الثلاثاء 2015/07/21

آخر تحديث: 18:09 (بيروت)

البلديات تتحرك لحل أزمة النفايات "بالممكن"

الثلاثاء 2015/07/21
البلديات تتحرك لحل أزمة النفايات "بالممكن"
تراكم النفايات في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
بدأت معظم بلديات بيروت وجبل لبنان تحركها، باتجاه مواجهة أزمة النفايات الطارئة، لمنع تفاقم مشهد تراكم النفايات الذي اجتاح شوارع العاصمة ومناطق أخرى منذ يوم أمس، بعد توقف شركة "سوكلين" عن جمع النفايات، لعدم قدرة مخازنها على إستيعاب كميات إضافية من النفايات. ومنعاً لتفاقم الأزمة، بدأت "سوكلين" برش النفايات المتكدسة على الطرقات، بالكلس والأدوية المضادة للحشرات والمخففة للروائح الكريهة.

وفي هذا الإطار، بادرت بلديتا عرمون وبيصور، إلى تأمين كنس وجمع النفايات المتراكمة في الشوارع، وتأمين عقار لطمر نفايات البلدتين. وبفضل جهود "جمعية سيدات بيصور"، يتم فرز النفايات المنزلية من المصدر منذ أيار العام الماضي في البلدة. فقد اعتادت البلدية هناك جمع النفايات الصلبة وبيعها لمعامل تدوير قريبة، وإرسال النفايات العضوية التي تتألف من بقايا المأكولات، إلى حاويات "سوكلين". ولكن بعد تأمين عقار للطمر، "لم تعد هناك حاجة لخدمات سوكلين، إذ وضعت اليوم حاويات خاصة بالبلدية وتم الإستغناء عن الحاويات الأخرى"، وفق ما أكده الناشط البيئي في تجمع "عرمون بلدتي"، زياد المهتار في حديث لـ"المدن".

هذا وعلمت "المدن" من رئيس إتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، محمد الخنسا، أن بلديات الضاحية "بدأت بإزالة النفايات من الشوارع، لطمرها في أماكن لم تحدد بعد، وقد إعتمد هذا الإجراء حرصاً على سلامة الأهالي هناك، وهو إجراء مؤقت لمواجهة الأزمة في اليومين المقبلين"، فيما حمَّل الخنسا "الحكومة ومجلس الإنماء والإعمار ومعهم شركة سوكلين مسؤولية ما آلت إليه الأمور"، رافضاً "تحميل بلديات بيروت وبلديات جبل لبنان مسؤولية حل هذا الملف، لذلك لا بد من إتخاذ الحكومة قراراً جريئاً في جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس". هذا وتناقلت معلومات صحافية عن تحديد مطمر خلدة لنقل نفايات "الضاحية" إليه، فيما تحتاج إزالة النفايات المتراكمة في الشوارع إلى يوم غد.
 

وفي ما يخص بلدة عرمون، يقول المهتار: "تم الإتفاق على تقديم البلدية عقاراً لإنشاء معمل لمعالجة النفايات، بمساحة 5000 متر، والمشروع ينتظر موافقة الوزارات المعنية، فيما يحتاج إنشاؤه مدة خمسة أشهر كحد أقصى، وبإمكانه إستيعاب انتاج 50 ألف نسمة من النفايات. وما يميز المشروع، تعهد زياد أبي شاكر، أحد متعهدي معامل معالجة النفايات في الجنوب، بناء المعمل مقابل تلزيمه خدمات النفايات في المنطقة، وفق تسعيرة 59 دولاراً للطن الواحد.

هذا واجتمع إتحاد بلديات الغرب الأعلى والشحار، اليوم، بحضور رئيس الإتحاد وليد العريضي، ورؤساء بلديات المنطقة، للبحث في الخطط البديلة والتي يمكن إعتمادها في الوقت الراهن، كالفرز من المصدر وتوعية الأهالي للتقليل من انتاج النفايات، ولتوجيه خلية الأزمة التي شكلها الإتحاد منذ 25 حزيران الماضي.

من ناحية أخرى، أكدت المسؤولة الإعلامية لتجمع "كفانا نفايات" (يضم جمعيات أهلية من مناطق مختلفة في جبل لبنان)، راغدة الحلبي في حديث لـ"المدن"، أنه "تم تسهيل حركة دخول وخروج آليات وعمال شركة سوكلين إلى مطمر الناعمة، لإخراج النفايات السائلة من داخل المطمر- وهي عبارة عن عصارة النفايات المطمورة الموجودة داخل قنوات النفايات في المطمر- وتشغيل محارق الغاز ومعمل توليد الكهرباء. كما تم تأمين خروج شاحنات تحمل عصارة النفايات قيل إنها ستؤخذ الى محطة الغدير للمعالجة. وقد تم تحديد ساعات الدخول والخروج من المطمر، كالآتي: خلال الفترة الصباحية لمدة ساعة واحدة من الخامسة حتى السادسة صباحاً، يليها ساعة ونصف الساعة في فترة ما بعد الظهر". وهذا ما اعتبرته الحلبي "أمراً مقبولاً وضرورياً، لكن ما رفضناه ونصّر على رفضه هو دخول أي شاحنة محملة بالنفايات الى داخل المطمر".

وفي إطار الحديث عن توصل رئيس بلدية بيروت إلى حل لنفايات منطقة بيروت، بالتنسيق مع وزير البيئة محمد المشنوق، بانتظار موافقة رئيس الحكومة تمام سلام، أكد نائب رئيس بلدية بيروت، نديم المصري، في حديث لـ"المدن"، أن "تلك المعلومات غير دقيقة، ولم يعتمد أي إقتراح لتنفيذه، وكل ما يحكى في هذا الإطار يصنف في خانة الإقتراحات والافكار الشخصية". أضاف: "نحن اليوم في صدد الدعوة إلى عقد جلسة طارئة للمجلس البلدي للبحث في ملف النفايات نظراً لحساسية الموضوع وأهميته، كي يتسنى لنا الخروج من الإجتماع واعتماد حلول معقولة، وذلك في غضون اليومين المقبلين"، مشيراً إلى أن تأخر إنعقاد جلسة المجلس البلدي "تنتظر تأمين المعطيات الكافية".

إلى ذلك، عقد إتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي إجتماعاً طارئاً اليوم، في مركزه في بلدة مزبود، بحث خلاله مشكلة النفايات بعد توقف شركة "سوكلين" عن جمعها. فدعا المجتمعون الأهالي لاعتماد آلية فرز النفايات في المنازل، وشكا العديد منهم عدم توافر الإمكانات والمعدات اللوجستية لدى البلديات لمعالجة مسألة النفايات، فيما ترك الاتحاد جلساته مفتوحة بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في مجلس الإنماء والإعمار والحكومة ووزارة البيئة. وتجدر الإشارة إلى أنّ رئيس الحكومة تمام سلام يلتقي نواب بيروت غداً لبحث موضوع النفايات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها