السبت 2017/03/25

آخر تحديث: 08:46 (بيروت)

اللحوم البرازيلية في لبنان فاسدة؟

السبت 2017/03/25
اللحوم البرازيلية في لبنان فاسدة؟
لبنان لم ولن يعلق استيراد اللحوم من البرازيل (Getty)
increase حجم الخط decrease
تطول لائحة الدول التي قاطعت استيراد اللحوم من البرازيل على خلفية فضيحة فساد لحوم طاولت أكثر من 20 مؤسسة برازيلية ضالعة في القضية منها 6 مؤسسات تصدر اللحوم الى نحو 150 دولة في العالم.

فمن المكسيك إلى اليابان وكوريا والصين مروراً بالجزائر والسعودية ووصولاً إلى دول أوروبية، جميعها دول علّقت استيراد اللحوم من البرازيل أكبر مصدّر في العالم للحوم الأبقار والدواجن، ولكن بعض الدول عمدت إلى تعليق مؤقت للإستيراد أو استمرت بالإستيراد بشكل طبيعي، ومنها لبنان، معتمدة على تشددها بالكشف على اللحوم المستوردة، لاسيما البرازيلية.

ولكن، إلى أي مدى يمكن للسلطات اللبنانية ضمان التشدد في إدخال آلاف الأطنان من اللحوم البرازيلية؟ في حين يشهد مرفأ بيروت، وهو المعبر الرسمي لتلك اللحوم، فضائح على مدار العام تطاول العديد من المنتجات المستوردة التي غالباً ما ينجح مستوردوها بتجنيبها الخضوع للفحوص المخبرية والكشوفات في المرفأ.

يؤكد مدير الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة الدكتور الياس إبراهيم، في حديث إلى "المدن"، أن استمرار لبنان بالسماح باستيراد اللحوم من البرازيل مبني على معطيات واقعية وعلمية، "فمن خلال التواصل مع السلطات البرازيلية تبين أن المؤسسات البرازيلية (وعددها 21 مؤسسة) المتورطة بفضيحة اللحوم الفاسدة لا تصدّر الى لبنان"، يقول إبراهيم، "فلبنان لم يكن بين الدول التي شكّلت الوجهة النهائية للبضائع الفاسدة، ناهيك بأن لبنان لا يستورد المنتجات التي طاولتها فضيحة الفساد كاللحوم المتبلة على سبيل المثال".

وعن كيفية تشدد وزارة الزراعة في إدخال اللحوم البرازيلية إلى السوق اللبنانية، يوضح إبراهيم أن التدقيق باللحوم المستوردة يبدأ بالتحقق من مستنداتها وخلوها من إسم أي من الشركات المتورطة بفضيحة الفساد، ثم تخضع للفحص الحسي (كالحرارة وطريقة التخزين وغيرها) ثم تتم مراقبة شكل البضاعة قبل أن يتم أخذ عينة منها الى المختبر والتأكد من سلامتها.

ويحذو غابي دكرمنجيان، رئيس نقابة تجار ومستوردي اللحوم، حذو وزارة الزراعة ليطمئن إلى سلامة اللحوم المستوردة من البرازيل باعتبار أن "لبنان يتعامل مع كبرى الشركات البرازيلية منذ أكثر من 20 عاماً ولا تشملها الشركات الضالعة بفضيحة الفساد، كما أن وزارة الزراعة تتشدد بفحص اللحوم قبل دخولها الى البلد".

إذاً، لم يقاطع لبنان استيراد اللحوم من البرازيل، ولم يمنح نفسه فرصة التأكد من سلامة السوق بعد مرور نحو اسبوع على فضيحة الفساد البرازيلية، رغم أن بعض الدول ومنها الإمارات علقت الاستيراد مؤقتاً ريثما يتم التأكد من سلامة الأسواق والمستوردات. وهنا، لا بد من الوقوف عند كلمة أحد النقابيين العاميلن في قطاع اللحوم والمواشي والمواد الغذائية المستوردة، في حديثه إلى "المدن"، "لا قدرة لوزارة الزراعة بالوقوف في وجه الحيتان وهم كبار مستوردي اللحوم، فالتجار الكبار لا يأبهون بتحذيرات الوزارة ويجدون دائما الطرق السالكة لإدخال ما يشاؤون الى السوق اللبنانية"، مذكّراً بفضيحة اللحوم التي عصف بها لبنان منذ سنوات عدة ولم يلاحق القضاء أي من التجار والمستوردين الكبار.

يذكر بأن لبنان يستورد سنوياً نحو 18 ألف طن من اللحوم البرازيلية "فاكيوم" وهي اللحوم المبردة التي تباع في المتاجر اللبنانية على أنها "طازجة"، كما يستورد نحو مليون و30 ألف من المواشي الحية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها