الأربعاء 2017/03/15

آخر تحديث: 00:46 (بيروت)

الأحزاب تجدد أسر الاتحاد العمالي

الأربعاء 2017/03/15
الأحزاب تجدد أسر الاتحاد العمالي
يحتاج الاتحاد إلى استعادة ثقة العمال
increase حجم الخط decrease

بعد 16 عاماً من تولي غسان غصن رئاسة الاتحاد العمالي العام يتجه الاتحاد إلى تسليم مفتاح قيادته إلى رئيس اتحاد نقابات المصالح المستقلة للمؤسسات العامة والخاصة رئيس نقابة عمّال المرفأ بشارة الأسمر، ليصبح للاتحاد العمالي رئيس جديد.. فهل يطوي الرئيس الجديد سجل سلفه ويعيد إحياء دور الاتحاد في حماية حق العامل أم يستكمل مسيرة الاستقالة التي انتهجها على مدى سنوات أمام العديد من القضايا العمالية؟

بالنظر إلى المعطيات التي آلت إلى تحويل انتخابات مجلس تنفيذي ورئيس للاتحاد العمالي العام اليوم 15 آذار، من معركة ديمقراطية إلى عملية محاصصة طائفية سياسية واختيار رئيس للاتحاد بالتزكية، يمكن تخمين، لا بل ترجيح أن تكون القيادة الجديدة للاتحاد العمالي العام وجهاً آخر للقيادة القديمة، التي شهدت على ضياع حقوق العمال في شتى القطاعات من دون أن تحرك ساكناً.

أقفل باب الترشيح يوم الأحد الفائت على 16 مرشحاً، في حين أن 12 منهم فقط سيتم توليهم منصب عضوية المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي، ولكن إسم الرئيس لا يتم التداول به، إذ جرى الإتفاق على تزكية بشارة الأسمر. وقد نجحت اتصالات الساعات الأخيرة في انسحاب ثلاثة مرشحين مستقلين ولم يبق سوى إسم واحد خارج اللائحة التوافقية.

اللائحة التوافقية التي ستحكم توجهات "العهد" الجديد للاتحاد العمالي العام، جرى تشكيلها في المكتب العمالي لحركة أمل وتزكية رئيسها في عين التينة في نهاية الشهر الفائت، حين استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الاتحاد العمالي العام "الجديد" وتسليمه "أمانة" الاتحاد، بحسب مصادر لـ"المدن".

وتم تقسيم أعضاء اللائحة بين الاتحادات بحسب الانتماء الطائفي (مناصفة بين المسلمين والمسيحيين) وبتمثيل الأحزاب السياسية، بينها بعض الأحزاب التي كانت قد قاطعت الاتحاد العمالي السابق، كالحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل والقوات اللبنانية، وجاءت الأسماء كالآتي: بشارة الأسمر رئيساً، شربل صالح، أنطون أنطون (مردة)، بطرس سعادة (قومي)، أديب برادعي (من مدينة صور اختارته حركة أمل)، جورج علم، أكرم عربي (الحزب التقدمي الاشتراكي)، عبداللطيف الترياقي (المستقبل)، سعدالدين حميدي صقر(مقرب من المستقبل وأمل)، علي ياسين (حزب الله)، حسن فقيه (أمل) وهو نائب للرئيس، علي الموسوي، ويبقى الخلاف على اختيار أحد الإسمين الممثلين لمنطقة الشمال من الطائفة السنية شعبان بدرة أو أحمد زبيدي.

وفي حال أفرجت ساعات الصباح الأولى عن انسحاب بدرة أو زبيدي لمصلحة الآخر فتكون اللائحة قد فازت بالتزكية وإن لم يحصل الإنسحاب فالعملية الانتخابية ستحسم الاختيار، ولكن في الحالين فإن التوافق جرى على اختيار بشارة الأسمر رئيساً.

الأسمر أو الرئيس الجديد للاتحاد العمالي العام لم يخفِ، في حديثه إلى "المدن"، اندفاعه لرفع صوت الاتحاد في عدد من القضايا العمالية التي تخاذلت قيادة الاتحاد السابقة عن قولها أو حتى عن نصرة العمال في كثير من القضايا، ولكن لأي مدى سيتمكن الاتحاد من التحرك خارج عباءة الأحزاب السياسية؟ سؤال قد تجيب عنه التجارب السابقة للاتحاد العمالي، لكن الأسمر يرفض بشكل قاطع ربط المرحلة المقبلة بسابقتها، جازماً بأن "مرحلة القيادة السابقة قد انتهت ونحن مقبلون على مرحلة لن تتكلم فيها سوى المواقف الحقيقية".

وإذ كشف الأسمر عن نيته إعادة التواصل مع الاتحادات المقاطعة للاتحاد العمالي، وهيئة التنسيق النقابية، وتوحيد المسيرة المطلبية معها لاسيما في ما يتعلّق بالأجور وقانون الإيجارات وسلسلة الرتب وعمليات الصرف التعسفي وغيرها من القضايا التي تمس حقوق العمال.

وإلى حين إثبات عودة الاتحاد العمالي إلى الساحة النقابية يبقى في نظر النقابيين الناشطين في الدفاع عن حقوق العمال مجرد مؤسسة حزبية عديمة الجدوى، وفق حديث رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان كاسترو عبدالله لـ"المدن"، فالاتحاد العمالي يحتاج إلى خوض معركة استعادة ثقة العمال بعد تنازله عن تحصيل كثير من حقوقهم لاسيما فيما يتعلق "باتفاق الزل" الذي أبرمته القيادة السابقة للاتحاد مع الهيئات الإقتصادية في شأن الأجور في السنوات الماضية.

وتعبّر أوساط عمالية واسعة عن استيائها من استئثار الأحزاب السياسية بتشكيل قيادة الاتحاد الجديدة، وتعبر بالتالي عن مخاوفها من استمرار ضياع حقوق العمال في زواريب السياسة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها