات السياسية، على خلفية صرف عدد من الموظفين بشكل مفاجئ.
بدأت الأزمة عند اتخاذ إدارة الكازينو قراراً يقضي بصرف 191 من العاملين في الشركة "لعدم انتاجيتهم وانضباطهم"، ما أدى الى اعتراض الموظفين المصروفين وتعزيز رفضهم بموقف نقابة العاملين في الكازينو، وباللجوء الى عدد من السياسيين المقربين من بعضهم.


إجراء مجلس الإدارة المفاجئ كشف الغطاء عن خبايا الخلافات التي وقعت في كواليس الكازينو، قبل أن تصل الأمور الى ما وصلت إليه اليوم. فقرار صرف 191 موظفاً سبقه محاولة من شركة كازينو لبنان لتثبيت اكثر من 200 موظف متعاقد مع شركة "أبيلا" المشغّلة لألعاب الميسر في الكازينو، غير أن محاولة التثبيت هذه قوبلت بالرفض من قبل المساهم الأكبر في كازينو لبنان أي "شركة انترا للاستثمار"، لأسباب "تحاصصية" بحسب مصدر في "إنترا".
ويكشف المصدر لـ "المدن" أن سبب رفض شركة انترا تثبيت 200 متعاقد مع "أبيلا" يعود الى كون غالبية المنوي تثبيتهم مقربّين من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والمردة والكتائب. ويؤكد أن إدارة "إنترا" رفضت التثبيت بإيعاز من شخصية نافذة في حركة امل، "إلا في حال المقايضة بتوظيف عدد مماثل من بقية الأحزاب وتحديداً من حركة أمل بشكل يراعي التوازن الطائفي والحزبي".


عرقلة تثبيت 200 متعاقد مع أبيلا أثار حفيظة مجلس إدارة الكازينو، فقرر السير بعملية إصلاح إداري ومالي، عبر خفض الأعباء المالية التي يتم دفعها لفئة غير منتِجة، فاتجه أولاً الى صرف 250 موظفاً من أصل 1500، قبل خفض الرقم الى 191 نتيجة ضغوط مورست من سياسيين.
وبعد أن وصلت الأمور الى ما وصلت إليه وتم إبلاغ الموظفين الـ191 بقرار صرفهم، بادر الموظفون المصروفون الى الاعتصام في باحتي الكازينو الخارجية والداخلية يوم أمس، كما عمدوا سابقاً إلى قطع الطريق من الأوتوستراد إلى مدخل الكازينو. كما عقدت نقابتا موظفي الكازينو مؤتمراً ليل أمس احتجاجاً على صرف الموظفين، شارك فيه نقيبا الموظفين جاك خويري وهادي شهوان والنائبان سيمون أبي رميا وزياد أسود وشقيق النائب السابق فريد هيكل الخازن، إضافة الى الموظفين المعتصمين. ودعا المحتجون حاكم مصرف لبنان الى العودة فوراً عن هذه الاجراءات التعسفية واعتبار كل الكتب التي وجهت الى الموظفين من دون مفعول وغير قانونية، واصفين تصرّف ادارة الكازينو بالتصرّف الكيدي.
كما طالبت النقابتان رئيس واعضاء مجلس ادارة كازينو لبنان بالإستقالة، مؤكدتين استمرار التحركات الإحتجاجية الى حين وقف صرف الموظفين.
وبعد ليلة حافلة بالإتصالات بدأ الحديث عن خفض عدد الموظفين المصروفين الى 100 موظف، ولا سيما أن قرار الصرف سيصبح سارياً يوم الجمعة المقبل، ومن الوارد التراجع عنه او تعديله.


أما اليوم فقد تابع الموظفون المصروفون تحرّكهم بموازاة استمرار الإتصالات الهادفة الى وقف قرار الصرف، فقطعوا طريق الكازينو من جديد، ثم أقفلوا مدخل الكازينو مانعين رئيس مجلس الإدارة حميد كريدي من الدخول الى مكتبه.
وأكد رئيس نقابة الموظفين العاملين في كازينو لبنان هادي شهوان لـ"المدن"، استمرار تحرك العاملين في الكازينو الى حين العودة عن قرار الصرف كأولوية مطلبية، ومن ثم العمل على إقالة مجلس إدارة الكازينو برئاسة حميد كريدي.
وإذ لفت شهوان الى إلإستمرار في إقفال الكازينو في سياق التحركات الإحتجاجية، إشار الى أن الضغوط السياسية تسير باتجاه تصويب الأمور لصالح العاملين، أي العودة عن قرار صرف الـ 191 عاملاً.


لكن وحتى اللحظة قرار الصرف يتجّه نحو التنفيذ بعد توقيعه من قبل مجلس إدارة الكازينو، إضافة الى اقرار مبلغ 11 مليون دولار لدفع مستحقات المصروفين.
يذكر أن شركة إنترا التي يرأسها محمد شعيب (وهو مقرّب من الرئيس نبيه بري) تملك 52 في المئة من أسهم كازينو لبنان، ومصرف لبنان يملك 35 في المئة من أسهم إنترا، وشركة ATDC أبيلا تملك 17 في المئة، ومجموعة بنك عودة 7 في المئة، ومؤسسة ضمان الودائع ولجنة تصفية بنك المشرق 6 في المئة، وباقي الأسهم موزعة بين عدد من المساهمين.