الإثنين 2017/04/17

آخر تحديث: 02:10 (بيروت)

جهاز لتنقية المياه المبتذلة.. وخدمة الإنترنت

الإثنين 2017/04/17
جهاز لتنقية المياه المبتذلة.. وخدمة الإنترنت
المياه الملوثة تسبب أكثر من نصف مليون حالة وفاة حول العالم سنوياً
increase حجم الخط decrease
رغم عدم اقتناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأهمية قطاع الطاقة المتجددة في الحفاظ على البيئة وخلق موارد لا تنضب، يُمكن أن تستفيد منها البشرية جمعاء، إلا أن هذا الأمر لم يشكل مانعاً أمام الشركات الأميركية والعالمية للدخول والاستثمار في هذا المجال.

ولعل شركة واتلي الإيطالية– الإسبانية، التي يُمكن أن تُحدث ثورة في عالم الطاقة المتجددة، خير مثال على ذلك. إذ أطلقت الشركة أخيراً ابتكاراً من شأنه تأمين مياه الشفة النقية من أيّ مصدر مياه ملوث، إضافة إلى توليد الكهرباء، وتزويد المنطقة المحيطة بهذا الجهاز بالانترنت المجاني.

ويعمل الجهاز الذي يصل وزنه إلى 15 طناً وبحجم يصل إلى 40 متراً، من خلال التقاط أشعة الشمس عبر ألواح الطاقة الشمسية التي تُكوِّن سطحه، وتحويلها إلى طاقة كهربائية من خلال البطارية الموجودة فيه، والتي تصل سعتها إلى 140 كيلووات.

وهذه الطاقة الكهربائية يستعملها الجهاز لتنقية المياه من خلال نظام حصلت الشركة على براءة اختراع فيه، ليتم غليه وتقطيره. ويستطيع هذا الجهاز أن يؤمن نحو 5 آلاف ليتر من المياه الجاهزة للشرب يومياً.

ويستطيع الجهاز، وفق الشركة، تنقية المياه من أي تلوث، سواء أكان كيميائياً أم بكتيرياً. وبهذه التقنية، يستطيع الجهاز الاستفادة من مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة سواء أكان مصدرها الأنهر أو المحيطات.

ولا تقف الأمور التي يقوم بها هذا الجهاز عند هذا الحد، إذ يستطيع أيضاً تأمين خدمة الانترنت من خلال الأقمار الصناعية، ضمن نطاق 800 متر، إضافة إلى تأمين طاقة كفيلة بشحن الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية.

وبدأت الشركة العمل على هذا الجهاز في العام 2013، لتتمكن من إنتاج نسخة أوليّة صغيرة الحجم. وبعد ثلاث سنوات من العمل والتطوير، جرّبت الشركة النموذج المصغر في غانا، طامحة في الوصول إلى القارة الأفريقية بأكملها، خصوصاً نيجيريا والسودان.

ويستطيع الجهاز الواحد، وفق الشركة، تأمين الحاجات اليومية من المياه والطاقة والانترنت إلى مجتمعات تصل إلى 3 آلاف شخص. كما يمكن أن يتم وصل أجهزة عدة من واتلي لتشكل شبكة يمكن لملايين البشر الاستفادة من خدماتها.




ويقول مؤسس الشركة ماركو اتيساني عن هذا الإبتكار إنه "مستقبل إدارة المياه وتوليد الكهرباء". ويحاول اتيساني مساعدة المجتمعات الفقيرة، خصوصاً أنه نفسه خرج من براثن الفقر في برازيليا بعدما تبنته عائلة إيطالية عندما كان في 11 من عمره.

ولعل المشكلة الأبرز التي تكمن في هذا الجهاز، أنه ككل الأجهزة التي تعمل على الطاقة الشمسية، تبدأ بفقدان وظائفها الأساسية في الأيام غير المشمسة. ويقول اتيساني إن البطاريات الموجودة في الجهاز تستطيع تأمين الطاقة الكافية لشحن الأجهزة الذكية، بالإضافة إلى خدمة الانترنت لمدة ثلاثة أيام، إلا أنها لا تستطيع تأمين المياه النظيفة.

ويصل سعر الجهاز إلى نحو مليون يورو، في حين أن الخطط المستقبلية تهدف إلى خفض الكلف بشكل كبير لتمكين المجتمعات الفقيرة من الاستفادة من خدماته. واستطاعت الشركة جمع نحو 2.26 مليون دولار من الاستثمارات الحكومية وبعض المستثمرين في القطاع الخاص.

ويأتي هذا الابتكار وسط تقارير "مرعبة" عن الأزمة المائية التي سيشهدها العالم في القريب العاجل، خصوصاً في ظل الاحتباس الحراري وارتفاع معدلات التلوث في العالم. ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 1.8 مليار شخص في العالم يستخدمون مصادر مياه الشرب الملوثة بالبراز، مع تقديرات تشير إلى أن المياه الملوثة تسبب أكثر من نصف مليون حالة وفاة حول العالم سنوياً. يضيف التقرير الصادر أخيراً أنه بحلول العام 2025، سيعيش نصف سكان العالم في مناطق تعاني من الإجهاد المائي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها